رئيس التحرير
عصام كامل

وبعدها..


استيقظ الرئيس فجرا كعادته، وصلى الفجر، ثم شاهد فيلما كارتونيا، من أفلام "والت ديزنى"، وقبل أن تشرق شمس اليوم الجديد، تلقى عدة اتصالات تليفونية من المرشد ونائبه وأعوانهما، أخبروه فيها بما سوف يفعله ويصرح به ويقوله فى يومه.



بعدها.. جلس الرئيس أمام جهاز الكمبيوتر الخاص به، وغرّد بعضا من تغريداته على "تويتر".. كان من بينها الدعاء بالتوفيق لطلاب الثانوية العامة فى امتحانهم الأول، وكان فى اللغة العربية، وبالفعل استجابت السماء لدعواته المباركة، وجاء الامتحان صعبا، حتى أبكى الطلاب والطالبات.. إنها بركات الرئيس، الذى يتهمه بعض المغرضين بـ"الرئيس النحس".

بعدها.. أدى الرئيس نافلة الضُحى، ثم تناول إفطاره المكون من: "شاى بلبن وبقسماط"، ثم انطلق إلى قصره الرئاسى، وفى منتصف الطريق.. تذكر أنه نسى الورقة التى كتب فيها تعليمات رؤسائه فى "المقطم"، فأمر الموكب بالعودة إلى منزله، لإحضار "ورقة التعليمات"، وانطلق بمفرده وأحضرها بنفسه، ودسّها فى جيب صغير ببدلته الرئاسية، وانطلق الموكب مجددا إلى القصر الرئاسى، حتى وصل سالما غانما!

وبعدها.. دخل الرئيس إلى مكتبه، وقبل أن يجلس، تلقى اتصالات أخرى من رؤسائه بـ"المقطم"، لقنوه خلالها ما سوف يقوله فى حوار صحفى مطول، من المقرر إجراؤه معه، وظل الرجل يكتب وراءهم كل كلمة وكل حرف، ثم اعتكف على حفظ ما كتب، حتى لا يخطئ فى كلمة أو عبارة.

وبعدها.. استقبل الرئيس الصحفى المغوار، لإجراء الحوار الذى طال انتظاره، فالرئيس لم يُجر حوارا صحفيا مع صحيفة مصرية، منذ استيلائه على حكم مصر، عبر انتخابات رئاسية مطعون فى نزاهتها، وبدأ الحوار، والتزم الرئيس بما قاله له رؤساؤه، فبدت إجاباته سابقة التجهيز، ليست لها علاقة بالأسئلة أحيانا.. وبالواقع أحيانا كثيرة، حتى انتهى الحوار على خير، وودّع الرئيس مُحاوره، بعدما التقطا معا صورة تذكارية..  للتاريخ والذكرى.

وبعدها.. تلقى الرئيس اتصالات أخرى من رؤسائه بالمقطم، اطمأنوا منه على ما جرى بالحوار، وتيقنوا أنه قال كل كلمة لقنوه إياها، فأثنوا عليه، ومازحه أحدهم قائلا: "طول ما بتسمع كلامنا هتفضل صاحبنا وحبيبنا وكفاءة"، فقال الرئيس: "أنتم سادتى وأولياء نعمتى، ولكم منى السمع والطاعة".

وبعدها.. استعد الرئيس للعودة إلى منزله، وفى الطريق.. تلقى اتصالا تليفونيا من نائب المرشد، سأله فى لهجة عنيفة: ماذا قلت بالضبط عن العيال بتوع حملة "تمرد"؟ فقال: اطمئن..  فقد هونتُ من أمرهم، وأكدت أن يوم 30 يونيو، سوف يمر كأى يوم عادى، فعقّب قائلا: "تمام..  دول شوية عيال سيس..  خليهم يتسلوا"

وبعدها.. عاد الرئيس إلى منزله مُجهدا مُرهقا مُتعبا، واستغرق فى نوم عميق، فرأى فى منامه، أنه مات، وقد مثل بين ملائكة الحساب، وكلما همّ أحدهم بسؤاله، يقول: لا أدرى.. هم لم يخبرونى بما أقوله لكم.  

الجريدة الرسمية