رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى النكسة وعار الشماتة الإخوانية


مصر فى صراع حقيقي حول هويتها ومستقبلها فمن الواضح جدا أننا نعيش كارثة أخلاقية برعاية سياسية تحقيقا لمصالح ضيقة دون النظر للبعد الاجتماعي لما يحدث على أرض الواقع.


فليس من المعقول أن نرى نظام الإخوان المسلمين الذى يدعي أنه جاء ليطبق مشروعا إسلاميا والمفترض تحليه بخلق وتعاليم الإسلام أن نجده يسخر قنواته الفضائية وصحفه وصفحاته على شبكات التواصل الاجتماعي فى ذكرى نكسة يونيو 67 للشماتة فى عصر عبد الناصر والمتاجرة بالمؤامرة الصهيونية العالمية على نظام ناصر واحتلال سيناء ولك فيما يفعله الإخوان دليل على أنهم فصيل سياسي متطرف فى كل شيء بداية من محاولة سحق خصمهم التاريخي عبد الناصر وتضخيم أخطائه دون النظر لإنجازاته وما حققه للشعب.

وبالمقارنة بين العام الأول من حكم مرسي وعبد الناصر سنعرف الحجم الحقيقي لكل منهما والأهم أن عبد الناصر مات منذ سنوات بعيدة أم أنه عقدتهم التاريخية ويريدون تشويهه بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة وتلك الممارسات الشاذة تقودنا لأزمة حقيقية يجب الوقوف عندها لماذا يحاربون نظاما انتهى؟

النكسة الحقيقية فى مصر الآن هو شيوع هذ النوع من الممارسات السياسية الشاذة التى تحاول تضخيم أخطاء الخصوم لتحقيق مصالح سياسية والأهم فى مأساة تشويه عبد الناصر عبر ذكرى النكسة أنها تأتي فى وقت عصيب لوطن يحترق سياسيا وينهار اجتماعيا وعلى وشك الإفلاس اقتصاديا ولنظام بلا مشروع حقيقي يحاول إدخال المجتمع فى معارك وهمية بدلا من البحث عن حلول جذرية لأزمات مصر المزمنة وأمراضها المتوطنة وما يفعله الإخوان سينقلب عليهم فى يوم من الأيام حيث إن أخطاءهم واضحة وهم يعطون الآخرين الدرس والقدوة في أن يستخدم كل تيار أي شيء لسحق وتشويه الآخر.

لن نتطرق لتصريحات قيادات إخوانية حول ذكرى النكسة وأخطاء عبد الناصر وأنه الذى دمر مصر وأن نظامه الفاشل جعل سيناء تحتل وأن أبناءها يقتلون واقتصادها يدمر وهذا بالطبع يكشف مشروعية تفكيرهم الضيق المحدود الذى يتساءل عن هزيمة فى معركة حربية دون النظر لأسبابها وطبيعة فريقي القتال وإمكانياتهما العسكرية وغيرها من محددات المقارنة بين الدول عسكريا والأهم من ذلك الرغبة الدولية فى هدم نظام جاء ليصعد بالفقراء نحو حقوقهم المشروعة فى التعليم والصحة والحياة بكرامة ولولا نظام عبد الناصر لما كان أغلب رموز وقيادات الإخوان الآن فى مناصبهم فمجانية التعليم وأراضي الإصلاح الزراعي هما اللتان صنعتهم وجعلتهم الآن يبدعون فى تشويه الرجل ونظامه بأى شكل وطريقة.

السؤال الذى لم يطرحه الإخوان على أنفسهم هل لو حدثت أزمة كبرى لمصر مثل النكسة سيتمسك الشعب برئيسه ويتضامن معه ويدعمه للخروج من الأزمة كما فعلوا مع عبد الناصر بعد قرار التنحي والأهم هل يتحمل الرئيس المسئولية السياسية ويعترف بأخطائه ويطلب التنحي لعدم قدرته على إدارة شئون البلاد مثل عبد الناصر وأعتقد أن ما يحدث من استغلال ذكرى النكسة لتشويه عبد الناصر ونظامه هو وسيلة رخيصة من أشخاص يبدعون فى خسارة أطراف كثيرة وتقسيم المصريين وهم من سيدفعون ثمن ذلك كله فى يوم من الأيام.

نظام الإخوان المسلمين فى أزمة حقيقية فهم عاجزون عن إقناع قطاع كبير من الشعب بهم بعد فضيحة مشروع الفنكوش النهضة سابقا والتراجع المستمر فى الخدمات والأمن والأزمات المتكررة والتي جعلت حياة المصريين تزداد فقرا وبؤسا وشقاء ولذلك يحاولون تشويه جميع الأنظمة بحثا عن إنجازات مزيفة لهم.
dreemstars@gmail.com

الجريدة الرسمية