هل شرود الذهن يبطل الصلاة ؟
يحدث كثيرا من الناس أن تتوارد عليهم الأفكار أثناء الصلاة وخاصة الهموم والمشكلات وربما لا يدرى المصلى عدد الركعات التى صلاها فهل شرود الذهن يبطل الصلاة وكيف يمكن طرد الافكار؟يجيب فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى بالازهر فيقول :
شرود الذهن وعدم تركيز الفكر فيما يؤديه المصلى فى صلاته من أقوال وأفعال أمر يعرض لكل الناس ، وإن كان بمقادير مختلفة وفى موضوعات متنوعة وذلك بحكم التكوين الطبيعى للانسان فى تداعى المعانى والافكار الذى هو من مظاهر النشاط العقلى حيث ينشط كلما كثرت المشكلات ولا تكاد تنقطع سلسلة التفكير عن الانسان حتى فى نومه . والحياة فيها مواقف تحتاج الى حصر الذهن فى حيز معين مثلا أثناء الامتحانات أو قيادة السيارة أو الطائرة هنا تشتيت الذهن عواقبه خطيرة . ومن المواقف التى تفرض على المؤمن ان يحصر ذهنه ويستجمع فكره فيها مناجاته لربه فى الصلاة وعند الدعاء وذلك لمقام من يصلى له او يدعوه ولدقة المجازاة على مايصدر منه وقتذاك ، وهو مايشير اليه معنى الخشوع الذين مدح الله به المؤمنين فى قوله تعالى فى سورة المؤمنون " قد افلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون " . لكن هل يستطيع كل انسان ان يحقق فى صلاته كلها الخشوع التام ؟ ان هذا الخشوع اذا امكن ان يتحقق عند بعض الصفوة من المؤمنين او فى بعض الصوات دون بعضها فإنه صعب عند غيرهم من الناس وما اكثرهم وعسير فى كل الصلوات ، والدليل على ذلك الى جانب الواقع الذى يحسه الناس ماورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول وما ثبت من فعل ، روى عن الجماعة الا الترمذى قوله صلى الله عليه وسلم :انما انا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكرونى . ان شرود الفكر فى الصلاة امر جائز وواقع وينبغى ان يحاول المصلى التخلص من الاسترسال فيه بقدر ما يستطيع وقد صح فى الحديث الترغيب فى ذلك فقد جاء قول النبى الكريم من صلى ركعتين لم يحدث نفسه فيما غفر له ماتقدم من ذنبه "رواه البخارى ومسلم .
حكم فوت الصلاة بسبب النوم؟.. الإفتاء تجيب والذى يساعد المصلى على عدم السهو والغفلة هو استشعار عظمة الله سبحانه والخوف منه ان سها عنه والرجاء من فضله بالاقبال عليه والحياء منه ان ينشغل عنه ، ودفع الخواطر يكون بدفع اسبابها ومصادرها وهذه قد تكون عارضة خارجية كالاصوات العالية من الاذاعة والسيارات فى الشوارع والاسواق وما اليهها ، والعلاج هو البعد عن مصادرها، وكالمناظر الخلابة والفراش المنقوش بالوان زاهية والصور المعلقة وهنا على المصلى تركيز النظر الى موضع السجود .