في حب معرض الكتاب
لماذا يتعامل البعض مع اللغة العربية وثقافتها بعدم احترام؟ لماذا نعلي اللغة الأجنبية على لغتنا القومية؟.. إذا استمعت إلى قصيدة بصوت أم كلثوم فأنت قديم تجاوزك الزمن.. وإذا قرأت للمتنبي فأنت غريب الأطوار، أما إذا أحببت روايات نجيب محفوظ فأنت متأخر.
تعلم اللغات الأجنبية أمر مهم للانفتاح على ثقافات أخرى ولكن الإنجليزية والفرنسية وغيرهما هي مجرد وسائل للتواصل الإنساني ولا يعتبرها أحد مقياس للتحضر والرقي إلا في مصر! مجتمعنا المصري عريق وله حصيلة كبيرة من النشاط الإنساني، وتكونت لدينا عبر الزمن أنماط وقيم وعادات وتقاليد ومظاهر فنية ودينية وفكرية ميزتنا عن غيرنا من المجتمعات.
اقرأ أيضا: من أجل "شهيد الشهامة" القادم
لا شك أن بعض أفكارنا تحتاج إلى التطوير أو التغيير لتناسب العصر لكنها في مجملها ليست في حاجة إلى التجريف أو النسيان.. لسنا أمة ناشئة لنتجاهل تراثنا أو أمة محتضرة لنلغي حضارتنا وننسخ القيم والأفكار والأدب والفن عن الآخرين. اللغة العربية هي وعاء كل معارفنا وتراثنا وعاداتنا للفهم والتعبير والتأثير علينا الحفاظ عليها قدر الاستطاعة، ومنع ذوبانها وضياعها في لغات أخرى.
وتعد الفعاليات الثقافية المختلفة بجانب استمرار الإنتاج الأدبي المميز وسيلة للحفاظ على اللغة من الضياع لذلك فإن معرض القاهرة الدولي للكتاب فرصة سنوية عظيمة للتأكيد على احترامنا لثقافتنا وتقديرنا للغة العربية بقدر كونه فرصة أمام الناشرين والقراء..
اقرأ أيضا: متى تتوقف الشائعات؟ (1)
لذلك أنصحك في زيارتك القادمة لمعرض الكتاب.. وخلال رحلتك وسط كم هائل من الكتب، أن تختار بعناية الأوراق التي ستضمها إلى مكتبك، وستجد بالفعل الكثير من الاختيارات المميزة والعناوين والموضوعات التي تستحق وقتك.. ولكن انتبه فليس جميع الكتب -مهما بلغت نسب مبيعاتها أو شهرتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي- تستحق في مضمونها وقتك أو تحافظ في طريقة كتابتها على احترامها الواجب للغة العربية.