رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الأوقاف السابق يشرح شروط الحوار بين الأديان

فيتو

اصبحت قضية الحوار فى عالم اليوم قضية ملحة على جميع المستويات ، لاننا نعيش فى عصر تشابكت فيه المصالح وتعقدت فيه المشكلات واصبح البحث عن حلول لهذه المشكلات عن طريق الحوار امرا ضروريا  وكما يقول الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الاوقاف السابق فى مقال له بمجلة الازهر :ان الحوار الدينى جزء لا يتجزأ من الحوار بين الحضارات ، فالحضارة فى كل مكان فى العالم قامت اساسا على قاعدة من الدين ، ومن هنا يصف الغرب حضارته بأنها حضارة مسيحية ، كما نصف نحن المسلمين حضارتنا بأنها حضارة اسلامية . 

 

لذلك كان الحوار الدينى متشابكا مع الحوارات الاخرى اردنا او لم نرد حتى ان عالم الدين الالمانى المستنير قال :لن يكون هناك سلام فى العالم دون ان يكون هناك سلام بين الاديان ، ولن يكون هناك سلام بين الاديان دون ان يكون هناك حوارا بين الاديان . وتأتى ضرورة الحوار بين الاديان للقضاء على الكثير من مظاهر الصراعات التى تلعب فيها العقيدة الدينية دورا فيها .،وقبل ان أدخل فى تفاصيل الحوار الاسلامى المسيحى اوضح اولا شروط الحوار بصفة عامة وهى : الحوار كما هو معروف يقتضى ان يكون هناك طرفان كل منهما ند للاخر ،فالحوار بين طرف قوى وآخر ضعيف يجعل القوى يملى شروطه على الضعيف وهذا لا يكون حوارا .بل ارغام عن طريق القوة يأخذ شكل الحوار . ويقتضى الحوار ايضا ان تكون هناك قضية يتحاور فيها الجانبان مع تحديد واضح لاهداف الحوار لتكون دليلا للمتحاورين . ثالثا ضرورة ان يكون هناك مناخ مناسب للحوار ينأى عن الاحكام المسبقة والمفاهيم المغلوطة ويتحرر من العقد النفسية سواء عقدة التفوق او النقص ، كما ان اى حوار يمكن ان يكتب له النجاح لايجوز ان تكون غايته العمل على الغاء الاخر . واخيرا لابد من الاحترام المتبادل والمساواة بين الطرفين من منطلق احترام الكرامة الانسانية ووحدة الجنس البشرى وانتفاء الانانية والتسليم بحق كل طرف فى فهم الطرف الاخر  وقد انطلقت المبادرة الاولى الى الحوار الدينى فى الاساس من الاسلام والقران الكريم موجها الخطاب الى النبى متضمنا المبادرة الى الحوار الدينى :"قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواءبيننا وبينكم ألا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله " آل عمران 64 . ولايكتفى القران بمجرد المبادرة بل يرسم اسلوب الحوار ففى سورة العنكبوت 46 يقول :"ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتى هى احسن "بل جعل الحوار بالحسنى مع كل الناس لقوله تعالى "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى احسن ".  واول من اجرى حوارا مع المسيحيين فى الاسلام كان النبى صلى الله عليه وسلم حين اجرى حوارا فى مسجده بالمدينة مع مسيحى نجران بقيادة اسقفهم ابى الحارث واتسم الحوار بالتسامح والتفاهم .

داعية بالأوقاف: الإستعداد للآخرة يجعل الدنيا تأتيك راغبة اما مجالات الحوار فهى اولا حول العقائد بل اكد فى وضوح فى سورة البقرة 256 " لا اكراه فى الدين " .والثانى حول القيم الانسانية فى الاديان مثل التعاون والامن والسلام من اجل خير الانسانية .

الجريدة الرسمية