لماذا تميم وأردوغان؟
الأسبوع الفائت وأثناء تواجدي بمعرض الكتاب لتوقيع كتبي الثلاثة: خطايا تميم وأردوغان وخصومه وفضائح بي بي سي في الوطن العربي، كان السؤال الأكثر شيوعا الذي تم توجيهه لي: لماذا تميم وأردوغان؟
كان هذا السؤال هو محور سؤال الكثيرين الذين طالعوا كتبي، وكان ردي هو أنني ورغم تقديري للاثنين معا كحكام ورؤساء دول إلا أنني كمواطن عربي أعاني ما يعانيه كل أبناء الوطن العربي خاصة والعالم عامة، وهو الأمر الذي دفعني للبحث في سير هؤلاء باعتبارهم نماذج كبري في الدول العربية والإسلامية ولا أخفي أنني كنت معجبا بهما إلا أنني حينما استخدمت مؤشر البحث عن خفايا هؤلاء، وجدت الشيء الكثير الذي جعلني أجزم أننا في الهم عرب، وأن ما يعانيه المصريون في مصر يعانيه القطريون في قطر وكذلك يعانيه الأتراك في تركيا وهو الأمر الذي أردت التنبيه له من خلال هذه الكتب التي لا تسرد إلا الشيء القليل عن خفايا وأخطاء هؤلاء.
أما الأكثر إثارة فهو أنني فوجئت بهجوم من بعض الشباب المتحمس لتميم وأردوغان باعتبارهما نموذجين في الحرية في الوطن العربي، وهو الأمر الذي ينفيه ويعريه الكتابان فتميم شرد قبيلة كاملة، ولم يضمها في السجلات القطرية بل ومنع عنها الجنسية وحتي المساعدات الإنسانية بدعوي خيانتها له وانقلابها عليه، اما أردوغان فقد شرد وطرد من الوظائف قرابة 300 ألف شخص بدعوى انتماءهم لحركة كولن وهو الأمر الذي ربما يجهله الكثيرون خاصة هؤلاء المغرمين بهذين الرئيسين. تميم وأردوغان يبدو أنهما بحكم الجوار قد تقارب كل منهما من الأخلر حتي باتا ينظران بعين واحدة وتكاد تكون مشتركة في كل القضايا العربية والإسلامية، فالاثنان يدعمان كافة الحركات والجماعات الإرهابية في الوطن العربي كما أن الاثنين يتخذان نفس المواقف من كافة القضايا الرئيسية والفرعية في الوطن العربي.
أردوغان وتميم يسعى كل منهما للعب دور أكبر من قدرتهما وإمكانياتهما برغم ما يمتلكان، فأردوغان يحلم بعودة الإمبراطورية العثمانية من جديد علي يديه، بينما يرغب تميم في الوجود في الصورة، والبحث عن موطأ قدم علي خارطة العالم، وهو الأمر الذي يبحثان عنه ويسعيان إليه بشتى الطرق ومهما كانت التضحيات علي حساب أبناء الوطن العربي الذين يتقاتلون، والضحية في النهاية هو المواطن العربي الذي يتحمل تكلفة هذه الحرب بشريا وماديا ومعنويا وهو الأمر الذي أردت التنبيه له.