مكفوفون ولكن ملائكة.. أطفال "قلوب الخير" يحرصون على القراءة بمعرض الكتاب | صور

تجهزوا منذ الصباح الباكر، شدوا أمتعتهم، وارتدوا ملابسهم، ليشدوا الرحال إلى قلعة الثقافة ومصباح العلم، الذي لا ينير سماء مصر سوى مرة كل عام، قطعوا مئات الكيلومترات في صقيع الشتاء، لم يشغل بالهم برودة الجو، أكثر من لهفتهم للوصول بأسرع وقت لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

ارتدوا زيًا موحدًا، يظهر من لونه أنه أزرق اللون، وسط ابتسامات تملأ وجوههم، وكأنهم استنشقوا رائحة الثقافة تملأ الأجواء، لم يزوروا المعرض للبحث عن الترفيه فقط، بل كانت غايتهم هى المشاركة في ندوة تلقوا دعوتها قبل أيام، تحت عنوان "الأدب والفن، في ضوء الكتاب الصوتي والفنون السمعية" بقاعة ضيف الشرف ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب.

 

"الجمعية بتاعتنا واخدة المركز الأول على مستوى المحافظة، والثالثة على الجمهورية، وعلشان كدة جاتنا دعوة من القائمين على مشروع الكتب الصوتية، علشان الأولاد يشاركوا في الندوة دي اللي بتتكلم على مبادرة الكتب الصوتية، في البداية واجهنا صعوبة في طريقة التنقل من الفيوم للقاهرة، وبعد كده تم توفير وسيلة المواصلات المناسبة لنقل الجميع، علشان كنا حريصين على أنه يتم تسجيل كتب صوتية للأطفال مما شجع الأطفال على الحضور"، هذا ما أكدته علا الجندي رئيس مجلس إدارة جمعية "قلوب الخير" لرعاية المكفوفين بمحافظة الفيوم.

 

طابور من الملائكة الصغار يشع نورًا، زيهم الموحد وملامح وجوههم التي لا تفارقها الإبتسامة، جعلت الجميع منبهرًا بهم، وسط حالة من الفرحة تملأ المكان، لم يكن زيهم هو الذي جذب الأنظار إليهم، بل صغر سنهم وحرصهم على أن تتشابك أيديهم ببعضها وخوفهم على بعضهم البعض كان أبرز ما لفت الأنظار إليهم.

 

تقول رئيس جمعية "قلوب الخير": “أنشأنا الجمعية في عام 2012، وكان مفيش معانا غير 3 أطفال فقط، ومع الجهود الكبيرة التي قدمت من الأسر والأهالي وصل عددهم في الوقت الحالي إلى 500 طفل كفيف، تبدأ مراحلهم العمرية من 3 سنوات، يتعلمون في الجمعية كل شيء، سواء القراءة على طريقة برايل لجميع المواد، بجانب تحفيظ القرآن الكريم“.

 

جمعية لم يكن أملها لحظة إنشائها، سوى تقديم الرعاية الكاملة لفئة الأطفال المكفوفين، لعزوف الأسر عن تعليمهم بعد معرفتهم بإعاقتهم، تقوم على أن تنشئ هؤلاء الأطفال نشأة سليمة تستند على تعليمهم بجميع العلوم، وذلك بالجهود الذاتية فقط.

 

تعرف على الأجندة اليومية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

قدومهم للمعرض للحرص على توفير كتب صوتية لهم، وذلك للمطالبة بها بعد تحقيق المشروع الكبير في إنشاء موقع الكتب الصوتية، بجانب حرصهم على قضاء باقي أوقاتهم داخل المعرض للترفيه وقضاء أوقات سعيدة فيما بينهم، قبل العودة مرة أخرى لمحافظة الفيوم.