هل يستمر انخفاض سعر الدولار في مصر؟ خبراء يجيبون
تراجع الدولار الأمريكي بشكل كبير منذ بداية العام الجاري استكمالا للهبوط المتواصل الذي بدأ 2019 حيث انخفض الدولار إلى أدنى مستوى له منذ مارس 2017 نتيجة لعوامل عدة منها تجاوز الاحتياطي النقدي الأجنبي لدى البنك المركزي المصري الـــ 45 مليار دولار مع تحسن موارد النقد الأجنبي واستثمارات الأجانب في أدوات الدين الحكومية.
ومن بين العوامل التي أدت إلى تحسن سعر صرف الجنيه المصري "انخفاض الدولار" ارتفاع إيرادات مصر من النقد الأجنبي خاصة قطاع السياحة والذي قفزت إيرداته بما يربو 28% في السنة المالية 2018/ 2019 لتسجل نحو 12.6 مليار دولار أمريكي مقارنة بـ 9.8 مليار دولار في السنة المالية التي تسبقها.
كما أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج ساهمت في تحسن قيمة الجنيه أمام الدولار، حيث ارتفع إجمالي تحويلات المصـريين العاملين بالخارج خلال الربع الأول (الفترة يوليو/سبتمبر) من السنة المالية 2019/2020 بمعدل سنوي 13.6% بما يعادل 803.6 مليون دولار ليسجل نحو 6.7 مليار دولار (مقابل نحو 5.9 مليار دولار خلال ذات الفترة من السنة المالية السابقة) بحسب البنك المركزي المصري.
البنك المركزي يبحث أسعار الفائدة على الأوعية الادخارية.. 20 فبراير
وتجدر الإشارة إلى ارتفاع إجمالي تحويلات المصـريين العاملين بالخارج خلال شهر سبتمبر بمعدل شهري 33.2% بما يعادل 581.2 مليون دولار لتسجل نحو 2.3 مليار دولار (مقابل نحو 1.8 مليار دولار خلال شهر أغسطس 2019). كما سجل ارتفاعاً بمعدل سنوي بلغ 32.8% بمقدار 576.5 مليون دولار مقارنة بشهر سبتمبر 2018.
ومن بين العوامل التي ساهمت في تراجع الدولار الانخفاض الكبير في فاتورة الاستيراد وتنامي الصادرات المصرية الخارجية، حيث تشير أحدث التقارير الصادرة من وزارة التجارة والصناعة حول مؤشرات أداء التجارة الخارجية غير البترولية أن الصادرات المصرية غير البترولية حققت زيادة ملموسة خلال الـ10 أشهر الأولى من العام الجاري بنسبة 2.3%، حيث سجلت 21 مليارا و322 مليون دولار مقارنة بنحو 20 مليارا و835 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وشهدت الواردات انخفاضاً بنسبة 3% حيث سجلت 57 مليارا و709 ملايين دولار، مقابل 59 مليارا و369 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي بقيمة انخفاض مليار و660 مليون دولار.
وأشارت البيانات إلى أن الزيادة في حجم الصادرات انعكست إيجابياً على انخفاض العجز في الميزان التجاري والذي تراجع بقيمة بلغت ملياري و147 مليون دولار بنسبة تراجع 6% عن نفس الفترة من العام الماضي.
كل تلك العوامل ساهمت بشكل كبير في انخفاض العملة الأمريكية أمام الجنيه المصري ولكن يبقى السؤال هنا، هل يستمر تراجع الدولار الأمريكي أمام الجنيه خلال الفترة المقبلة وما هي توقعات سعر صرف الدولار الأمريكي؟
خبراء مصرفيون ومحللون أكدوا أن الجنيه يواصل التحسن بصورة مع استمرار تحسن موارد النقد الأجنبي وبنفس الوتيرة وممكن أن تكون الوتيرة أسرع في حالة وجود تحسن لموارد النقد الأجنبي أكثر من السابقة والحالية.
من جانبه توقع الخبير المصرفي هاني أبو الفتوح أن يواصل الدولار الأمريكي تراجعه أمام الجنيه المصري خلال الفترة المقبلة مع استمرار تحسن موارد النقد الأجنبي، مشيرا إلى أن الجنيه أصبح أكثر قوة من ذي قبل وذلك نتيجة لتعافي المؤشرات الاقتصادية عقب مرور أكثر من 3 سنوات على تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي.
"أبو الفتوح" توقع أن يصل الدولار الأمريكي إلى مستويات قد تصل إلى 15.35 جنيه مع نهاية العام الجاري 2020؛ نظرا للمعطيات التي منها تحسن موارد النقد الأجنبي ووصول الاحتياطي النقدي الأجنبي لدى البنك المركزي المصري إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة والتي تغطي أكثر من 9 أشهر واردات، كما يتوقع قطاع البحوث ببنك "سوسيتيه جنرال" ارتفاع الجنيه بنسبة 3.7% ليسجل نحو 15.35 جنيه مقابل الدولار وذلك بحلول نهاية العام الجاري.
الجنيه المصري سجل ارتفاعاً جديداً بلغ أكثر من 2 % منذ مطلع العام الجاري ليسجل نحو 15.75 جنيه للشراء و15.85 جنيه للبيع بحسب متوسط سعر صرف الدولار في البنك المركزي، وجاء ذلك بالتزامن مع دخول تدفقات على البنوك وصلت إلى 1.7 مليار دولار في 5 أيام فقط.
وقال أبو الفتوح أيضا: إن الجنيه المصري يواصل التحسن في الفترة المقبلة في ظل تحسن موارد النقد الأجنبي بفضل تعافي قطاع السياحة وإيرداتها التي تمثل جزءا كبيرا من النقد الأجبني لمصر بالإضافة إلى تقلص العجز في الحساب الجاري.