رئيس التحرير
عصام كامل

«تميم» يرث عرش «قطر» .. «فورين بوليسي»: نفوذه الأمني لفت واشنطن إليه.. عمره 33عامًا وتخرج في «ساندهيرست العسكرية» ببريطانيا.. قاد تحسين العلاقات بين الدوحة والر

أمير قطر حمد بن خليفة
أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، إن قطر تتهيأ لقدوم إدارة جديدة بعد صدور تقارير تتحدث عن تحضير أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني لنقل قيادة البلاد تبدأ مع تنحي رئيس الوزراء وتولية الابن الرابع ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني زمام الحكم.


وأضافت أن هذا الأمر له شأن كبير على الساحة الإقليمية والدولية، معتبرة أنه على الرغم من صغر دولة قطر في المساحة وعدد السكان، استطاعت أن تؤسس نفسها كقوة صاعدة في الشرق الأوسط.

وأوضحت المجلة الأمريكية، أن الدوحة نجحت في إثبات نفسها كقوة إعلامية من خلال شبكة الجزيرة الإخبارية التي أثرت على العالم العربي بأكمله وخارجه، وكذلك أصبحت هذه الدولة الخليجية وجهة الدبلوماسيين، وعلى سبيل المثال حركة طالبان الأفغانية التي تتطلع لفتح مكتب في العاصمة القطرية، ومؤسسة بروكينجز التي تستضيف المنتدى الأمريكي الإسلامي السنوي هناك برعاية قطرية هذا الأسبوع.

ويبلغ الشيخ تميم ولي العهد 33 عامًا، وتعلم في مدرسة داخلية في بريطانيا قبل تخرجه في أكاديمية ساندهيرست العسكرية في عام 1998.

وبهدوء حل اسمه محل شقيقه الأكبر الشيخ جاسم عند إعلان ولاية العهد في 2003.

وتولى "تميم" مناصب متنوعة في الدولة، وعبر موقعه الشخصي على الإنترنت توجد لائحة من المواقع التي شغلها مثل رئيس اللجنة الأوليمبية الأهلية القطرية، ورئيس مجلس أمناء جامعة قطر، ورئيس المجلس الأعلى للتعليم، ونائب القائد العام الأعلى للقوات المسلحة.

وأوضحت المجلة أنه بحلول مايو 2005، لاحظ الدبلوماسيون الأمريكيون في قطر أن الشيخ تميم أصبح متوغلا على نحو متزايد في مجال الأمن الداخلي من ناحية الرقابة والسلطة، وفقا لوثائق سرية نشرتها ويكيليكس.

وأظهرت تلك التسريبات صورة للشيخ تميم كمفاوض تصالحي، حريص على زيادة التعاون في مكافحة الإرهاب (بما في ذلك تسليم مواطنين أمريكيين على الرغم من عدم وجود معاهدة لتسليم المطلوبين بين البلدين، والمساعدة في التحقيق في انفجار سيارة مفخخة في الدوحة عام 2005).

وعلى الرغم من هذا، تبين في وقت لاحق أن سجل قطر في تبادل المعلومات الاستخبارية مع الولايات المتحدة هو الأسوأ بين دول الخليج، حسب ما أظهرت وثائق ويكيليكس.

ومع ظهور الصحوة السنية في العراق عام 2006، عرض الشيخ تميم شبكة العلاقات القطرية مع زعماء العشائر السنية، وأخبر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى ديفيد ولش "أنه لا يزال بإمكانهم المساعدة".

وبحسب المجلة الأمريكية، فإن الشيخ تميم شارك في العديد من المبادرات الدبلوماسية الإقليمية لدولة قطر، بما في ذلك محادثات في دارفور ولبنان واليمن. وترأس شخصيًا وفدًا لإصلاح علاقات بلاده الدبلوماسية المتوترة مع السعودية في عام 2010.

وفي نوع آخر من الدبلوماسية، تم اتهامه بممارسة تأثير لا داعي له على المسئولين الفرنسيين للسيطرة على التصويت لصالح الحق في استضافة كأس العالم 2022 حيث فازت بها قطر بالفعل.

وأوضحت "فورين بوليسي" أن جهوده لم تكن دائمًا ناجحة، مشيرة إلى أنه في عام 2008، وصف الشيخ تميم بشار الأسد بأنه "شخص جيد"، واعتقد وقتها أن الاستثمار القطري يمكن أن ينتشل سوريا من النفوذ الإيراني، واليوم تعتبر قطر واحدة من أكبر الجهات التي تسلح المعارضة السورية لإسقاط الأسد.

ووفقا لتقارير نشرتها وكالة "رويترز" وصحيفة "تليجراف" البريطانيتين، رأى محللون أن تقاربا في العلاقات بين الشيخ تميم وجماعة الإخوان المسلمين قد يدفع السياسة القطرية في اتجاه أكثر تحفظا، الأمر الذي قد يسبب توترا في العلاقات مع الولايات المتحدة. فمنذ بداية الربيع العربي، عززت قطر علاقاتها مع مصر وتونس، حيث اجتاحت الأحزاب الإسلامية المشهد السياسي حتى وصلت إلى السلطة.

الجريدة الرسمية