الصحف الأجنبية.. حديث مرسي حول السد "للاستهلاك المحلي"..وصفقة الغاز القطري لإنقاذ حكم الإخوان..وتأجيل محاكمة مبارك "غير مفهوم"..إسرائيل تبيع السلاح للعرب..الجيش اللبنانى يخشى انتقال الحرب لأراضيه
تناولت العديد من الصحف العالمية والمواقع الأجنبية الشئون المصرية والشرق أوسطية اليوم الثلاثاء، حيث قالت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية إن اللهجة الصارمة التي تحدث بها الرئيس محمد مرسي تجاه سد النهضة الإثيوبي والذي يهدد حصة البلاد من مياه النيل، بأنها "للاستهلاك الداخلي" لمواجهة الاحتجاجات المزمع اندلاعها ضده نهاية الشهر الجاري.
وقالت إن الرئيس مرسي أظهر موقفا متشددا أمس الإثنين خلال خطابه في المؤتمر الشعبي لحقوق مصر في مياه النيل، حيث حذر قائلا: إن "جميع الخيارات مفتوحة" في التعامل مع المشروع الذي يهدد حصة البلاد من المياه، في محاولة على ما يبدو لامتصاص الغضب المتنامي في الداخل لما يرونه تقاعسا من نظامه في مواجهة هذا الخطر، والذي يهدد المصدر المائي الوحيد للبلاد.
وأضافت، أن لهجة الرئيس مرسي خلال حديثه أمام المئات من أنصاره اتسمت بقوة غير معهودة حيث كان في السابق يتحدث عن الحلول الدبلوماسية لإنهاء هذه الأزمة ولكنه اليوم تحدث بلهجة صارمة حيث قال: "إن مصر لا تدعو للحرب، ولكنها على استعداد لمواجهة أي تهديدات لأمنها المائي، وأن الدماء هي البديل في حال نقص مياه النيل".
من جانبه، ذكر الموقع الإخباري لقناة "برس تي في" الإيرانية، أن بناء سد النهضة يعمق الأزمة بين مصر وإثيوبيا، مشيرا إلى خطاب الرئيس مرسي خلال المؤتمر الشعبي.
ووصف " برس تي في" خطاب الرئيس المصري بالخطاب الملتهب الذي يعد رسالة قوية وواضحة إلى أديس أبابا، حيث أكد مرسي على أن كل الخيارات لا تزال مفتوحة أمام مصر في حالة تعرض مصر لخطر الأمن المائي.
ولفت إلى أن قضية بناء السد الإثيوبي موجة أولى من الغضب بين المصريين، ولكن حتى الآن يبدو الاتجاه العام يسير نحو تعزيز العلاقات مع دول حوض النيل من أجل ضمان عدم الدخول في صراعات في المستقبل بشأن قضايا المياه وتجنب ذلك.
وعن محاكمة القرن، تساءلت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية عن سبب التأجيل الجديد لإعادة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه، الذي يعتبر الثالث منذ إعادة المحاكمة التي قيل أنها سوف تأتي بحق الشهداء التي فشلت المحاكمة الأولى في الحصول عليها، خاصة أن مبارك يتحمل المسئولية عن مقتل نحو 900 متظاهر.
وقالت الصحيفة إن المحكمة أجلت القضية إلى الشهر المقبل دون إبداء أسباب واضحة، وهو ما أثار استغراب البعض الذين كانوا يتوقعون أن تكون إعادة المحاكمة سريعة في ظل حديث النظام الجديد عن ظهور أدلة جديدة تثبت تورط الرئيس السابق في قتل الشهداء خلال الثورة.
أما عن أزمة الطاقة، رأت صحيفة "وول استريت جورنال" الأمريكية أن الاتفاق الذي تم بين مصر وقطر وتمنح بموجبه الأخيرة للأولى خمس شحنات من الغاز الطبيعي المسال، محاولة لإنقاذ نظام الرئيس مرسي من غضب المصريين المتصاعد من انقطاع الكهرباء خلال الصيف الجاري.
وقالت الصحيفة إن قطر وعدت مصر بخمس شحنات من الغاز الطبيعي المسال هذا الصيف بعد اجتماع لممثلين من البلدين في الدوحة، للمساعدة في تحفيف الضغط الذي يتعرض له النظام الإخوانى جراء نقص الطاقة المتفاقم والذي يضاعفه الضائقة المالية، مشيرة إلى أن الغرض من هذه الشحنات مساعدة مصر على توليد المزيد من الكهرباء حتى يمكنها تجنب الانقطاعات المتكررة خلال أشهر الصيف الحارة.
وأضافت إن قطر ستبدأ في إرسال الشحنات بدءا من نهاية يوليو المقبل وحتى منتصف سبتمبر، خاصة أن مصر تحتاج بشدة للغاز الطبيعي والوقود في الوقت الراهن لمعالجة أزمة الكهرباء التي تشهدها البلاد، حيث عمقت مشاكل إمدادات الطاقة السخط الشعبي من أول حكومة إسلامية وفاقمت الصعوبات الاقتصادية المتزايدة.
من جهتها، ذكر تقرير لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن إسرائيل باعت في الخمس سنوات الماضية معدات عسكرية لدولة باكستان وأربع دول عربية أخرى منها "مصر والمغرب والإمارات والجزائر" مشيرة إلى أن ذلك وفقا لتقرير رسمي صادر عن الحكومة البريطانية.
وأضاف التقرير العبري أنه في الخمس سنوات الماضية من يناير 2008 وحتي ديسمبر 2012 تعاملت السلطات البريطانية مع مئات الطلبات الإسرائيلية لشراء معدات عسكرية لاستخدامها في الجيش الإسرائيلي أو تصديرها لدول العالم الثالث.
ولفت التقرير العبري إلى أن التقارير البريطانية أشارت إلى أن قائمة الدول التي صدرت إليها المعدات العسكرية ومنظومات الأسلحة الإنجليزية الصنع، والتي من بينها دول عربية إسلامية لا ترتبط مع إسرائيل بعلاقات دبلوماسية.
وعن الأزمة السورية، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن هزيمة المعارضة المسلحة في معركة القصير الإستراتيجية أمام القوات النظامية المدعومة بالآلاف من مقاتلي حزب الله اللبناني جعلت الاستراتيجة الأمريكية في سوريا في موضع تساؤل ما دفع إدارة أوباما إلى إعادة النظر في الخيارات العسكرية، بما في ذلك تسليح الثوار وشن غارات جوية لحماية المدنيين والمعارضة السورية، حسب ما ذكر مسئولون في الإدارة الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن تأجيل زيارة وزير الخارجية جون كيري إلى الشرق الاوسط التي كانت مقررة هذا الأسبوع كان نتيجة رغبته في التركيز على الأزمة السورية والوضع المتدهور في البلاد والذي أصبح من جهة أخرى أبرز القضايا المتداولة في اجتماعات الإدارة الأمريكية.
من جانبه، قال الكاتب البريطاني "روبرت فيسك" في صحيفة "الإندبندنت" إن الجيش اللبناني يخشي صعود السلفيين في لبنان بتأثير الحرب التي تدور رحاها في سوريا المجاورة، كما يخشى انتقال تلك الحرب إلى الأراضي اللبنانية.
وأضاف أن الجيش اللبناني لم يعلن صراحة أن عددا من المسلحين السوريين هم في الحقيقة مواطنون لبنانيون يقاتلون في سوريا حيث يعود القتلى إلى لبنان ليدفنوا في وطنهم، سواء من مسلحي حزب الله أم مسلحي السنة الذين يحاربون إلى جانب المعارضة، ولكنها حقيقة معترف بها ضمنيا.
ويرى الكاتب أن مشاركة مقاتلي حزب الله في معركة القصير زادت الطين بلة، فالحزب الذي كان يفتخر بمقاومته لإسرائيل لن يستطيع إقناع السنة في لبنان أن الطريق إلى القدس يمر عبر القصير.