غضب في الأوساط السياسية قبل إعلان الرئيس الأمريكي تفاصيل "صفقة القرن"
صفقة القرن | قبل انطلاق صفقة القرن التى يعلنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مساء اليوم، أعلن عدد من السياسيين رفضهم لهذه الصفقة المشبوهة، موضحين أن هدفها هو وضع إسرائيل فى موقف أفضل مما هى عليه، وهو ما يجعل المنطقة على المحك ويشرعن للاحتلال الإسرائيلى فى فلسطين.
انحياز لإسرائيل
وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن الهدف من صفقة القرن التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية هي وضع إسرائيل فى موقف أفضل مما هى عليه فى المنطقة العربية، لافتا إلى أن الأمر لن يتم إلا إذا توافقت عليه الدول العربية.
وأضاف وزير الخارجية الأسبق أن الصفقة ربما تكون ورقة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، موضحا أن صفقة القرن لن تؤدي إلى تقدم فى عملية السلام فى المنطقة، وقال: ”من الواضح انحياز الإدارة الأمريكية لإسرائيل في المنطقة”.
وتابع: “لا أرى أى شىء يؤكد انحياز الإدارة الأمريكية للفلسطينيين، والانحياز واضح لإسرائيل على حساب الشعب والدولة الفلسطينية”.
الاستيطان الإسرائيلي
وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن مشروع صفقة القرن الذى سيعلن عنه الرئيس الأمريكى ترامب كارثي، لافتا إلى أنها تشرعن للاستيطان فى المنطقة وستؤثر على الأردن بشكل بشكل سلبي.
وأضاف ربيع أن صفقة القرن ستؤثر على قضية اللاجئين، وأيضا على قرارات جامعة الدول العربية وقرارات الأمم المتحدة السابقة بعدم شرعية الاستيطان وقرار التقسيم، قائلا: "لم نر دولة ترتبط بأخرى عن طريق نفق".
وأكد أن صفقة القرن ستخلق حرب أهلية، مشيرا الى أنه من ضمن المخاطر أيضا اجتماع ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلى وعدم حضور رؤساء عرب وقد يعني ذلك أن جزءا منهم موافق على الصفقة.
اقرأ أيضا:
صفقة القرن | كل ما تريد معرفته عن صفقة ترامب
تضع المنطقة على المحك
وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والخبير الاستراتيجى، إن إعلان مشروع صفقة القرن اليوم ورغم وجود تحفظات عربية على هذة الصفقة إلا أن هذا لن يمنع تنفيذها من جانب الولايات المتحدة الأمريكية من خلال خطوات تبدأ بإعطاء شرعية للمستوطنات الإسرائيلية على حساب الأراضى الفلسطينية ثم ضم أغوار الأردن وعمل ترانسفير للجانب الإسرائيلى وهنا سؤال يطرح نفسه ماذا بعد الإعلان.
وأكد فهمى أن هناك تباينا فى المواقف العربية خاصة وأن الموقف الفلسطيني ينادى بوقف اتفاقيات أوسلو وباريس علاوة على أن هذا سيؤدى إلى استقطاع جزء من الأردن ومن هنا نجد أن السيناريوهات ليست جيدة خاصة وأن السلطة الفلسطينية فى أسوأ حالتها فضلا عن أن أمريكا تعطى الأولوية لصالح إسرائيل بدليل اجتماع ترامب مع نتنياهو دون الاجتماع مع أحد من العرب.
وتابع: ”التحرك العربى سيكون فى محورين الأول على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمسار الآخر المطالبة بسحب مشروع السلام العربى وهذا كلام نظرى وإن كان الضغط على الولايات المتحدة والانفتاح على روسيا سيكون له دور أفضل”، مضيفا أن مستقبل المنطقة أصبح على المحك لأن الصورة تشير إلى قدرة أمريكا على الانفراد بالقرار وتحقيق أهداف إسرائيل ومصالحها.