الصحافة "الإثيوبية" تستعرض سيناريوهات تعامل مصر مع سد النهضة.. خبير مياه: تصريحات إثيوبيا بضرب السد العالي "فشنك".. السد العالي ركامي.. "النهضة" لن يصمد أكثر من خمس دقائق أمام أي عمليات عسكرية
انتقد الدكتور محمد محيي الدين مسئول ملف المياه ومستشار البرنامج الإنمائي بالأمم المتحدة ما تناقلته الصحف الإثيوبية اليوم الثلاثاء عن استعداد إثيوبيا ضرب السد العالي إذا ما فكرت مصر في شن عمليات عسكرية ضد سد النهضة الإثيوبي.
وأضاف محيي الدين في تصريحات لـ"فيتو" أن الدراسات التي أجريت على أمان السدود تشير إلى أن هناك 340 سدا في العالم حدث انهيار لـ300 سد منها كانت النسبة الكبيرة منها سدودًا ضخمة كبيرة الحجم في حجم السد الإثيوبي والسد العالي، لكن احتمال انهيار السد العالي صعبة للغاية لأنه سد ركامي عبارة عن صخور متراكمة فوق بعضها مكسيا بالأسمنت أما سد النهضة خرساني معرض للانهيار في خمس دقائق فقط ولا توجد أي فرصة لصيانته على الإطلاق بخلاف السد الركامي الذي يمكن إصلاح أي خلل يحدث له في بضعة أشهر وهو ما يعرض السودان للغرق بالكامل كما أن مصر ستتعرض لمخاطر لاسيما المنشآت التي تطل على النيل مثل الكباري والقناطر والسدود.
ويشير محيي الدين إلى أن التدخل العسكري مسألة صعبة لأن الجيش المصري هو جيش دفاعي لا يجيد الهجوم ولا نمتلك حاملات طائرات ولا صواريخ بعيدة المدى ولا نمتلك رءوسا نووية وهو ما يصعب من حالة التدخل العسكري بالنسبة لمصر، الا أن هناك حقوقا لدول المصب لدى دول المنبع تدفعنا إلى مقاضاة إثيوبيا في التحكيم الدولي في ظل وجود شكوك مؤكدة حول أمان سد النهضة الإثيوبي وتأثيراته الجسيمة على مصر، لاسيما في الوقت الذي تسعى إسرائيل إلى العمل على مصلحتها بالمنطقة بإيجاد نقاط ضعف إستراتيجية تتمثل في ورقة ضغط على مصر والسودان.
وأوضح أنه إذا كانت إسرائيل تسعى لمصلحتها فلا يمكن أن نلومها فكل دولة قومية لابد أن تسعى لتحقيق مصالحة وإذا كنا لا نسعى إلى تحقيق مصالحنا فهي خيبة أمل كبيرة لنا لاسيما في ظل مخططات التآمر التي تشنها الدول على بعضها البعض وهو ما يوجب علينا أن نتآمر نحن لتحقيق مصالحنا.
وكانت صحف إثيوبية قد جددت هجومها على مصر، كما انتقدت موقف الحكومة الإثيوبية التي اكتفت باستدعاء السفير المصري بعد تهديدات سياسيين مصريين ألمحوا فيها باستخدام القوة العسكرية لوقف بناء سد النهضة، ونقلت صحيفة بارزة عن خبراء عسكريين إثيوبيين قولهم بأنه إذا ضربت مصر سد النهضة ستضرب إثيوبيا السد العالي.
وجاء رد جريدة «تاديس» أشد، بعدما أفردت تقريرًا موسعًا حول السيناريوهات المحتملة لأزمة سد النهضة المشتعلة، وأوضحت أنه طبقا لبعض الخبراء العسكريين الإثيوبيين فإن السيناريوهات المحتملة ستكون إما أن يتقبل المصريون تقرير اللجنة الثلاثية وتنتهي المشكلة، أو أن يتم التفاوض حول السد تحت مائدة حوار دولية تشترك فيها كل دول حوض النيل.
أما الخيار الثالث فسيكون استخدام مصر للخيار العسكري من خلال تفجير السد بالطائرات العسكرية أو إرسال فرق الصاعقة، وفى هذه الحالة سيكون رد إثيوبيا مماثلا من خلال إرسال طائراتنا الحربية وقصف السد العالي وغيرها من الأماكن الحيوية.
وقالت صحيفة «ريبورتر» واسعة الانتشار إن الموقف الإثيوبى لم يكن واضحًا منذ البداية فعلى الجميع أن يعلم أنه ليس هناك قوى على الأرض ستوقف بناء السد مهما حدث أو قام أحد بتهديدنا، مشيرة إلى أنه من الغريب أن تتدخل مصر في أهداف إثيوبيا المائية، فمصر والسودان مجرد دولتين مشاركتين في النيل وهناك 7 دول أخرى هي مصدر النيل.
في حين قالت صحيفة «ديرى تيوب» إن مصر يزداد موقفها ضعفا يوما بعد يوم خاصة بعد أن تخلت عنها السودان التي أيدت بناء سد النهضة بإعلان وزير إعلامها أحمد بلال الذي قال إنه رغم أن المصريين لن يكونوا سعداء بكلامي إلا أن سد النهضة سيعود بالنفع على السودان.
وأضاف عثمان: «تصريحات أيمن نور، رئيس حزب الغد الجديد، التي وصف موقف السودان بالمقزز، هي تصريحات غير مقبولة وعلى المصريين أن يتفاوضوا لحفظ أمنهم المائي».
وأضافت الجريدة: حتى موقف دولة جنوب السودان جاء إيجابيا بعد إعلان مسئوليها أنهم في طريقهم للتوقيع على اتفاقية دول منابع النيل (عنتيبي).
واختتمت صحيفة «والتا دلتا» هجومها المشترك مع الصحف على مصر قائلة: "ما زال الشعب الإثيوبي صبورا يحاول أن يتجنب البروباجندا المصرية المفتعلة رغم صدمته في تصريحات السياسيين المصريين لكن طبقا للسياسة الإثيوبية بالتعاون وفرض السلام مع دول الجيران، فستستمر إثيوبيا في فتح سبل التعاون مع مصر".