«إعداد القادة» غرفة عمليات المعارضة.. المركز يحتضن مؤتمرات «الإنقاذ».. أُنشئ عام 1989 بـ«العجوزة».. مؤتمر منسحبي «التأسيسية» الأول و«تمرد» الأبرز.. &#
شهدت الأسابيع القليلة الماضية تحولا ملحوظًا في نشاط مركز إعداد القادة، بعد أصبح غرفة تحركات رئيسية لجبهة الإنقاذ وأحزاب المعارضة في الآونة الأخيرة.
"ومركز إعداد القادة" بالعجوزة، أنشئ لإدارة الأعمال عام ١٩٨٩، بهدف تقديم الدعم لمنظمات الأعمال من خلال تفعيل قدراتها لتطوير أدائها المؤسسي وتعظيم الدور الذي تقوم به المحفظة البشرية، على مستوى كافة القطاعات سواء العام أو الحكومي أو الخاص، حيث يقوم المركز بالمساعدة في تحسين مناخ العمل بما يحقق أهداف سياسات الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي بمصر.
ومنذ إنشاء المركز وعلى مدى فترة عمله السابقة، توجه اهتمام المركز إلى التركيز على تنمية وتطوير الموارد البشرية بهدف تدعيم الإدارة والاستخدام الأمثل لموارد الأعمال، كما يهتم بالمهارات الإدارية والقيادية كعنصر أساسي لدعم القدرة التنافسية لمنظمات الأعمال، ليس فقط على المستوى الداخلي ولكن على مستوى المنطقة العربية ككل.
تاريخ المركز يعود إلى سياسة الاقتصاد الحر منذ أواخر الثمانينيات، حيث تنامت حينها الحاجة لتغيير فلسفة مصر الاقتصادية، ولذلك تم إنشاؤه وانطلق من حيث انتهت إليه المعاهد المماثلة في دول العالم المتقدم.
وفى الأساس، خرج "إعداد القادة" إلى النور ليعاون منظمات الأعمال المصرية والعربية على مواكبة الفلسفة الاقتصادية الجديدة خلال مرحلة التحول، ويمثل المركز بيت الخبرة الوطني الذي يقدم المعونة والدعم لمنظمات الأعمال المصرية والعربية لتنمية القدرة التنافسية على المستوى المحلي والدولي.
كما يقدم هذا المركز مجموعة من الخدمات المتمثلة في الاستشارات والبحوث الاقتصادية والتدريب على الآلات المكنية ذات التحكم العددي والتدريب على المبيعات والتسويق والخدمات الاستشارية لإدارة الأصول والممتلكات والخدمات والاستشاريين لإدارة العلاقات مع العملاء وتدريب موظفي البنوك ودورات تدريبية في إدارة الأعمال ودورات تدريبية في مجال الاقتصاد والأعمال لأبحاث التسويق والتدريب.
وفي الآونة الأخيرة، تم عقد عدة اجتماعات داخل المركز لمجموعة من الإعلاميين المحسوبين على اليسار والليبراليين وجبهة الإنقاذ، بالإضافة إلى الاجتماعات السياسية لتنسيق المواقف والاتفاق على مواقف موحدة في مواجهة النظام الحالي. جدير بالذكر أن هذا المركز مملوك للدولة وتؤجر قاعاته لمن يشاء في قسم التسويق وتتم في إطار تجاري بحت.
وفي الفترة الماضية وُجّه للمركز اتهامات عديدة، وتحديدًا عندما انتقد السفير محمد رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية، ما يشهده المركز، موضحًا أنه تم عقد اجتماعاتٍ مكثفة بمقر المركز في العجوزة بين قادة بالحزب الوطني المنحل، ومتظاهرين لتمويل الاعتداء على القصر الجمهوري.
يشار إلى أن المركز، استضاف مؤتمرا صحفيا للمنسحبين من الجمعية التأسيسية للدستور ومؤتمرا آخر لقيادات جبهة الإنقاذ الوطني بحضور الدكتور محمد البرادعي وعمرو موسي وحمدين صباحي وأسامة الغزالي وجورج إسحق وغيرهم.
وفي 18 نوفمبر الماضي أعلن تحالف "الوطنية المصرية" عن تأسيسه رسميا خلال مؤتمر صحفي عقد بالمركز بمشاركة حزب المصري الديمقراطي الاجتماعى والتيار الشعبى والدستور والتحالف الديمقراطى الثورى والتحالف الشعبى الاشتراكي والمجلس الوطنى والناصرى الموحد والاشتراكي المصرى ومصر الحرية وحركة كفاية والجبهة الوطنية للتغيير والاتحاد المصرى للنقابات المستقلة واتحاد الفلاحين المستقل واتحاد المعاشات.
وفي 28 نوفمبر الماضي، عقدت المنظمة العالمية للكتاب الإفريقيين والآسيويين بالمركز إعداد القادة بالعجوزة، مؤتمرًا بعنوان "دستور لكل المصريين" تحدث فيه بحسب بيان للمنظمة المستشار عبد المجيد محمود النائب العام السابق والمستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا والمستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة، وسامح عاشور نقيب المحامين.
وشارك عمرو موسى المرشح الرئاسي الخاسر، في اجتماعات الجبهة، فيما نظمت ائتلافات الفلول مؤتمرًا تأسيسيًا في شهر سبتمبر الماضي بحضور الصحفيين مصطفي بكري وفاطمة ناعوت بالمركز ودشنوا جبهة تحمل اسم "مصر الوطن"، لتوحيد جهود "رموز النظام السابق" وبعض القوي المقربة لهم من الأحزاب الليبرالية في الانتخابات البرلمانية الماضية، ضد جماعة الإخوان المسلمين، معلنين عن فتح خطوط تفاوض مع جميع الفلول للاستقرار على كتلة انتخابية موحدة.
كما نظم ائتلاف "4 سبتمبر" النوبي مؤتمرًا بعنوان "النوبة بين التهميش ووعود الرئيس" بالقاعة الرئيسية بمركز إعداد القادة بالعجوزة، وذلك بحضور رؤساء الأحزاب والقوى والحركات السياسية ورجال الفكر والقانون والإعلام. وونظم العشرات من محررى جريدة الدستور وقفة احتجاجية أمام مركز إعداد القادة بالعجوزة في أغسطس الماضي وذلك بالتزامن مع عقد مؤتمر مع أعضاء مجلس نقابة الصحفيين وبعض الشخصيات العامة.
وفي مايو الماضي تم عقد المؤتمر الأول لحزب الكرامة بمحافظتي الفيوم والجيزة، بمركز إعداد القادة بمنطقة العجوزة، والذي يهدف لعرض أهداف وسياسات الحزب، واشتمل المؤتمر جزأين الأول استعراض، ووضع خطط الحزب والآخر يخص تكريم الراحلة أمل محمود، بحضور حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبي.
وفي 28 من مايو الماضي، عقدت حملة تمرد الهادفة لسحب الثقة من الرئيس مرسي مؤتمرها الثالث بمركز إعداد القادة بالعجوزة للإعلان عن الأرقام التي وصلت إليها الحملة في جمع التوقيعات وتدشين موقع الحملة على الإنترنت.
أما 5 من يونيو الجاري، فعقد مؤتمر صحفي لوفد الدبلوماسية الشعبية بمركز إعداد القادة، للإعلان عن تفاصيل زيارة الوفد لإثيوبيا ولقاء رئيس الوزراء الإثيوبي للتباحث حول أزمة سد النهضة وتداعياته حول الأمن القومي المصري ويعقد أعضاء الوفد ومنهم مصطفى الجندي وجورج إسحاق وحمدين صباحي اجتماعًا مغلقًا للتباحث حول آليات الخروج من الأزمة الراهنة وتحسين صورة مصر دوليًا بعد اجتماع مؤسسة الرئاسة مع قوى المعارضة والذي أذيع على الهواء مباشرة وأضر بصورة مصر الدولية.
ومن أشهر الحملات التي انطلقت من مركز إعداد القادة كانت حملة "هنحررهم" في مايو الماضي بحضور عدد من الشخصيات العامة وممثلين للمنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني للتضامن مع كافة المعتقلين، وعرض الانتهاكات أثناء اعتقالهم.
ويعد هذا انطلاقا لحملة "هنحررهم" التي أطلقتها الجبهة الحرة للتغيير السلمي ويشارك في المؤتمر تحالف القوي الثورية وحزب الدستور والتيار الشعبي وحزب المصريين الأحرار وحركة حقي يا دولة وحركة شباب من أجل العدالة والحرية.
أيضا في 9 من يونيو الجاري عقدت حركة "الحفاظ على الجمهورية" مؤتمرها الصحفي الأول بمركز إعداد القادة لإطلاق البيان التأسيسى للحركة، بحضور عدد كبير من الشخصيات العامة ومؤسسي الحركة.
وشهد المركز افتتاح الخبير الدستورى يحيى الجمل، والمستشارة تهاني الجبالي، والأديب المصري محمد سلماوي، واللواء سامح سيف اليزل، والدكتور عماد أبو غازى، وسعد هجرس، وخالد جمال عبد الناصر، والشاعر جمال بخيت، وسمير مرقص، ورائد زراعة الكلى بالشرق الأوسط الدكتور محمد غنيم، وعدد من رموز القوى السياسية ومؤسسى الحركة، تدشين حركة الحفاظ على الجمهورية، ليصبح بذلك مركز إعداد القادة أحد أبرز أماكن تجمع المعارضة المصرية.
ومن أبرز الشخصيات المترددة على مركز إعداد القادة الدكتور علاء الأسواني مدير الصالون الثقافي بمركز إعداد القادة، بالإضافة إلى العديد من القيادات السياسية الهامة التي اتخذت المركز مقرا لها في الآونة الأخيرة.
