المستشار عمر.. "حدوتة مصرية" في قلب أفريقيا
المستشار عمر عبد الله شحاتة.. أينما سرت في أي من دول الجنوب الأفريقي، تدرك بوضوح الشهرة الواسعة التي حققها ذلك الشاب المصري الذي أحرز نجاحًا كبيرًا في مجال ريادة الأعمال، والسياسة أيضًا، وصار يحظى باحترام الجميع؛ من الشعوب والمسئولين والحكام؛ الملوك والرؤساء.
وحيدًا إلا من شهادة "ليسانس الحقوق"، ومعرفة كافية باللغتين الفرنسية والإنجليزية، سافر عمر إلى دولة جنوب أفريقيا، التي سمع عنها أن لديها اقتصادًا واعدًا، وتوقع أن يجد بها فرصة عمل جيدة.
كانت والدته قد لبت نداء ربها، وهو بعد لم يبلغ الثانية من عمره، ذاق مرارة اليتم طفلًا رضيعًا.. تزوج والده 5 مرات، وأنجب من زيجاته الخمس 15 ابنًا.. بالكاد استطاع أن يكمل تعليمه، ويصل للمرحلة الجامعية، حيث لم يكن أشد المحيطين تفاؤلًا يتصور أن يبلغ به الطموح ذلك المبلغ.. وحصل على شهادة الحقوق من بنها بجامعة الزقازيق.
في جنوب أفريقيا لم يحصل على الفرصة التي يتمناها بسرعة، فاصطحب صديقًا مصريًّا، وساروا شمالًا، وإذا بجنود يستوقفونهما، طالبين منهما جوازي السفر، وتأشيرتي دخول إلى مملكة "ليسوتو"، التي لم يكن قد سمع عنها من قبل!
بعد محاولات ومجادلات تمكنا من الدخول إلى المملكة البكر.
ربما لم يدر بخلد عمر وهو يخطو أولى خطواته داخل أرض مملكة ليسوتو، فإنه يسطر أول حروف في رواية نجاحه الرائعة.
تحول إلى رجل أعمال كبير.. يدير مشروعات عملاقة.. نجحت تجاربه جدًّا.. حلق في آفاق النجاح، لكنه لم ينس وطنه "مصر".. فهو يحمل علم مصر في كل المحافل.. وبعد زواجه من إحدى بنات المملكة، وإنجابه، زرع في بناته حبَّ مصر، فصرن يتولين مسئولية رفع العلم، فيما ينهمك هو في رفع رأس مصر عاليا، يطاول أعنان السماء.
صار من الأثرياء المعدودين هناك.. كان في مصر يحلم بأن يمتلك سيارة، فصار لديه 5 سيارات.
تطلعت أكثر من شخصية كبيرة هناك للاستعانة بخبراته ومهاراته ونجاحاته، منهم نائب رئيس الوزراء، الذي طلب منه العمل مستشارًا له، لكنه اعتذر لانشغاله بأعماله الخاصة.. إلا أنه اضطر لقبول العمل مع وزير الاتصالات والعلوم والتكنولوجيا "تيسيلي جون ماسيريباني"؛ لأنه صديقه.
يقول المستشار عمر: "مصر حتة من قلبي.. رغم حصولي على الجنسية بمملكة ليسوتو، بلدي الثاني، إلا أنني لم أنس مصر، وأبنائها.. أهلي المصريين".
رئيس مصر والاتحاد الإفريقي؛ الرئيس عبد الفتاح السيسي، علم من الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، والسفير المصري في "بريتوريا" شريف عيسى، بقصة عمر، فطلب حضوره في أحدث مؤتمرات "مصر تستطيع"، وبالفعل اتصلت به السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة شئون الهجرة والمصريين بالخارج، لتدعوه لزيارة مصر، ليستقبله الرئيس السيسي ويتوجه بالتكريم.
لم ينسَ المستشار عمر العادات المصرية في الكرم وحب الخير، فقام بإنشاء جمعية خيرية في ليسوتو، تقوم بمهمة التنمية المجتمعية، ومجابهة الفقر والمرض.. قدَّمت في فصل الشتاء الماضي أكثر من 2500 سلة غذاء، و1000 بطانية، وفي عيد الأضحى الماضي قامت الجمعية بذبح 50 بقرة وخروفًا، وتوزيعها على الأهالي هناك، كما تولت تنظيم دورات في مجالات التكنولوجيا والإنترنت.
حسن بسيوني: مصر استعادت دورها الريادي بأفريقيا بإنجازاتها في رئاستها للاتحاد الأفريقي
المستشار عمر يقدم لمصر خدمات جليلة، مستفيدًا من الزخم الذي خلقته رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي؛ فنجح في إقناع الحكومة في ليسوتو بتوقيع العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات مع الحكومة المصرية؛ للاستفادة من الخبرات والمهارات والتقدم التكنولوجي والنمو الاقتصادي المتسارع في مصر.. وبالفعل تم له ما أراد، وتُوِّجت مجهوداته بقيام الدكتورة حنان جمال طاهر، الأمين العام لاتحاد المستثمرين الإفريقي الآسيوي، بتوقيع بروتوكول للتعاون في عدة مجالات استراتيجية، واتفاقية توأمة بين مدينة مصرية وإحدى المقاطعات في ليسوتو.
مصر التي أنجبت جمال عبد الناصر، وبطرس غالي، ومحمد فايق، وحلمي شعراوي، وحلمي الحديدي، وسيد فليفل، قادرة على أن تنجب من يكمل المسيرة المظفرة.. وها هو عمر عبد الله شحاتة يتقدم الصفوف نحو تعزيز العلاقات مع أشقائنا الأفارقة، بعد أن طال غيابنا عن القارة السمراء.