نجيب محفوظ يكتب: حب اليوم عرضة للفشل
فى فبراير 1972 أجرت مجلة صباح الخير حوارا مع الأديب الكبير نجيب محفوظ حول ماهية الحب فى حياته والحب فى المجتمع قال فيه: الحب هو الذى يجعل الاثنين واحدا، ولا أنكر أن علاقات الحب فى حياتى أثرت فى رواياتى واختلطت بواقع حياتى بل هو نابع منها.
فأجمل أحوال الخلق الفنى يكون فيها الإنسان فى حالة حب أو حتى ذكرى حب حتى لو كان موضوع الرؤية بعيدا عن الحب. لكن الحب فى رواياتى يأتى حسب ظروف الرواية لا أتعمد أن آتى به، فأنا لا أملك جدولا أعرف به كيف يحب الناس، وما زلنا نذكر أن أجمل قصص الحب التى قرأتها ولازمتنى فى مطلع الشباب رواية "الحب الأول" لتوجنيف الام فرنر.
وقد غلبت هموم البشر الآن على المفكر والفنان فأصبحت العلاقات الانسانية تشوبها المعاناة والشك والهروب والتعاسة الإنسانية. والحب الرومانسى يعتمد على الخيال إلى حد كبير، والخيال والرومانسية الآن عرضة للاختفاء لكن الجزء الذى يختفى من الحب لهذه الأسباب من أتفه ما فى الحب، وهو بمبالغته غير الطبيعية كان هو المسئول الأول عن فشل الكثير من الزيجات.
وأضاف: إن الزمالة والاختلاط فى العمل فى حدود الأخلاق واحترام النفس كل هذا يهيئ الفرصة للحب الناجح وليس للحب الرومانسى والذى يقضى على الاثنين هو الابتذال الأخلاقى.
وحول علاقة الحب بالجنس قال محفوظ: إن الحب الطبيعى يتضمن عنصر الجنس كجزء من مكوناته لكن قد يوجد جنس بلا حب وهذا هو الخطر، وقد يؤد الى حب بلا جنس وهو يؤدى الى علاقة عقيمة ، فكل القيم الروحية تسير سويا جنبا إلى جنب، وإذا ما اختل أى عنصر فيها لا بد أن يحدث انحراف.
السبكى يطرح فيلم "توأم روحى" لحسن الرداد فى عيد الحب
وقال: إن حب اليوم عرضة للفشل حسب الإحصاءات الحديثة أكثر مما كان بالأمس، ويرجع ذلك إلى التحلل لدرة كبيرة من القيم والأخلاق. والحب يجب أن تعرف أنه فضيلة وعمل أخلاقى ودينى، وإذا كان بهذه الجدية فإنه لا يفشل أبدا إلا نادرا.. ومن الممكن أن نكشف أخلاق الرجل والمرأة من أسلوبهما فى الحب.
وفى النهاية فالحب عملية معقدة وما يهيئ له الانسجام اتفاق الفكر وهو وحده عنصر إذا فقد لا يعنى فقد بقية العناصر.