رئيس التحرير
عصام كامل

مصالحة الرئيس!


الرئيس يلعب الآن في الوقت الضائع وهو يتحدث عن مصالحة وطنية كرر الوعود إليها في ذلك الاجتماع الغريب الذي حضره لمناقشة قضية سد النهضة.. فلم يعد أحد من الذين ينهش الغضب صدورهم وهم جموع المصريين مستعدا لسماع أي حديث عن مصالحات فشنك وصورية وغير جادة سواء من الرئيس أو إخوانه، إنهم يتطلعون الآن ليوم الخلاص من حكم لم يجلب لهم إلا المزيد من المعاناة بعد أن تفاقمت المشاكل المجتمعية على يده وأضاف إليها مشاكل أخرى.


لذلك لا جدوى لأي حديث للرئيس أو غيره من أهله وعشيرته عن مصالحات أو استعداد لتقديم تنازلات والاستجابة لبعض مطالب المعارضة.. وهذا ما كشفت عنه المشاركون في تشييع جنازة نقيب الشرطة الذي استشهد في سيناء حينما هتفوا مطالبين مرسي بالرحيل.

وهكذا انتهى وقت انتظار الناس أن يوافق الرئيس على تغيير الحكومة ورئيسها وحل وقت انتظار الناس تغيير الرئيس ذاته.. هذا هو ما يتطلع إليه عدد كبير الآن من المواطنين والمواطنات يرون أن استمرار الرئيس في منصبه هو استمرار لمعاناتهم بل وزيادة هذه المعاناة، أو استمرار وزيادة الضغوط وارتفاع الأسعار والبطالة وأزمات السولار والبنزين وانقطاع الكهرباء وغياب الأمن، وأيضا استمرار وزيادة التهديدات الإرهابية في سيناء وغيرها، وكذلك استمرار وزيادة الفتن والأزمات الطائفية والدينية.

ولو كان لدى الرئيس وإخوانه من يخلص لهم النصيحة لقال لهم "هذا هو وقت الانسحاب لا المصالحات".. الانسحاب سوف يجنبهم الكثير وسيبقي لهم بعض الأمل في التواجد السياسي ولو بقدر ضيئل في المستقبل.. أما العناد حتى ولو لم يخسروا كل السلطة يوم ٣٠ يونيو سيجعلهم يعيشون مطاردين.. مطاردين هذه المرة شعبيا وليس أمنيا كما حدث لهم في الماضي!
الجريدة الرسمية