غياب "بوتفليقة" يزيد الغموض حول تسيير المرحلة القادمة بالجزائر
فتح غياب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن الساحة، منذ نهاية إبريل الماضي، بسبب المرض، الباب ليس فقط للجدل حول قضية خلافته، وإنما أشاع أيضا حالة من الغموض في البلاد بشأن طريقة تسيير المرحلة القادمة.
ورأى الكاتب الصحفي الجزائري والمحلل السياسي عابد شارف أن "السلطة في الجزائر لم تتخذ القرار بعد بشأن من يخلف بوتفليقة ولا حتى طريقة تسيير المرحلة القادمة".
وأوضح: "أنا مقتنع بأن أصحاب القرار في الجزائر مازالوا حاليا لم يحسموا بعد في أي اتجاه سيسيرون لحل معضلة خلافة بوتفليقة".
ويتواجد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة منذ 27 أبريل الماضي بباريس للعلاج بعد إصابته بوعكة صحية وسط جدل داخلي بين الحكومة والمعارضة التي تتهم السلطات بانتهاج سياسة الغموض والتكتم في معالجة ملف المرض.
وتنشر وسائل الإعلام المحلية بصفة مستمرة عددا من السيناريوهات حول مرحلة ما بعد بوتفليقة منها تنظيم انتخابات مسبقة بحكم أن نهاية ولاية بوتفليقة الحالية ستكون في أبريل 2014.
وقال شارف إن "الحديث عن مرشحين محتملين لخلافة بوتفليقة أمر سابق لأوانه الآن بحكم أن السلطة ستركز على مشروع سياسي لتسيير الجزائر في المرحلة القادمة قبل أن تفتح المجال للمنافسة على منصب رئيس الجمهورية".
وبدأ في الجزائر خلال الأيام الأخيرة تنافس خفي بين عدد من المرشحين لخلافة بوتفليقة ويعد رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور الوحيد الذي أعلن ترشحه رسميا للمنصب فيما يبقى تداول أسماء أخرى مقتصرا على وسائل الإعلام وصفحات لمؤيديهم على شبكات التواصل الاجتماعي على الأنترنت.
وشكك عابد شارف في إمكانية تنظيم انتخابات نزيهة قائلا: "برأيي لن تكون هناك انتخابات مفتوحة وشفافة وما يحدث من تنافس خفي مجرد تهريج سياسي لأن السلطة ستختار مرشحا لها وتوفر له كل الظروف ليخلف بوتفليقة".