"السبرتاية".. حكاية عشق "أصحاب المزاج" بمعرض القاهرة للكتاب | صور
"مفيش أحسن من قهوة السبرتاية"، عبارة لا يرددها إلا عشاق شرب القهوة، الذين يهيمون عشقا في احتساء فنجان من القهوة مصنوع على ذاك اللهب الأحمر، الذي يتراقص أمام الجميع، تفوح معه رائحة الأصالة والعراقة، التى لا يعرف قيمتها إلا "أصحاب المزاج العالي".
“السبرتاية” ذات اللون الأصفر اللامع دخلت بيوتنا، لتعيد عبق الماضي، وتدمجه في حداثة وقتنا، لتكون خير شاهد على مزاج أيامنا، قد لا يعرفها الجيل الحالي كثيراً، أو لم يشرب رشفة قهوة من لهيبها، إلا أن حكايات آبائنا وأجدادنا عنها، جعلت الكثير منها يعشقها على رائحة تراثنا.
ذات الأرجل الثلاث، قد تكون اختفت من بيوت الكثيرين منا، إلا أنها حاضرة في وجدان عشاقها، ولذلك حرصت دار الفجر السوري للنشر في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 51، بأن يعيد «السبرتاية» ذات النار الهادئة، إلى الأجزاء مرة أخرى في مكان ليس مخصصا لها، بل لأنه يؤمن بأن عشاقها لا ينفكون البحث عنها، سواء للاقتناء كتراث، أو العمل بها في تحضير معشوقتهم، حيث تستقبل «الكنكة» وقد طفا البن على سطح مائها، فما أن يستوى وتلفح الرائحة المميزة أنوفنا حتى نتجلى فى حضرة تلك الساحرة «القهوة».
أخذت "السبرتاية" خلال الأعوام الماضية، بعدا جماليا فكثر استخدامها كقطعة ديكور في المنازل، وكونها مصنوعة من النحاس أتاح ذلك تطويرها بإضافة النقوش عليها، بوضع رسوم جميلة وتصاميم زخرفية عليها، مما جعل العديدين يتخذونها كمقتنى تراثي في منازلهم، لتسجل أعوام الزمن الجميل.
"سبب تسميتها بهذا الاسم لأنها تعمل بالسبرتو الأحمر الذي يساعد الفتيل على الاشتعال، وهي تعتبر من أيام الزمن الجميل التي كانت تتغنى الأسر بها، أما الآن ومع حداثة الأمر اتخذها أغلب الأشخاص كمقتنى تاريخي يضعونه زينة في منازلهم" يقول عمر عادل، وكيل دار "الفجر الإسلامي السوري" بمصر، الذي يبيع السبرتاية في معرض الكتاب.
إقبال كثيف على ركن "الخط العربي" بجناح الأزهر لكتابة الأسماء | صور
يقول عادل: أهل الشام والمصريون تفننوا في صناعة السبرتاية، وإضافة العديد من الزخارف والأحجار الكريمة عليها، فالشكل العادي منها وهو النحاسي الصافي يبدأ سعره من 400 جنيه ويصل حتى 2000 جنيه، بينما هناك بعض الأشكال المرصعة بالجواهر يبدأ سعرها من 5 آلاف ويصل إلى عشرات الآلاف، وذلك على حسب كمية الجواهر المستخدمة فيها.
والجميل في “السبرتاية" أنها لا تقدم هذا الطقس منفردة، فيجب أن تكون معها "عدة القهوة"، ومع ذلك ستظل السبرتاية، بهجة لأصحاب المزاج، وطقسا محببا لنفوسنا، مهما طغت علينا المدنية، فهي طقس لا يمكن أن ينسى أو يغيب.