حكم الشرع فى مصافحة المصلين بعد صلاة الجماعة وقولهم "حرما "
من المعروف أن مصافحة المسلم للمسلم عند اللقاء أمر مستحب لتوكيد الألفة والمحبة بين جميع المسلمين، لقوله صلى الله عليه (مامن مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا ) رواه داوود والترمذى .
يجيب فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى بالأزهرالأسبق فيقول :
لم تكن المصافحة عقب الانتهاء من صلاة الجماعة معروفة ايام النبى صلى الله عليه وسلم ، ولكن حدثت بعد انتقاله الى الرفيق الاعلى ،بتأويل ان المصلين جماعة كانوا مع الله فى رحلة روحية ، حطوا الرحال منها بالتسليم الذى برره البعض بأنه تحية لمن على يمين المصلى من الملائكة وغيرهم ، لانه كان منصرفا عنهم اثناء الصلاة ومع السلام عليهم كانوا يتصافحون بهذا المفهوم ، ويدعو بعضهم لبعض أن يكون اللقاء فى الصلاة فى الحرم الشريف الذى تشد الرحال اليه لمضاعفة ثواب الصلاة وغيرها من الطاعات ، ويختصرون هذا الدعاء بقولهم " حرما "كما يدعون لبعضهم بعد الوضوء ان يمن الله عليهم بالوضوء من زمزم فى حج او عمرة . وتضاربت الاقوال فى هذا العمل الذى لم يكن ايام الرسول او الصحابة وهم من يؤخذ عنهم التشريع فقال بعضهم انها بدعة بالمعنى المذموم وكل بدعة ضلالة ، وقال بعضهم :إنه بدعة ولكن لايوجد ما يصفها بأنها مذمومة وضلالة ، حيث لم يرد نهى عنها ، وكم من الأمور الحسنة حدثت بعد عهد التشريع ورأى الناس حاجتهم إليها فأخذوا بها .
جاء فى كتاب "غذاء الألباب " للسفارينى ان ابن تيمية سئل عن المصافحة بعد العصر والفجر هل هى سنة مستحبة أم لا ؟ فأجاب بقوله : أما المصافحة عقب الصلاة فبدعة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يستحبها أحد من العلماء ، وقال السفارينى :ظاهر كلام العز ابن عبد السلام من الشافعية انها بدعة مباحة، وظاهر كلام النووى أنها سنة .
قال الحافظ ابن حجر فى شرح البخارى: قال النووى: أصل المصافحة سنة وكونهم حافظوا عليها فى بعض الأحوال لا يخرج ذلك عن اصل السنة ، وقال الحافظ :وللنظر فيه مجال وبعضهم أطلق تحريمها ويتوجب مثل ذلك عقب الدروس الدينية.
ما الحكمة فى فرضية الجماعة فى صلاة الجمعة ولماذا أمر بالانتشار بعدها؟
والوجه المختار أنها غير محرمة، وقد تدخل تحت ندب المصافحة عند اللقاء الذى يكفر الله به السيئات وحديث مسلم صريح فى ان من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة .