ما الحكمة فى فرضية الجماعة فى صلاة الجمعة ولماذا أمر بالانتشار بعدها؟
يوم الجمعة من أيام الأسبوع التى فرضت فيها الصلوات الخمس لكن فى هذا اليوم فرض الله تعالى صلاة الجماعة فى صلاة الجمعة، ويزيد ثواب المصلى فى الجماعة عنها فى الفرد ويفكر كل منا لماذا يوم الجمعة بالذات؟ وما الحكمة من تلك الفرضية؟ ولماذا أمر الله المصلين بالانتشار فى الأرض بعد الصلاة ؟
يجيب فضيلة الإمام محمد متولى الشعراوى فيقول : ارد الله بفرضه الجماعة فى صلاة الجمعة لاستدامة الولاء الجماعى لله سبحانه وتعالى ، ذلك لأن الولاء الفردى قائم فى الصلاة العادية ، ولأن الولاء الجماعى يبدو أمام خلق الله تعالى ويتجلى ومن ثم ينقطع فى البشرية مظهر الاستعلاء والكبر ، وهنا كأن الله سبحانه وتعالى يقول : أنا أريد أن تعلنوا جميعا ولاءكم لى باجتماعكم معا ، حتى إذا ما رأى الضعيف القوى فى سجوده لله تعالى مساويا له استقر فى نفسه أن الجميع سواسية أمام الله فى موقف العبودية .
لذلك شرع الحق سبحانه وتعالى اللقاء الجماعى يوم الجمعة مرة كل اسبوع للقضاء على الكبر فى النفوس . كما ان اللهتعالى قد وجهنا الى هذا الولاء المستطرق فى فاتحة الكتاب وهو يعلمنا فيها أن نقول (إياك نعبد وإياك نستعين ) ، ثم يكون الدعاء (اهدنا الصراط المستقيم) كان المفروض أن اقول :إياك اعبد وإياك استعين اهدنا الصراط المستقيم ..لكنك تقول عنك وعن غيرك ، وغيرك يقول عن نفسه وعنك ، وكل من فى الجماعة دعا لك وانت دعوت له ، وربما كان احد الصالحين موجودا فى الجماعة فيستجيب الله دعاءه للجميع ، والله تعالى بكرمه يقبل عن الجميع بفضل الصالحين فى الجماعة لذلك لابد من الحرض على أداء صلاة الجمعة جماعة .
أما حكمة الانتشار فى الأرض بعد أداء الجماعة فإننا لو تنبهنا لقوله تعالى فى سورة الجمعة (يا ايها الذين آمنوا اذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ، ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ، فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ) . لعلمنا أن وقت الإنسان يجب أن يكون بين أمرين :بين انشغال بالمنعم لنأخذ منه شحنة الطاقة على حركتك فى النعمة وبين حركتك فى النعمة ذاتها . فالأمر الأول (اذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله ) والامر الثانى (فانتشروا فى الارض ) فالضرب فى الارض هو المقصود من الخلافة فى الارض ، وهو جزء من منهج الله تبارك وتعالى ،
هل تجب صلاة الجمعة على المسافر؟ ومادام الضرب فى الارض بالحركة فيجب ان تكون الحركة فيما يهم الإنسان أولا وهو رزق نفسه ، ثم يقول الحق تعالى (فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه ) وهذا أمر بالكدح وكبح لغرور الكادح .