خيمة حلايب وشلاتين.. تناغم التراث والحضارة على أرض معرض الكتاب | فيديو وصور
"في ضل الضحاوية.. سوي الجبنة يا بنية.. وفي الفنجان واسقيني.. فنجان بشمالها يساوي الدنيا بحالها" هى إحدى أغاني الحب التي تشتهر بها حلايب، والتي ترسخ المعنى الأصيل لمشروبهم السحري كما يصفونه بـ"الجبنة" انشدوا له العديد من الأغاني حبا فيه، ولما يمثله من تراث أصيل ورثوه عن آبائهم وأجدادهم، فمن كثرة عشقهم له صاروا يلحنوه في أغانيهم، ويخلدوه في وجدانهم وحكاياتهم لكي يتغنى بها الكبير والصغير.
اقرأ أيضا:
تعرف على الأجندة اليومية لفاعليات معرض القاهرة الدولي للكتاب
خيمة صغيرة مصنوعة من أدوات قد يكون عفا عنها الزمن، إلا أنها تمثل الكثير في وجدان أصحابها، "فسعف النخيل" الذي نسجت به هذه الخيمة لن تجده سوى في أوطان لا يوجد عندها ما هو قديم وحديث، بل التراث هو ما يجسد ويخلد ما قد يراه البعض أنه قد انتهى وكان ماضيا بالنسبة لهم.
"خيمة حلايب وشلاتين" عندما تدخلها وتجلس على حصيرها، سوف تعلم بأن كل شبر فيها يمثل حضارة كبيرة بالنسبة للبدو وأصحاب هذه الخيمة، ترى أشياء كنت تظن أنها انقرضت، تسمع أصوات الموسيقى التي تنبعث من أقصى الجنوب المصري من داخل هذه الخيمة، التي تتغنى بالتراث الساحلي القديم، باحتوائها على السيوف والقفف والآلات الموسيقية، والمشغولات اليدوية، التي حرصت قبيلتا العبابدة والبشارية، أن تنقلها من صحراء حلايب وشلاتين إلى أرض الثقافة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لتعرض التراث الذي يتمنى أبناء هذه القبيلة نقله للعمق المصري في قاهرة المعز.
"احنا لينا حوالي 15 سنة بنشارك في معرض الكتاب وعملنا الخيمة دي علشان نحافظ على التراث بتاعنا ونعكسه هنا في معرض الكتاب لنظهر للجميع العادات التي يتمتع بها البدو في حلايب وشلاتين، لكي يعلموا كيف يعيش أهالي هذه المناطق وكيف يشربون، ومن أفضل ما نقوم بتقديمه للضيوف مشروب الجبنة اللي بيعتبر خليط ما بين البن والزنجبيل"، يتحدث سرور صالح، صاحب فكرة عمل خيمة حلايب وشلاتين بمعرض الكتاب، بينما تقطع حديثه زوجته لتؤكد أن كل ما هو متواجد داخل هذه الخيمة هى عادات راسخة في وجدان جميع البدو الذين يعيشون في مناطق حلايب وشلاتين.
الأجواء داخل خيمة حلايب وشلاتين لها رونق خاص بها، لم يكن الرجال وحدهم ممثلين عن مدينتي حلايب وشلاتين، بل النساء أيضا وقفن بجانبهم في نشر التراث من خلال مشاركتهن بمعرض الكتاب، ينسجن المشغولات ببراعة بشتى الأشكال والأنواع، بجانب دعمهن المتواصل للرجال منذ بدء المعرض في العاشرة صباحا وحتى نهاية اليوم، في تقديم ثقافة لا يعرفها الكثير.
"الحلو عمره ما بيكمل.. بالرغم من الأشياء الكثيرة التي نقدمها والتي تعبر عن حياتنا إلا أن ادارة المعرض لم تقدم لنا الدعم الكافي الذي طلبناه ونحتاجه لعرض مشغولاتنا اليدوية، والأكلات التي نقدمها بجانب عروض الحنة والموسيقى، احنا لغاية دلوقتى منتظرين الطلبات اللي المفروض المعرض يقدمها لينا ولكن للأسف مفيش حاجة لغاية دلوقتى" يقول سرور صالح عن المشاكل التي يواجهونها في المعرض ويسعون لحلها في أقرب وقت.