مفاوضات سد النهضة متى تنتهي ؟!
رغم أنه تم الاتفاق على ثلاثة أمور فى مفاوضات سد النهضة التى جرت فى واشنطن حول مراحل الملء وقواعده والتشغيل فى سنوات الجفاف كما أعلن بيان الخزانة الأمريكية التى يشارك وزيرها فى تلك المفاوضات فإن إثيوبيا رفضت أن توقع مشروع اتفاق أمريكى يقضي بذلك، كما لم يوقع السودانيون أيضا ووقعت مصر وحدها لتثبت أن هذه الأمور الثلاثة قد تم الاتفاق عليها ولن يتم فتحها مجددا فى المفاوضات المقبلة.
وهذا يجعلنا نتسلح بالحذر بالنسبة للمفاوضات المقبلة التى تم الاتفاق عليها فى هذا الشهر والتى حدد لها أن تنتهى مع نهايته بإبرام الاتفاق المنتظر بين مصر وإثيوبيا والسودان فما زال أمام المفاوضين المصريين مفاوضات صعبة خاصة حول تشغيل السد فى الظروف العادية، والذي يجب أن يضمن لمصر حصتها التاريخية من مياه النيل وهو ما تحاول إثيوبيا منذ سنوات طويلة تمتد قبل البدء فى بناء سد النهضة أن تتحايل عليه وألا تلتزم به، وأن تتحكم وحدها منفردة فى تدفق مياه النيل الأزرق.
اقرأ أيضا: كورونا والبترول!
ويعزز ذلك أن المفاوض الإثيوبى يتسلح بالعديد من الحيل أبرزها إطالة أمد التفاوض واستهلاك الوقت أو بالأصح تبديده فى مفاوضات لا تنتهى بأى اتفاق، وإرهاق من يفاوضه بالتراجع عما سبق الموافقة عليه، مثلما فعل من قبل عندما وافق على الاستعانة بمكتبين استشاريين لدراسة مشروع السد وآثاره على دول المصب، ثم عدوله عن ذلك وعدم قبول التقرير الأولى للمكتب الفرنسي الذى لم يكمل فيما بعد عمله.. نعم إن المفاوض المصرى يتسم بالقوة والخبرة والأهم التمسك بالحقوق المصرية فى مياه نهر النيل.
اقرأ أيضا: إعلامنا وسد النهضة !
.. وصحيح أن ترامب يبغى نجاح مفاوضات سد النهضة بعد أن صارت أمريكا طرفا فيها.. لكن الحذر مطلوب أيضا.. وإذا كنّا نستعد لجولات المفاوضات المقبلة بكل قوة فإننا يجب أن نستعد أيضا لخياراتها الأخرى إذا لم تنته هذه المفاوضات بالاتفاق الذى نأمله ويصون لنا حقوقنا، خاصة أن ما يخرج من أفواه المسئولين الإثيوبيين يتناقض مع ما أعلنته الخزانة الأمريكية حول نتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات فضلا عن أنه تم تمديد هذه المفاوضات التى تتم برعاية أمريكية ومشاركة البنك الدولى مرتين حتى الآن ولن يكون مستساغا تمديدها مرة ثالثة.