وزير إعلام الفاتيكان: للديانات واجب تربوي يتمثل في مساعدة الإنسان
أكد وزير إعلام الفاتيكان باولو روفيني، أن الديانات لها واجب تربوي يتمثل في مساعدة الإنسان، وقال: ”الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، يشكل بالنسبة لي وبالنسبة لنا جميعًا الفرصة لكي نجدّد التزامًا ووعدًا متبادلا. الالتزام بأن نكون أدوات سلام أيضًا أو ربما أولا في أسلوبنا في التواصل والوعد بالاستمرار بدون تردد على الدرب التي اتخذناها”.
وأضاف خلال كلمته بملتقى "إعلاميون من أجل الأخوة الإنسانية" المنعقد الآن بالعاصمة الإماراتية أبوظبي: “أنا ممتن لمجلس حكماء المسلمين لتنظيمه هذه الاتفاقية حول رؤية مشتركة للإخاء الإنساني في عالم الإعلام، حيث نعلم جميعًا مدى أهمية وضع رؤية للسياسة الإعلامية القائمة على الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي، كما قال الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين”.
وتابع: “أنا ممتن للجنة العليا على تنفيذ وثيقة الأخوة الإنسانية التي عززت باستمرار منذ أغسطس الماضي تحقيق أهداف إعلان أبوظبي، حيث نعرف جميعًا مدى أهميّة وسائل الإعلام في بناء الأخوة العالمية، وكيف يمكنها أيضًا أن تكون الدرب للاستمرار في تغذية سوء التفاهم والاستياء والعداوة، هذه الأمور التي وللأسف قد عقّدت حاضرنا وهدّدت مستقبلنا، لذلك خصّصت الدائرة التي تعنى بالاتصالات والتابعة للكرسي الرسولي ولا تزال تخصّص جميع الجهود لكي تحمل قدمًا مبادئ "وثيقة الأخوّة الإنسانية" لتكون في متناول الجميع”.
وقال روفيني، إن الزيارة الرسولية إلى أبوظبي قد جسدت بشكل كامل إحدى اللحظات الأكثر أهميّة بالنسبة للجمهور العالمي إزاء البابا فرنسيس، كذلك سجّلت وسائل الاتصالات الفاتيكانية في تلك الأيام أعلى مستويات المشاهدة ووصلت إلى شرائح جديدة من الجمهور وليس فقط على الفيس بوك (كما يُظهر هذا الرسم البياني الذي يصوّر الازدياد المفاجئ لمتابعي الصفحة العالمية منذ بداية شهر شباط فبراير).
وأكمل: إن الجهد الإنتاجي الملحوظ للدائرة الفاتيكانية قد تركّز، كما هو الحال دائمًا خلال الزيارات الرسولية، على الإنتاج ذي المحتوى الكتابي وأيضًا على الفيديو، وبشكل خاص تمّت متابعة مؤتمر الأخوة الإنسانية (وكذلك القداس الإلهي الذي تمَّ الاحتفال به في اليوم التالي) مباشرة عبر الموقع الإلكتروني وقناة اليوتيوب وصفحات الفيس بوك، فقد تمّت متابعة البث المباشر للحدث (باللغة الأصلية أو مترجمًا إلى ست لغات بالإضافة إلى اللغة العربية) 163.000 مرّة على يوتيوب و400.000 مرة على الفيس بوك من خلال صفحات اللغة الإنجليزية والاسبانية والبرتغالية والإيطالية. كذلك بلغ عدد المستخدمين الذين تابعوا الحدث بشكل مباشر باللغة الإنجليزية المليون شخص.
وأشار إلى النقل المباشر الذي شكّل المحتوى الأكثر متابعة والأوسع تغطية، ساهمت أيضًا مقالات فاتيكان نيوز والأوسيرفاتوريه رومانو (صحيفة الكرسي الرسولي) بسرد المؤتمر والزيارة كاملة وكذلك ما تبعهما من أعمال اللجنة العليا خلال سنة 2019.
وأوضح، أنَّ ركنَ العمل الصحفي لموقع فاتيكان نيوز موجود على الموقع الإلكتروني الذي ينشر بـ 35 لغة، لافتا لقد تمّت متابعة موضوع الأخوّة الإنسانية بشكل مستمر خلال السنة الأخيرة. إن أخذنا بعين الاعتبار فقط اللغات الست الأساسية بالإضافة إلى اللغة العربية نرى أنّه قدّ تمّ إنتاج 350 مقالة (41 باللغة العربية، 29 باللغة الفرنسية، 43 باللغة الإيطالية، 40 باللغة الإنجليزية، 85 باللغة البرتغالية، 48 باللغة الاسبانية، و63 باللغة الألمانية)، أضف إلى ذلك البرامج السمعيّة لإذاعة الفاتيكان والتي تُبثُّ إلى المناطق اللغوية.
وألمح إلى أن الزيارة الرسولية وبشكل خاص لحظة توقيع الوثيقة قد شكلت اللحظات الأكثر متابعة من خلال قنوات التواصل الاجتماعي التابعة لموقع فاتيكان نيوز، هنا يمكننا أن نرى ذروة التفاعل بين كانون الثاني يناير (اليوم العالمي للشباب في بنما) وبداية شهر شباط فبراير (أبو ظبي) على تويتر.
وأكد أن الاهتمام الأكبر قد كان من قبل مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي إزاء كلمات الأب الأقدس على حساباته الرسمية: إنَّ تغريدات حساب @Pontifex التي نُشرت خلال الزيارة قد تمّت قراءتها أكثر من سبعة ملايين ونصف مرة باللغة الإنجليزية وخمسة ملايين ونصف مرّة باللغة الإسبانية وحوالي مليون مرّة باللغتين البرتغاليّة والإيطاليّة، على إنستجرام، قد تمَّ إنشاء ألبوم صور لحساب @Franciscus بلغ مليون وثمانمائة ألف مستخدم.
وأضاف أن الأب الأقدس يعزّز شخصيًّا مشاركة الوثيقة حول الأخوّة، إذ يسلّمها كهديّة حيثما يذهب. واختتم بأن هناك اتفاقيّات قائمة لبعض الإنتاجات التلفزيونية التي تريد الدائرة الفاتيكانية أن تعززها بمساعدة شركاء خارجيين من أجل سرد مبادئ الوثيقة لا كمجرّد معلومات وحسب، وإنما كتنشئة حقيقية على الحوار والمعرفة المتبادلة.
اقرأ أيضا:
"حكماء المسلمين" يطلق تجمعا إعلاميا من أجل الأخوة الإنسانية.. غدا
وحول وثيقة الأخوة الإنسانية، قال: ”إن الوثيقة التي تمَّ توقيعها لسنة خلت هي التي تطلب منا تحمُّل هذه المسؤولية المشتركة، باسم ما نؤمن به، باسم مرجعنا للمتسامي والمطلق والمقدّس، تطلب منا أن نعمل معًا، كأشخاص ذوي إرادة صالحة، لكي يحمل العصر الرقمي، عصر وسائل الإعلام، وعصر التواصل ، ثقافة الاحترام المتبادل، فالوثيقة جسر، ونحن مدعوون جميعاً لعبور هذا الجسر، لكن ثمة طريق، بعد هذا الجسر، لا بد من الحديث عنها، كي نفهمها ونسلكها”.
وأضاف: إن “الوثيقة ترسم تاريخا ممكنا، لم يُكتب بعد، لأنه يتعين علينا أن نكتبه، مشيّدين مستقبلا أفضل من خلال المعرفة. وشدد على أن للديانات واجب تربوي يتمثل في مساعدة الإنسان على أن يستخرج من ذاته أفضل ما عنده، الديانات ليست مشكلة لكنها جزء من الحل، لأنها تذكّرنا بضرورة الارتقاء بالنفس نحو العُلا كي نتعلّم كيف نبني مدينة البشر”.