رئيس التحرير
عصام كامل

د. حنان طاهر تكتب: في ظل الرعب من "كورونا".. الكونغو تحت رحمة الحصبة وإيبولا

د. حنان طاهر
د. حنان طاهر

رغم الرعب الذي يسببه فيروس "كورونا" المستجد، الذي يسري كالنار في الهشيم، في الصين، وما حولها من الدول، إلا أن ذلك يجب ألا ينسينا المعاناة الرهيبة التي تواجهها بعض الدول في القارة الإفريقية، من عدد من الأمراض الوبائية.

جمهورية الكونغو الديمقراطية، مثلا، ترزح تحت وطأة الحصبة، والإيبولا، والإيدز.. وتبرز الأرقام التي ترصدها منظمة "أطباء بلا حدود"، التي تعمل هناك منذ 1981، حجم الفاجعة.

فقد أصيب أكثر من 288 ألف شخص بالحصبة في الكونغو، وتوفي أكثر من 5,700 شخص بسبب المرض منذ شهر يناير 2019.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعدّ هذا الوباء هو أكبر تفشٍ لمرض الحصبة في العالم في وقتنا الحالي، وأكبر وباء مسجّل في جمهورية الكونغو منذ عقود.

ومعروف أن الحصبة هو مرض شديد العدوى ينتقل عن طريق الهواء. وهناك عدة عوامل تساهم في انتشار الوباء المتفشي حاليًا في الكونغو؛ إذ إن تغطية التحصين منخفضة للغاية في بعض المناطق بسبب نقص اللقاحات أو القائمين بعمليات التلقيح أو عدم إمكانية وصول الناس إلى المرافق الصحية. وعلاوة على ذلك، سجّلت حالات نفاد مخزون لقاح الحصبة في الدولة، وصعوبة الاحتفاظ باللقاح في درجة الحرارة المناسبة؛ ما يقلل من فعاليته، وثمة صعوبات لوجستية في إيصال اللقاحات إلى الوجهات النهائية. وفي العام الماضي انتشرت الحصبة لتصل إلى جميع محافظات البلاد البالغ عددها 26 مقاطعة.

السيسي: مصر ستواصل العمل على دعم الشعب الكونغولي سياسياً وتنموياً

أما عن الإيبولا، فقد أعلنت جمهورية الكونغو الديمقراطية في 1 أغسطس 2018 عن التفشي العاشر للوباء خلال السنوات الأربعين الماضية، حيث يتركّز التفشي في شمال شرق الدولة، وتحديداً في مقاطعات شمال كيفو وإيتوري، كما تم الإبلاغ عن حالات في مقاطعة جنوب كيفو. وقد أصبح أكبر تفشٍ للإيبولا في تاريخ الكونغو، إذ تجاوز عدد الحالات 3 آلاف إصابة، كما أنه أصبح ثاني أكبر تفشٍ للإيبولا في العالم.

تم الإبلاغ عن أكثر من 1000 حالة إصابة بفيروس الإيبولا، خلال الأشهر الثمانية الأولى من الوباء، وحتى مارس 2019.. إلا أنه في الفترة ما بين أبريل، ويونيو 2019، تضاعف هذا الرقم، مع إصابة 1000 حالة جديدة تم الإبلاغ عنها في هذه الأشهر الثلاثة فقط.

وتأتي النزاعات المسلحة والهجمات العنيفة والعمليات العسكرية، والتظاهرات، لتعوق جهود مكافحة الوباء.. فخلال شهر نوفمبر 2019، قتل مذيع راديو في لويمبا (مقاطعة إيتوري) لانخراطه في الاستجابة للإيبولا. وشهد عام 2019 أكثر من 300 اعتداء على العاملين في مكافحة الإيبولا ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 70 آخرين.

ولا تزال مستويات انعدام الأمن المرتفعة تعمل على عرقلة الجهود المبذولة للسيطرة على الوباء وتؤثر بشكل سلبي على جهود المكافحة، بل وطلب الرعاية الصحية من قبل المواطنين.

يأتي ذلك في الوقت الذي لا يزال فيه مئات الآلاف من الأشخاص يموتون بسبب فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة المتقدم، والمعروف أيضًا باسم الإيدز، ذلك أن الدول الإفريقية لا تزال غير مهيأة لاكتشاف الأشخاص الذين يعانون من المرض في مراحله الأولى وتقديم العلاج لهم، وذلك وفقًا لتقرير حديث عن "منظمة أطباء بلا حدود".

باختصار، الأوضاع الصحية كارثية، وقد بذلك مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء وقبل، رئاستها للاتحاد الإفريقي العديد من الجهود لمكافحة الأمراض والأوبئة التي تحصد أرواح الأشقاء الأفارقة بلا رحمة، وهو ما لخصه فيلكس تشيسيكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، في لقائه بالرئيس السيسي، 20 يناير الماضي، بقصر "الاتحادية"، حيث أشاد الرئيس الكونغولي بالدعم المصري غير المحدود في المجال الصحي، والحفاظ على السلام والاستقرار في الكونغو الديمقراطية بعيدًا عن أية دوافع شخصية.

 ولا يزال الموقف يحتاج إلى مزيد من الجهود والتكاتف؛ لحصار تلك الوبائيات. أيضًا يجب العمل على وقف أصوات البنادق، وإحلال السلام والتضامن محل العنف والحوارات المسلحة، والصراعات الدموية، لإفساح الطريق أمام جهود الأطباء، وإنقاذ المرضى والمصابين.

الجريدة الرسمية