الهروب الكبير
إفلاس البورصة المصرية أصبح وشيكا، ففى كل يوم تفقد البورصة نحو سبعة مليارات جنيه من قيمة الأسهم والسندات السوقية، فى الوقت الذى تبلغ قيمة الأسهم والسندات المسجلة بالبورصة نحو 300 مليار جنيه.
السبب المباشر فى هذه الخسائر المليارية هو عمليات البيع المكثفة التى يقوم بها العرب والأجانب للتخارج من البورصة المصرية بأسرع ما يمكن، فى الوقت الذى وصف المحللون ما يحدث بعملية "الهروب الكبير"، لتدنى أسعار الأسهم والسندات كل يوم عن سابقه.
وإذا استمر الحال على ما هو عليه، بذات المعدلات فسوف تفلس البورصة المصرية فى خلال عشرة أيام على الأكثر، الأمر الذى ينعكس بالسلب على مركز مصر المالى وتصنيفها الائتمانى، وإحجام المستثمرين الأجانب عن ضخ ولو دولار واحد فى السوق المصرية، وهروب جميع المستثمرين العرب والأجانب من السوق قبل 30 يونيو الجارى، فضلا عن انهيار الاستثمار المحلى وإغلاق آلاف المصانع والشركات، وما يتبع هذه الكارثة من زيادة معدلات البطالة وارتفاع معدلات التضخم بصورة غير مسبوقة، والكارثة الأخطر توقف عمليات الاستيراد والتصدير، وتهديد البلد بتفشى الفقر واحتمال اندلاع ثورة الجياع.
وأرى أن الحل يكمن فى إقبال المصريين على شراء الأسهم والسندات المسجلة بالبورصة، وهذا يحقق نتيجة إيجابية للمستثمرين المصريين، فسوف يشترون بسعر منخفض، وفى حال ارتفاع أسعار الأسهم والسندات، بعد 30 يونيو الجارى، فأمامهم الفرصة للبيع بسعر مرتفع وجنى الأرباح، وفى ذات الوقت المساهمة فى صمود البورصة المصرية وسط أسواق المال العالمية.
الحل الآخر هو اكتتاب المواطنين فى مشروع عاجل لشراء الأسهم والسندات، وإن لم ينجح الاكتتاب فيمكن للدولة، من خلال وزارة المالية، شراء نسبة حاكمة من أسهم وسندات البورصة للحفاظ على القيمة السوقية لأدواتها المالية.
هذا ما جناه الشعب من الإخوان، إلا أن يوم 30 قد اقترب، وسوف تنهض مصر بعد زوال الغمة.