وزير التسامح الإماراتي: الإسلام يحترم الفكر والعقل وهو منبع لا ينضب للقيم والمبادئ
قال الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح بدولة الإمارات إن دعوة مجلس حكماء المسلمين، بتنظيم ملتقى الإعلام العربي، هي إعلان قوي، بأن الأخوة الإنسانية، وما يتصل بها من سلوكٍ متسامح، وما يترتب عليها من نتائجٍ ملموسة، في سبيل تقدم المجتمع، ورفعة الإنسان، هي تأكيد لتعاليم الإسلام الحنيف.
وأضاف خلال كلمته بمؤتمر التجمع الإعلامي العربي، من أجل الأخوة الإنسانية: إن تجمع اليوم للإعلان بكل ثقةٍ واعتزاز أن الإسلام دين يحترم الفكر والعقل ويدعو إلى المبادرة والعمل الجاد في سبيل الخير.
وقال إن الإسلام، كان دائما ولا يزال، منبعا لا ينضب، للقيم والمبادئ، التي تحقق السلام والعدل، والحرية، والحياة الكريمة للفرد، والرخاء للمجتمع، والتنمية والتقدم للعالم كله – السلوك الإسلامي المستنير، وأشار إلى أن الإسلام هو سلوك الوسطية والاعتدال، الذي قوامه: المعرفة والعمل والأخلاق الكريمة وهي: سلوك يجمع ولا يفرق، يقوم على أن الناس جميعاً، في الإنسانية سواء.
واستكمل كلمته: “إنكم في هذا التجمع الإعلامي العربي، أيها الإخوة والأخوات، عليكم واجب ومسؤولية، في تعريف البشر في كل مكان بما يقدمه الإسلام من نموذج متكامل، للحياة السعيدة والمنتجة وللعلاقات المثمرة بين الجميع – عليكم واجب ومسؤولية، في أن يكون نشر مبادئ التسامح والأخوة الإنسانية جزءا مهما في عمل وسائل الإعلام في المنطقة، تسهمون بذلك في تنمية العلاقات الإيجابية بين أتباع الأديان والمعتقدات”.
وتابع: “عليكم واجب ومسؤولية، في مساعدة القُراء والمستمعين والمشاهدين، في التعرف على ثقافات الآخرين، والانفتاح عليهم، والتعامل معهم، بحكمةٍ وإنسانية، بل وأيضا، في بناء قناعاتهم، بأن التعددية والتنوع في خصائص السكان، هما مصدر عزمٍ وقوة، للمجتمعات البشرية – عليكم واجب ومسؤولية، في تنمية قدرات الجميع، على الحوار الصادق والعمل المثمر مع بعضهم البعض من أجل نبذ التطرف والتشدد وتحقيق الرخاء والحياة الكريمة، في كل مكان”.
وأضاف: ”عليكم واجب ومسؤولية، في العمل مع الجميع: الأطفال، الشباب، الأسر، رجال الدين، رجال الأعمال، المدارس والجامعات، ومؤسسات المجتمع المدني، كي يقوم الجميع، بأدوارهم المرتقبة، في هذا المسعى الإنساني الهام – وفي الوقت نفسه ، فإن عليكم واجب ومسؤولية، في إدراك دور الأخوة الإنسانية، في تطوير عمل وسائل الإعلام، وفي أن يصبح الإعلاميون أنفسهم، أكثر قدرة، على أداء أدوارهم المهمة ، في خدمة المجتمع والإنسان”.
وقال: ”إننا نقدر كثيرا، دوركم المهم، في التعريف بوثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، تلك التي صدرت أثناء الزيارة التاريخية التي قام بها إلى أبوظبي، في مطلع العام الماضي ، قداسة البابا فرانسيس، وفضيلة الإمام الأكبر، الشيخ الدكتور أحمد الطيب، والتي جاءت بدعمٍ قوي، من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان”.
وخلال كلمته قال: “إننا نقدر كثيرا، دوركم المهم، في التأكيد على ما تتضمنه هذه الوثيقة، من أننا جميعا، أعضاء في "مجتمع إنساني واحد"، يعمل فيه الجميع، من أجل تحقيق الخير للجميع، بل وما تتضمنه كذلك، من دعوة كريمة، إلى جميع سكان الأرض، كي يعيشوا معا، في سلامٍ ووفاق، وأن يعملوا معا، من أجل تحقيق الخير والسعادة والرخاء، للمجتمع والإنسان، في كل مكان”.
ووجه رسالة للحضور، فيها: “إننا في الإمارات العربية المتحدة، إنما نعتز غاية الاعتزاز، بأن النموذج الناجح، في التعايش والأخوة والتنمية، الذي يتحقق على أرض هذا الوطن، قد تأكد مع نشأة الدولة في عام 1971، وذلك بفضل قائد حكيم وشجاع، هو الأب المؤسس، المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عليه رحمة الله، وهو الذي كان معروفا بأنه حكيم العرب، لديه رؤية واضحة، لمستقبل بلده وأمته، تنبع من ثقافته العربية والإسلامية، ومن خبرته العملية، في شؤون العالم”.
اقرأ أيضا:
"حكماء المسلمين" يطلق التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية
وأكد: “إنني أعبر لكم اليوم، عن قناعتي الكاملة، بأن العالم، في حاجة ماسة، إلى السير على خطى الشيخ زايد، وإلى الحكمة، وبُعد النظر، والقدرة على التفكير الصائب، التي كان يتمتع بها، طيب الله ثراه – إنه لمما يبعث على السرور حقا، أن نرى هذه الحكمة، وهذه الرؤية الواضحة لمستقبل العالم، وهي تتجسد في وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية: نرى في هذه الوثيقة، إدراكا كاملا، بأن الحكمة، هي التي سوف تؤدي بالمجتمع العالمي، إلى إطلاق ما يترتب على التسامح والأخوة الإنسانية، من قدرة على مواجهة القضايا، ذات الأهمية في هذا العصر، وإلى إيجاد حلول ناجحة لها“.
وقال وزير التسامح الإماراتي: التسامح والأخوة الإنسانية، من وجهة نظري هي الطريق، إلى تحقيق الرخاء الاقتصادي في كافة مناطق العالم – التسامح والأخوة الإنسانية هي الطريق إلى إيجاد نظم فعالة للتعليم والرعاية الصحية للجميع وهي السبيل إلى مواجهة قضايا البيئة وقضايا الفقر وقضايا الغذاء وقضايا التفرقة والتمييز – الأخوة الإنسانية، هي الطريق إلى ضمان حرية الاعتقاد وحماية دور العبادة ونشر مبادئ الرحمة والمودة بين الناس – الأخوة الإنسانية، هي كذلك، الطريق إلى التخلص من النزاعات والصراعات، ومكافحة التطرف والإرهاب، ونشر السلام والعدل، في كافة ربوع هذا العالم”.
وأضاف: “في مجلس حكماء المسلمين، ومن خلال ما تتمتعون به، بحمد الله، من حكمة، وقدرة على الريادة والإبداع، أن نؤكد معا، أننا نعيش جميعا، في عالم واحد، وأن علينا في هذا الملتقى، واجب ومسؤولية، في دعم مؤسسات الإعلام العربي، وكافة العاملين فيها، لأداء دورهم المرتقب، في تعميق مبادئ الأمل والتفاؤل والأخوة، والاستقرار والرخاء في المنطقة والعالم”.
وفي نهاية كلمته، رحب بجميع الحضور، في أبوظبي، موجها لهم الشكر على جهودكم، في سبيل توظيف إمكانات الحوار والمناقشة والعمل المشترك، من أجل دعم قدرات مجتمعاتنا، على أن تكون نماذج وقدوة، في الأخوة الإنسانية، قائلا: “أشكر كذلك جميع السيدات والسادة، المتحدثين في هذا الملتقى، آملاً بإذن الله، أن تكون مناقشاتكم، على مستوى كافة الآمال والتوقعات”.