رئيس جمعية الفيروسات المصرية: الطبيب البيطري حائط الصد الأول لمنع انتشار الأوبئة
قال الدكتور محمد عبد الحميد شلبى، رئيس جمعية الفيرولوجى المصرية وأستاذ الفيروسات والمناعة بكلية طب بيطرى جامعة القاهرة، أن المصادر اختلفت فى تحديد مصدر ظهور فيروس كورونا فثبت أنه جاء من الخفافيش، وانتقل إلى الإنسان، مضيفًا أنه من المعروف أن الصينيين يأكلون الخفافيش والثعابين ويأكلون كل ما له قلب ينبض، والفيروس ظهر فى ولاية ووهان والتى بها سوق كبير لبيع الحيوانات البرية الحية والمذبوحة، وعندما جاءوا بعينة من الفيروس وجدوا فيه آثار من الخفافيش والثعابين فثبت انهما المصدر لهذا الفيروس، وكانت الكارثة عندما تأقلم الفيروس مع الإنسان وانتقل إلى جسمه وعاش فيه.
وأشار شلبى إلى أنه عندما يكون الفيروس فى الحيوان تكون السيطرة عليه سهلة، فقليل من البشر من يتعاملون مع الحيوان المصاب، وتكون العدوى تحت السيطرة وبسيطة، لكن الكارثة عندما ينتقل إلى الإنسان، فالإنسان الحامل للفيروس مجرد أن يسعل فى مكان عام ينتقل المرض للأشخاص الموجودين فى نفس المكان مثل النوادى والأماكن العامة والمواصلات ودور العبادة، مؤكدا أن جميع الفيروسات ليس لها علاج إلا إذا كان لها لقاح، فإذا حصل الإنسان على هذا اللقاح يحميه من هذا الفيروس.
وأضاف أستاذ الفيروسات والمناعة بكلية طب بيطرى جامعة القاهرة، أن المنظمات الدولية والمعامل فى الدول المتقدمة مثل المانيا وأمريكا بدءوا فى تحضير وعمل لقاح لهذا الفيروس لكن يحتاجون إلى ثلاثة أو أربعة أشهر للخروج باللقاح.
وأوضح شلبى، أنه فى عصرنا الحديث لا يوجد بلد بعيد عن العدوى، فمجرد أن يدخل شخص مصاب بالمرض سواء كان صينيا أو من أي بلد وكان فى زيارة للصين ينقل الفيروس إلى المئات ويبدأ المرض الظهور فى هذه البلد، مؤكدا أن عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا وصل إلى 159 شخصا، والإحصائيات تقول إن الإصابات بالفيروس وصولت لـ 12 ألفا ويحتمل موت الكثير من هذا العدد المصاب، وأيضا احتمال شفاء الكثير من هؤلاء خاصة من لديهم مناعة قوية، وأكثر الأشخاص المعرضين للموت من المصابين بالفيروس من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والمصابين بضعف المناعة.
هل ينتقل فيروس كورونا عبر الطيور؟.. وزيرة الصحة تجيب | فيديو
وأشار رئيس جمعية الفيرولوجى المصرية، إلى أن مصر اخذت كل الإجراءات الاحترازية لتفادى دخول الفيروس، وأهمها عرض جميع القادمين من الصين على جهاز الكشف الحرارى ومن يثبت أن حراراته عالية يتم حجزه لمدة 14 يوما وهى فترة حضانة المرض حتى يثبت خلوه من الفيروس ويسمح له بالخروج، مؤكدا أن انتقال المرض عن طريق البضائع ضعيف جدًا لان تلك البضائع تحتاج لأيام لتنتقل لمصر والفيروس فى الجو الخارجى ضعيف ولا يتحمل تلك المسافات ولا يعيش لتلك الفترات.
أكد الدكتور شلبى على دور الطب البيطرى الكبير فى تلاشى تلك الكوارث، فالفيروسات والأمراض الخطيرة تنقل من الحيوان إلى الإنسان، وهناك فيروس ميرس كورونا ظهر فى الشرق الأوسط وظهر بالتحديد فى السودان وانتقل عن طريق الجمال، وكذلك سارس فى الصين انتقل عن طريق الحيوانات، فالطب البيطرى هنا له دورا أساسيا فى الوقاية من تلك الأمراض، وضرورة تفعيل دور الطبيب البيطرى لحماية الإنسان قبل الحيوان، موضحًا أن هناك أكثر من 200 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان والطبيب البيطرى هنا هو خط الدفاع الحقيقى حتى لا تنتقل تلك الأمراض الكثيرة ومنها الفيروسات إلى الإنسان.
وتابع شلبى: شعار منظمة الصحة العالمية " ONE HEaLTh" “صحة واحدة ” وهذا الشعار يجمع الطب البشرى والطب البيطرى والبيئة، فهؤلاء الثلاثة يلعبون دورا مهما فى حياة الإنسان، إذا أهمل أحد العناصر الثلاثة تكون الصحة العامة فى خطر، وإذا أهمل الطب البيطرى مثلا تنتقل الأمراض من الحيوان للإنسان ومنها فيروس الكورونا الذى نحن بصدده، مشيرًا إلى أنه إذا أهملت البيئة كانت سببا فى انتشار الأمراض، فهناك حتمية تكاتف الطب البشرى والطب البيطرى والبيئة من أجل صحة الإنسان.