انطلاق مؤتمر الأزهر العالمي غدا بحضور السيسي.. تجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم وعلاقة النقل بالعقل "أبرز المحاور"
ينطلق مؤتمر الأزهر العالمى "تجديد الفكر والعلوم الإسلامية" برعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى ونخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم غدا الإثنين وعلى مدار يومين.
وجاءت أبرز ملفات وقضايا المؤتمر كالتالي:
- يهدف لصياغة استراتيجية علمية شاملة تعالج مختلف الأبعاد والملفات المتعلقة بقضية تجديد الخطاب الديني بما يسهم فى نهوض الأمة ورقيها ويحفظ لها هويتها ويستنهض قيمها وقواها الحضارية.
- بيان سماحة الإسلام ونبذ الفكر المتطرف وتجديد الخطاب الدينى وتصحيح المفاهيم المغلوطة التى علقت بأذهان البعض.- تحصين الشباب من أفكار التنظيمات المتطرفة وترشيد الوعى ومقاومة تيارات الغلو والإرهاب وتحرير مفهوم الخطاب الدينى، وتصحيح مفاهيم التبست بأذهان كثيرين وذلك لمواجهة التحديات التى تواجه عالمنا العربى فى المرحلة الراهنة.
- صياغة خريطة ثقافية لتجديد الخطاب الدينى وترشيد الوعى الثقافى والوقوف إلى جوار كل المؤسسات التى تسهر على حماية الوطن للتصدى لعدوى الإرهاب الفكرى والجسدى ومقاومة تيارات الغلو والإفساد وفق منهج إسلامى يجعل من مقاصد الشريعة فى حماية الدين والنفس والمال والعرض حماية للإنسان قبل أن تكون حماية للأديان.
- يناقش قضايا التجديد فى العلوم الإسلامية المختلفة وضوابط التجديد وآلياته وتفكيك أصول الفكر التكفيرى ومناهجه ودور المؤسسات الدينية فى تنظيم وتطوير الخطاب الدعوى وأُسس ومتطلبات تكوين الداعية المعاصر،ورؤية الفكر الإسلامى للتعايش الإنسانى بين الأديان والمعتقدات والمذاهب.
- بحث سبل استعادة القيم المجتمعية والتماسك الاجتماعي خصوصا بين فئة الشباب، وذلك بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات المعنية تجديد الخطاب الدينى والاشتباك مع الواقع العالمى والعربى وترجمة عملية لجهود الدولة والرئيس السيسى فى مواجهة الإرهاب والتطرف.
- علاقة النقل بالعقل والتراث بين التجديد والتبديد، والخطاب الدينى بين الواقع والمأمول وتحديد المفاهيم ودورها فى تجديد الخطاب الدينى دعم الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة واعتماد النظام الديمقراطى والالتزام بمنظومة الحريات الأساسية فى الفكر والرأى.
- التأصيل الشرعى والفلسفى والدستورى لحرية العقيدة وحرية الرأى والتعبير وحرية البحث العِلمي، فضلا عن حرية الإبداع الأدبى والفنى.
- المساواة بين المسلمين والمسيحيين فى الأوطان والحقوق والواجبات باعتبارهم أُمةً واحدة تطوير منظومة التعليم فى الأزهر وربطها بأحدثِ الآليات والمناهج التعليمية أو التعامل الإلكترونى فى رصد ومواجهة الأفكار المتطرفة التى تنشرها الجماعات المتطرفة.
- التأكيدٍ على قيم الإسلام الوسطية ورفض إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين ودعوته للمسلمين فى الدول غير المسلمة للاندماج الإيجابى والانخراط بقوة فى مجتمعاتهم.
- فتح قنوات للحوار والتعاون مع مختلف المؤسسات الدينية فى العالم وضرورة أن يشكل قادة الأديان نموذجا عمليا للحوار والأُخوة والتعاون فيما بينهم.
يذكر أن الرئيس طالب بعقد المؤتمر، فضلا عن كلمته في احتفال المولد النبوي الشريف الماضي، حيث قال “إنه فرصة للتأمل في جوهر ومقاصد الرسالة التي تلقاها النبي الكريم.. والتي بلغها لنا متحملا في سبيل ذلك الكثير من الأذى.. الذي لم يحول بينه، صلى الله عليه وسلم، وبين أداء الأمانة، التي كلفه بها الله عز وجل”.
وأضاف الرئيس: “إن في المشاق الجسيمة، التي تحملها الرسول الكريم تعطي لنا الكثير من الدروس الواجب تعلمها واستيعابها.. وفي مقدمتها، تحمل الأذى بثبات.. والصبر على المكاره بأمل في نصر الله.. ومواجهة الصعاب بعمل دؤوب لا ينقطع”.
وأضاف: “إن المنهج الذي يجمع بين الإيمان واليقين في الله سبحانه وتعالى.. والعمل المنظم والجهد المتواصل، المبني على أسباب الدنيا وقوانينها وتطورها.. لهو المنهج الذي ينتصر في النهاية.. إذ إن الله عز وجل يكافئ المجتهدين.. الذين يسعون للخير والسلام وتعمير الحياة.. ويعملون على تخفيف آلام الناس.. وتحسين الواقع الذي يعيشون فيه”.
وتابع: ”أقول لكم بكل الصدق.. إننا إذ نقتدي بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. فإننا نبذل أقصى الجهد.. لتحقيق نقلة نوعية في أداء دولتنا.. وتوفير أسباب القوة والتقدم لها.. على جميع المستويات، فالأمانة التي يتحملها كل منا في نطاق مسئوليته.. تحتم عليه ألا يدخر جهداً في الإحاطة بأسباب التقدم والعلّو.. وتجنب أسباب الفشل والانهيار”.
وقال: ”بينما لا يشغلنا شيء عن تحقيق تطلعات شعب مصر العظيم.. في الأمان والسلام والتنمية والازدهار.. لا نلتفت إلى محاولات التعطيل والإعاقة.. التي يقوم بها أعداؤنا.. ويكون ردنا عليها هو المزيد من العمل.. والكثير من الجهد.. والنظر إلى الأمام بأمل وثقة.. موقنين بوعد الله سبحانه وتعالى.. بأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض”.
وأضاف: ”الحق أقول لكم.. إنني أثق تمام الثقة، بنصر الله القريب لمصر وشعبها.. وفي تحقيق آمالنا جميعاً.. في بناء وطن حديث متقدم، ينعم فيه شعبنا العظيم بحياة كريمة آمنة”.
وتابع: ”إن التطرف والإرهاب، والتشكيك الكاذب، والافتراء على الحق.. وجميع محاولات التدمير والتخريب المادية والمعنوية التي نواجهها.. لن تثني هذا الشعب ذي الإرادة الحديدية.. عن المضي في طريقه نحو المستقبل الأفضل.. سنواجه الشر بالخير.. والهدم بالبناء.. واليأس بالعمل.. والفتن بالوحدة والتماسك”.
وقال: ”لعل سيرة النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم.. تكون لنا جميعاً قدوة حسنة.. تلهمنا القوة والإرادة.. والصبر والتحمل.. والجرأة والشجاعة.. وسلامة المقصد والتوجه”.
المحاور الرئيسية للمؤتمر
وتركز المحاور الرئيسة للمؤتمر على أطر مفاهيم التجديد، وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي.
وتناقش محاور المؤتمر شروط التجديد ودواعيه وضوابطه، والأحكام الشرعية بين الثابت والمتغير، والمؤسسات المعنية ودورها فى التجديد، وعرض مظاهر التجديد التي قام بها الأزهر قديمًا وحديثًا.
وتتناول محاور مؤتمر الأزهر تفكيك المفاهيم المغلوطة المتعلقة بالجهاد والقتال في الخطاب الدعوي عبر الفضاء الإلكترونى، وتركز على إبراز المواطنة من خلال رؤية شرعية معاصرة، وكذلك الحديث عن دور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامى، مثل مؤسسة الأزهر الشريف، ووزارات الأوقاف، ودور الإفتاء، والجامعات والمعاهد العلمية.
وتدرس محاور المؤتمر التجديد في قضايا المرأة والأسرة، من خلال الحديث عن القوامة بين التسلط والمسؤولية، وتقلد المرأة للوظائف العامة العليا، وفوضى الزواج والطلاق ومشكلة العنوسة، وسفر المرأة بين القديم والحديث، والعنف الأسري وإجبار المرأة على الزواج.
ويركز محور التجديد والأمن المجتمعي على تفنيد الأفكار الداعشية الإرهابية المتطرفة، وواجب الدولة نحو حماية أخلاقيات المجتمع من مخاطر وسائل التواصل والمواقع الضارة، والحديث عن السياحة والآثار (كملكية الدولة للآثار- وحماية السائحين والآثار).
ويناقش مؤتمر الأزهر تحديات التجديد، وعلى رأسها ما يشيعه البعض من تكفير الأمة واعتزالها في الخطاب الدعوي، وتقديس الجماعات الإرهابية للفرد، واستخدام الشعارات الدينية لتحقيق أغراضها، ومناقشة دموية الفكر الإرهابي، وأخيرا المؤثرات السياسية والاقتصادية والأمنية والتكنولوجية على التجديد.