رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

500  باحث في مواجهة «الفيروس القاتل».. «فيتو» تحاور مصريين عالقين في «ووهان الصينية»

فيتو

«نتواجد داخل غرفنا لأكثر من 5 أيام، شارفت السلع الغذائية على الإنتهاء ولا نعرف سبيلا لتزويدنا بسلع أخرى تكفي لحين انتهاء الحجر الصحي»، رغبة ما يقارب من 500 مصري حاصلين على منح  للحصول على الماجستير والدكتوراه من الصين عالقين في مدينة «ووهان» الصينية التي تفشى فيها فيروس «كورونا » القاتل.

 

حالة من الخوف والهلع انتابت المصريين المتواجدين ضمن حدود مدينة «ووهان» التي سجلت أعلى نسبة إصابة بالفيروس المميت، حيث يوجد مئات المصريين في الجامعات الصينية يخشون من خطر الإصابة بالمرض بعد فرض الحجر الصحي علي المدينة بالكامل، وعدم خروج او دخول أحد إليها أو منها.

 

لا يوجد أي وسائل انتقالات داخل المدينة سواء قطارات أو سيارات أو طائرات، فالحركة متوقفة تماما والمدينة في حالة شلل تام والجالية المصرية تشعر بالعجز في تلك الظروف.

يروي الدكتور محمد ماهر مدرس مساعد بكلية الزراعة جامعة الزقازيق لـ«فيتو» الفاجعة التي آلمت بالمصريين هناك، وفرض حظر تجول على سكان المدينة داخل منازلهم غير مسموح بالخروج منها تحت أي ظرف: «موجودين داخل معسكر الجامعة في مدينة ووهان، محبوسين داخل غرفنا، لا يسمح لنا بالخروج لحين الانتهاء من حالة الفزع التي انتابت المدينة بالكامل.

 

يدرس «ماهر» بالصين للحصول على الدكتوراه من خلال منحة منذ 4 سنوات ويتبقي له سنة أخرى ويحصل على الدكتوراه، وتضمن له المنحة زيارة دورية سنوية لأسرته في مصر.

معظم الباحثين معهم أسرهم وأطفالهم، الجميع يشعر بالخوف والخطر من الإصابة بالفيروس المنتشر في المدينة: «نشعر بحالة من الرعب والهلع من إصابتنا بالمرض خاصة الأطفال أصحاب المناعة الضعيفة القابلة لالتقاط الفيروس وعدم القدرة على مواجهته».

 

 

من حسن الطالع أن الفترة الحالية هي إجازة في جمهورية الصين حيث يذهب الصينيون إلى قضاء الإجازة في الخارج، لذا لجأت الجاليات الأجنبية المتواجدة داخل مدينة «ووهان» إلى تخزين الأطعمة التي تكفي لمدة تصل إلى أسبوعين والمكوث داخل غرفهم دون التحرك أو السماح بأية زيارات داخل الحرم الجامعي.

 

 

يطرح المصرييون المتواجدون داخل مدينة «ووهان» العديد من التساؤلات حول مصيرهم، ماذا هم فاعلون في حال استمر الحجر الصحي وتوقفت الدراسة لحين الانتهاء والقضاء على المرض؟ وماذا يمكن أن يفعلوا في حال انتهى مخزون الطعام؟ ومن أين لهم بشراء سلع أخرى في حال ظلت البنوك مغلقة؟

 

 

الدكتور طلعت محمود مدرس مساعد بجامعة الأزهر يروي لـ"فيتو" أيام الرعب والفزع داخل مدينة ووهان الصينية: «الفترة الماضية كانت الدنيا هادئة ونذهب إلى المعمل ونواصل دراستنا بدون أية مشاكل وسمعنا بوجود فيروس إلا أنه لم يكن منتشرا بالصورة الحالية، وفي رأس السنة الصينية نظرا لوجود إجازة قمنا بتخزين طعامنا من الأسواق المحلية لأننا لا نأكل الأكل الصيني، لكنه لفترة محددة لحين عودة الحياة إلى المدينة لكن مع فرض احلجر الصحي بات الأمر صعبا للغاية».

 

 

كان الهدوء السمة الأساسية في المدينة حتى بدأ المرض يشتد في الأيام الحالية ويتطور مع تحذيرات من الحكومة الصينية باتباع الإجراءات الوقائية وارتداء كمامات مخصصة لمواجهة الفيروس، يشعر دكتورطلعت بالخوف على أسرته قائلا: «خايف على ابنى وزوجتى، وحاولت أحجز لهم طيران للنزول إلى مصر إلا أن الصين منعت السفر والخروج لأي شخص منها، لذا لم يكن هناك سبيل سوى أن أذهب أنا بمفردي إلى الأسواق لشراء الاحتياجات والخوف يقتلني على أن أصاب بالفيروس وأنقله لزوجتي ونجلي الوحيد».

 

 

السفارة المصرية حاليا تعمل على وضع حصر كامل لأعدادنا لمعرفة كيفية التصرف معنا، يقول طلعت: «ممكن يكشفوا علينا ويتأكدوا إننا سالمين وننزل مصر أو حتي زوجتي وابني يسافروا مصر وأطمن عليهم وبلاش أنا».

Advertisements
الجريدة الرسمية