الإعلام والإرهاب" كتاب جديد لـ"محمد الحداد" بمعرض الكتاب
صدر حديثا عن دار العلوم للنشر، كتابا تحت عنوان" الإعـــــــــلام والإرهــــــــــــــاب".. جدلية العلاقة وضوابط المعالجة، للكاتب الصحفي الدكتور محمد سعد الحداد، يرصد فيه العلاقة الجدلية بين وسائل الإعلام وظاهرة الإرهاب التي تفشت خلال الأعوام الماضية.
وأوضح "الحداد" في كتابه الجديد أن أزمة الإرهاب واحدة من أهم الأزمات التي تواجه العالم بأسره في عصرنا الحالي والذي أصبح حقيقة لا يملك أحد تجاهلها أو تجاوزها، فقد أضحي الإرهاب يمثل في اللحظة التاريخية الراهنة تحديًا عالميًا وإقليميًا تعكف مراكز القرار البحثي والسياسي علي دراسة تجلياته وأسباب نموه وطرق مواجهته.
وأشار إلي أن الإرهاب أيضا يشكل أزمة حقيقية للإعلام الذي من المفترض أن يسهم في مواجهته من خلال تقديم صورة حقيقية للاعتدال من خلال نشر ثقافة الحوار والتسامح والانفتاح علي الرأي والرأي الآخر، وأن يقدم الصورة السلبية للإرهاب ويكشف خفايا التنظيمات الإرهابية ومساراتها الفكرية وآليات عملها واستغلالها للجهل الديني أو الحقد المجتمعي الذي يمكن أن يشعر به بعض شبابنا العربي لأسباب متعددة، من أجل تنوير العقول وتوضيح الصورة الغائبة عن الكثير في مجتمعاتنا التي لاتزال لا تميز بين "الدين" و"التدين"، وبين ما يدعو إليه الدين الصحيح ومن يستغله ويتمسح بقشوره لأطماع سياسية أو أيديولوجية أو وجودية.
ولفت إلي نجاح الجماعات المتشددة والإرهابية، في استقطاب أولئك الشباب المرتبك بسبب مختلف التغيرات التي عايشها، مستغلة في ذلك الطفرة التكنولوجية والحرب الإعلامية المنظمة والذكية التي تستخدمها والتي تعتمد علي التطبيقات الإلكترونية في الهواتف الذكية، وعلي وسائل الإعلام الحديثة والمواقع الاجتماعية التي يستطيعون من خلالها بناء حملات إعلامية ضخمة لا تكلفهم أية مبالغ مادية.
وحذر "الحداد" في كتابه من ضرورة الحرب مع الإرهابيين مشرًا إلي أن فالحرب أصبحت حربًا إعلامية منظمة، وإن لم يكن الإعلام العربي عند مستواها، أو استمر في إنتاج مواد تؤججها، سنجد أنفسنا أمام واقع أشد ظلما لأبنائه وأكثر ظلامًا علي الأوطان، إن لم نستطع بمساهمة الإعلام المسئول والنزيه، مع باقي مؤسسات الدولة المعنية، التماسك ضد اي فكر متطرف أو إرهاب بتنا جميعًا علي بعد نصف خطوة منه .
وطالب "الحداد" في كتابه بضرورة الابتعاد عن العفوية والارتجال في المعالجات الإعلامية والصحفية للعمليات الإرهابية، واتباع منهج علمي يقوم على أسس سليمة، وذلك لضمان نشر ثقافة إعلامية قادرة على توعية المواطنين بالظاهرة الإرهابية وتحصينهم ضدها وإبعادهم عن تأثير الإرهابيين ودفعهم للتعاون والإسهام في مواجهة الظاهرة.
إقبال كبير على بوابات معرض الكتاب في يومه الحادي عشر| صور كما طالب بضرورة امتلاك زمام المبادرة الإعلامية والصحفية عند وقوع العملية الإرهابية وتجنب اتخاذ موقف دفاعي يمثل ردود فعل واستجابات لأفعال الإرهابيين، والتعامل الحذر مع البيانات والتصريحات الإعلامية التي تصدر عن التيارات الإرهابية، حتى لا تكون وسائل الإعلام وسيلة ترويج لتلك التيارات الخارجة عن القانون، وتجنب التهوين والتهويل، على السواء، عند عرض وتقديم الحوادث الإرهابية ونتائجها.
وأكد علي أهمية تعزيز أدوار المؤسسات الفاعلة في مواجهة الفكر الإرهابي المتطرف؛ كـلٌ في اختصاصه، والاعتماد بشكل أساسي على العلماء والفقهاء والدعاة والمؤسسات والهيئات العلمية العامة والمتخصصة في نشر الوعي والثقافة الإسلامية الصحيحة، وتعزيز قيم التعايش المشترك، والتصدي لمحاولات نشر ثقافة العداء والكراهية داخل المجتمع.
ويتطرق المؤلف في كتابه إلى مفهوم الإرهاب ونشأته وأسبابه كما يتطرق إلى قضية الإرهاب من المنظور الإسلامي، مع تقديم رؤية فعالة وخطوات عملية نحو مواجهة هذه الظاهرة، وفي الباب الثاني يقدم المؤلف لقضية جدلية العلاقة بين الإعلام والإرهاب، والمعالجة الإعلامية لقضايا الإرهاب، والإرهاب في ظل وسائل الإعلام الجديد، وكذلك يعرض المؤلف لضوابط المعالجة الإعلامية لقضايا الإرهاب.