أبو الغيط: الوضع الفلسطيني الإسرائيلى الحالى يمهد الطريق لمائة عام من الصراع
أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن اجتماع وزراء الخارجية اليوم ليس فقط لتقييم الطرح الأمريكي بشأن ما يسمى بصفقة القرن، وإنما أيضاً لمناقشة وبحث ما يُمكن أن يترتب على هذا الطرح من آثار وتبعات سلبية على الأرض، والانعكاسات المحتملة لهذا الطرح على واقع معيشة الفلسطينيين ومستقبلهم.
وأوضح خلال كلمته اليوم أمام الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب فى دورته غير العادية اليوم، أن الفلسطينيين يرفضون الوضع الحالي لأنه لا يُلبي تطلعاتهم ويضعهم فعلياً تحت احتلال وسيكون من قبيل العبث أن تُفضي خطة للسلام إلى تكريس هذا الاحتلال وشرعنته.
وأشار إلى أن الطرح يؤدي إلى وضع يقترب من وضع الدولة الواحدة التي تضم فئتين من المواطنين، أي وضع "أبارتايد" يكون فيه الفلسطينيون مواطنين من الدرجة الثانية، محرومين من أبسط حقوق المواطنة، وهو وضع نبذه العالم منذ زمن، ولم يعد له مكان في المستقبل، وقال :” وأقول بصراحة إن تطبيقه لا يخدم حتى الجانب الإسرائيلي، إذ تقف اعتبارات الديموجرافيا بوضوح في صف الفلسطينيين على المدى الطويل”.
وركز على أن هذه السيناريوهات لا تجلب استقراراً أو تقيم سلاماً، بل تضع بذور مائة عام أخرى من الصراع والمعاناة وأرى أن البديل المنطقي والآمن ما زال في أيدينا لو صحت النوايا لابد أن يتفاوض الطرفان بنفسيهما من أجل الوصول إلى حل يستطيع كلٌ منهما التعايش معه والقبول به لا يُمكن أن تكون نقطة البداية لهذا التفاوض هي الحد الأقصى لمطالب طرف، والتجاهل الكامل لرؤية الطرف الآخر.
وقال أبو الغيط :” لا يُمكن أن تكون خطوط الحل، بل وتفاصيله، مفروضة فرضاً ومقررة سلفاً، فعلام يكون التفاوض إذن، إن كان الأمرُ كله قد أُقر والحدود رُسمت، والتفاصيل حُسمت؟! .. المطلوب والمأمول هو أن يبدأ التفاوض على أساس صحيح ومتكافئ.. يأخذ في الاعتبار مطالب الطرفين، وتطلعات الطرفين .. أو على الأقل الحد الأدنى من هذه المطالب والتطلعات، في ضوء تجارب التفاوض السابقة، وجولات المحادثات المتعددة التي تحمل بين طياتها خطوط الحل وصورة التسوية النهائية بنسبة تقترب من 90%، وبما يأخذ في الاعتبار مبادئ القانون الدولي والقرارات الأممية.. وأسس العدالة والإنصاف.. إن تفاوضاً على هذا الأساس هو السبيل الوحيد إلى تسوية عادلة، وقابلة للبقاء”.
وأختتم كلمته قائلا :”إن التحديات التي تطرحها علينا الخُطة الأمريكية لابد وأن تدفع الإخوة الفلسطينيين إلى العمل بأقصى سرعة على سد الثغرة الخطيرة التي ما برحت تنخر في بنيان العمل الوطني والسعي بكل سبيل إلى رأب هذا الصدع الذي خصم من النضال الفلسطيني لما يربو على ثلاثة عشر عاماً كاملة من الانقسام الداخلي لقد آن لهذا الانقسام البغيض أن يُفارقنا إلى غير رجعة.. فالتحديات المتسارعة تواجه الفلسطينيين جميعاً .. ولا ينبغي أن يواجهوها منقسمين متفرقين”.
وقال “إن هناك إشارات أولية إيجابية لمساعٍ من أجل لملمة الشمل ونرجو أن تُثمر هذه المساعي في أقرب وقت فالرأي العام العربي، فخامة الرئيس، يرغب في طي هذه الصفحة اليوم قبل الغد”.