هيفاء أبو غزالة: الخلافات السياسية والمذهبية آفة التحالف بالدول العربية
قالت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية إن المؤتمر العربى للثقافة والإبداع الخامس اليوم يهدف إلى إعلاء قيمة العمل التنويري والحضاري المنتج للإنسان، بعيداً كل البعد عن الخلافات السياسية والمذهبية التي دفعت بكثير من شعوب الدول إلى آفة التخلف بل وإلى الخراب، كما يهدف المؤتمر إلى الإسهام المباشر في استثمار وتحفيز العقل العربي البناء والمجدد في سبيل مواجهة الجهل، والعمل على نمو العقول بالمعرفة والوعي.
وأوضحت أنه سيتم اليوم خلال هذا المؤتمر تكريم عدد من الشخصيات الهامة بجائزة التميز العربي في كل من: العمل التربوي والتثقيفي، والإبداع الفكري، وفي الأداء القيادي في القطاع الخاص، وفي الأداء النهضوي الثقافي، في العمل الإنساني والخيري، وفي الأداء القيادي، والإبداع الأدبي العربي، وكذلك دعم التراث العربي، ومجال البحث العلمي.
وأضافت هيفاء أبو غزالة أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تضع موضوع الثقافة ضمن أولوياتها إيمانا منها بأن الثقافة والمعرفة هي مفتاح للتنمية البشرية المستدامة، وأن الأمم تقاس بمدى ثقافتها وفنونها، ولها دور هام في التلاحم الاجتماعي وخلق فرص العمل والنمو البشري المستدام ونبذ العنف وعدم التمييز العنصري وقبول الآخر، وأشارت إلى أن الثقافة ركيزة مهمة من ركائز التنمية الشاملة، فنلاحظ أن للثقافة أهدافاً تنموية نبيلة لابد من رعايتها وإرساء دعائمها في المجتمع العصري. وأهم تلك الأهداف النبيلة هي إعداد الإنسان وبناؤه بناءً معنويا.، فالتنمية الثقافية تعد عامل مهم من عوامل التنمية البشرية الشاملة.
وتابعت: يستدل مما تقدم أن العلاقة بين الثقافة والتنمية والإبداع هي علاقة عضوية وإن دور الثقافة في التنمية الشاملة هو أساسي. فتحسين ظروف العيش الإنساني لم يعد يترجم فقط بزيادة المداخيل بل يفرض تحسيناً مستمراً لنوعية الحياة نفسها, كما يفترض تطلّعاً إلى قيم جديدة.
واستطردت: واعترافاً من القادة العرب بأهمية الثقافة العربية لحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، فقد اتخذت القمة العربية لعام 2018 التي انعقدت في المملكة العربية السعودية قرارا بعقد قمة ثقافية عربية بهدف وضع منهاج عملٍ ثقافيٍ عربيٍ وطرح الرؤى المستقبلية في مجالات الثقافة المختلفة ووضع الحلول المناسبة للمشكلات التي تعوق العمل العربي المشترك في المجال الثقافي، باعتبارها وسيلة لتوسيع نطاق سُبل التنمية، ومكافحة الفقر، ونبذ أوجه عدم المساواة وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان وحماية التراث الثقافي واتخاذ الاليات التنفيذية المناسبة لصونه من الإرهاب والتدمير .
وأشارت هيفاء أبو غزالة إلى أنه تأتي أهمية تحقيق هذه الغايات خاصة في ظل الظروف والتحديات التي تواجهها الأمة العربية من إرهاب وتطرف فكري ونزاعات مسلحة، الأمر الذي يتطلب حشد وتضافر الجهود وتبادل الخبرات والممارسات والمبادرات الناجحة والعمل على تنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة في مجال الثقافة، ومناقشة التحديات التي تعوق التنفيذ وإيجاد الحلول المناسبة، حتى نتمكن من أداء متميز في دعم صناع القرار على الوجه الأمثل.