الوزير يتجاهل تطوير مستشفى سوهاج وطنطا ويفتتح «مصر الجديدة» 3 مرات.. دعاة الأقاليم محرومون من «مشروعات الأوقاف» الطبي
«المشروعات للعاصمة والوعود للأقاليم».. إستراتيجية يبدو أن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، قرر تبنيها وتنفيذها في إدارة المشروعات الطبية الخاصة بالدعاة، ففى الوقت الذي افتتح فيه الوزير مراحل تطوير مستشفى الدعاة بمصر الجديدة، خلال المرحلة الماضية بتكلفة تقدر بـ20 مليون جنيه، فإنه تجاهل وعوده السابقة في عام 2014 بتطوير مستشفى الدعاة بمحافظة سوهاج لخدمة دعاة الصعيد، وهم أولى بالرعاية والاهتمام، في ظل المسافات البعيدة التي يقطعها البعض إلى القاهرة للحصول على الخدمة الطبية بعد عناء ومشقة السفر.
مستشفى سوهاج
مستشفى الدعاة بسوهاج، لا تعتبر الحالة الوحيدة التي تجاهلها «جمعة»، حيث قرر الوزير في وقت سابق تأسيس مستشفى للدعاة بمحافظة طنطا عام 2015 لخدمة الأئمة والخطباء والعاملين في محافظات الدلتا، وتفقد الأرض التي سيقام عليها المستشفى وطالب بتوسيع مساحة الأرض، ولكن مر كل ذلك دون إجراءات فعلية للتنفيذ.
الغريب هنا أنه في الوقت الذي تجاهل فيه وزير الأوقاف وعوده الخاصة بمستشفى سوهاج وطنطا، داوم على افتتاح مراحل تطوير مستشفى الدعاة بمصر الجديدة، الذي تأسس في عهد الوزير الأسبق الدكتور محمود زقزوق، ففي أبريل 2018 افتتح المرحلة الأولى التي اشتملت على وحدة رعاية مركزية جديدة، ووحدة الكلى وتجديد غرف المرضى.
وجاءت المرحلة الثانية يناير 2019 والتي اشتملت على وحدة رعاية القلب المفتوح، والرعاية المركزة 2 ووحدة المسح الذري والحضانات، والمرحلة الثالثة أعاد افتتاح وحدة قسطرة القلب والتي سبق وأن افتتحها في 2016.
مستشفى الدعاة
وأوضح «جمعة» أن «الأوقاف تولي أهمية بالغة لمستشفى الدعاة من أجل تقديم خدمة طبية متميزة للأئمة وسائر المواطنين المتعاملين معها»، مشددًا على مراعاة البُعد الاجتماعي للمرضى وعدم استهداف الربح وإطلاق منصة إلكترونية للمستشفى تبرز ما تقدمه.
وفي سياق متصل طالب أئمة وخطباء الصعيد بتطوير مستشفى الدعاة بسوهاج على غرار تطوير مستشفى القاهرة، وقال مصدر مطلع بالوزارة: إن «وزير الأوقاف شكَّل لجنة لدراسة تجهيزات مستشفى سوهاج في 2014 وأسند الأمر للمهندس مجدي أبو عيد، رئيس الإدارة المركزية للشئون الهندسية، لإنهاء إجراءات البنية التحتية والأجهزة»، مؤكدًا حدوث نزاع قضائي بين «أطلس» الشركة المنفذة للمشروع والوزارة على خلفية ارتفاع أسعار الحديد والأسمنت، حيث أرادت الشركة تحصيل فروق الأسعار وهو ما رفضته «الأوقاف».
من جانبه طالب الشيخ إبراهيم عبد الحميد، إمام وخطيب بمديرية أوقاف سوهاج، بسرعة تدخل الوزارة لحل أزمة المستشفى بعد أن تحول لمرتع للماشية ومقر لتجار الحشيش ومتعاطي المخدرات، مشيرًا إلى أن المبنى تم تشيده على مساحة 800 متر ويتكون من 5 أدوار، وتم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى وتشيد المبنى، وتوقف العمل فجأة دون معرفة الأسباب، وتابع: وعد وزير الأوقاف أثناء زيارته في 2014 بحل جميع الخلافات مع الشركة المنفذة وإلى الآن لم يُنفذ أي جديد، وحينما جاء المسئولون التقطوا الصور أثناء الزيارة، وبعد المغادرة لم يتم تجديد أي شيء، ويوجد غفير واحد يحرس المبنى الذي تحول إلى مقلب قمامة ومأوى لتجار المخدرات.
وفي سياق متصل قال مصدر مطلع بوزارة الأوقاف: إن الوزير حرص على افتتاح المستشفى على مراحل متفرقة حتى لا تتوقف عملية استقبال المرضى، مشيرًا إلى فتح باب التنسيق المستمر بين الوزارة وإدارة المستشفى حتى يكون التطوير على مراحل وكي لا يتوقف المستشفى عن العمل خلال فترة تطوير بنيته الإنشائية والتحتية، وأوضح المصدر لـ"فيتو" أن العمليات تكون مخفضة للعاملين بوزارة الأوقاف مقارنة بأي مستشفى آخر، وكل خدمة لها سعر محدد، ويتحمل المريض ربع التكلفة فقط داخل العيادات.