مؤتمر الأخوة الإنسانية.. تحديات جديدة
في فبراير من العام الماضي كانت الجزيرة العربية على موعد مع أول زيارة لأحد بابوات الفاتيكان لها، عندما التقى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في العاصمة الإماراتية أبوظبى، في أول مؤتمر للأخوة الإنسانية أسفر عن إصدار وثيقة الأخوة الإنسانية، التي كان لها صدى عالمى كبير، لترسيخها مبدأ الحوار والتعايش بين الأديان والمذاهب، وسحب البساط من تحت أقدام الداعين إلى الصراع الحضارى أو الديني أو المذهبى.
يبدأ مؤتمر الأخوة الإنسانية في نسخته الثانية بحضور شيخ الأزهر وقيادات كنسية ودينية تمثل كافة الديانات والمذاهب على أرض الإمارات، وعقد عدة ورش وندوات ولقاءات فكرية للمضي قدما في طريق طويل، من أجل إحلال السلام ، ومواجهة أزمات الصراع الدائر في العديد من دول العالم، اعتمادا على نجاحات يحققها تجار الموت، معولين على غياب فكرة الحوار بين الأديان والحضارات.
اقراء ايضا: استقالة وزير فقد سيطرته على الوزارة
في العام الماضي وخلال الدورة الأولى للمؤتمر اعتمد الحضور ثلاثة محاور رئيسية، شملت منطلقات الأخوة الإنسانية والمسئولية المشتركة لتحقيق الأخوة الإنسانية، والتحديات والفرص الخاصة بها، وعقدت ست ورش حول منصات التسامح والإنسانية والتعايش السلمي، وحظى المؤتمر بحضور متنوع، ضم العديد من القيادات الدينية، من بينها الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والسفير أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، ونيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك الكنيسة المارونية في لبنان، ونيافة الأنبا يوليوس أسقف بطريركية الأقباط الأرثوذكس، والقس أولاف فيكس تافيت الأمين العام لمجلس الكنائس العالمية، وسماحة السيد على الأمين عضو مجلس حكماء المسلمين، بالإضافة طبعا إلى شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان.
اقراء ايضا: أمريكا- إيران.. والخطوط الحمراء
ويعتبر مؤتمر الأخوة الإنسانية واحد من ثمار ولادة مجلس حكماء المسلمين، الذي أنشئ بابو ظبي عام ٢٠١٤م برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والذي يضم نخبة من علماء الأمة الإسلامية، بهدف مواجهة حدة الاضطرابات والحروب التي تسود العديد من الدول والمجتمعات، وتواجه النسخة الثانية من مؤتمر الأخوة الإنسانية العديد من التحديات، خصوصا وان العالم اليوم يعج بالصراعات والحروب، وزيادة رقعة التطرف، لتقدم أبوظبى المؤهلة لذلك رؤية ونموذجا لاعتماد الحوار سبيلا لمواجهة هذا العبث الذي خلط الدين بالسياسةـ ومارس القتل والتدمير، حيث لم تعد هناك بقعة آمنة من خطر هذا الصراع.