رئيس التحرير
عصام كامل

غطاء البالوعة والروائح العفنة


هولاء الذين يرتدون عباءة الإسلام ويطلقون على أنفسهم بالإسلاميين وكأن الإسلام لم يأت إلا بالذقن والجلباب القصير فقط والتحدث باللغة العربية الفصحى، يخدعون الناس فى المساجد بخطبهم وأصواتهم العالية وعروقهم النافرة ويستمع الناس إليهم ولايعلقون ولايفكرون بل يمارسون حياتهم وهم يعتقدون أن كل ماسمعوه هو الإسلام بعينه وظل هولاء الخطباء يهجون رجال الأزهر ويصفونهم بعملاء الحكومة ويشككون الناس فى فتواهم .


وها نحن بعد الثورة وقد تولوا هم مقاليد الحكم ووزراء الحكومة رجالهم ومع هذا ظل الأزهر كما هو على مبادئه فإن كان مواليًا لحكومات لكان هو الآن يتحدث باسم الإخوان ولكن الأزهر سيظل منارة الإسلام على مر العصور وسينكشفون هم وستظهر روائحهم العفنة التى يخبئونها تحت رائحة المسك وستظهر وجوههم الحقيقية وسوف يراهم الناس على حقيقتهم ولكن بعد أن يكونوا قد أفقدوا الناس الثقة فى الإسلام، لأن الناس اعتبروهم رموز الإسلام ومنارته فساروا وراءهم كالقطيع.

ألسنا فى مركب واحد إذا غرق غَرقنا جميعًا فكيف تَفرقنا وأصبحنا فرقًا متناحرة كل فريق يحاول أن يُبِيد الفريق الآخر تفرقنا بعد أن كنا فى الماضى شعبًا واحدًا قويًا، ويداً واحدة وقلبًا واحدًا، ولكن الآن الأمر صعب تحكمنا عصابة ومافيا مصالحها تتوافق مع عصابات أخرى داخل مصر وخارجها والكل يتحالفون عليها فأصبح من العسير التكهن بما سوف تئول إليه البلد .

مشكلة سد النهضة واضحة بأنها ستؤدى بمصر إلى الخراب ومازالوا يكذبون ويهرتلون ويحاولون تبسيط الكارثة وهناك من يصدقهم وينشر أكاذيبهم على البسطاء والبسطاء يحبون من يُسمعهم كلامًا مطمئنًا ويطلبون منهم الدعاء إلى الله فلو كل شىء يحل بالدعاء لكف الناس عن العمل وجلسوا فى المساجد للصلاة فقط. ويخدرون الناس بكلمات بيضاء وقلوبهم يملؤها الغل والحقد .

تلك العصابات التى تحكمنا وتتحكم فينا لايعنيهم الوطن لامن قريب ولا من بعيد يعنيهم جماعاتهم المتناثرة فى بقاع الأرض وميليشياتهم الغبية الجاهزة للقتل والسلب بإشارة واحدة من إصبع رئيسهم .

كل من يخالفهم هو عدوهم ويعتقدون أنهم هم الوحيدون الذين يملكون الحقيقة وهم أجهل من الجهل نفسه .

والله لو جف النيل عن مصر ومات الناس من الجوع والعطش وأصبحنا نعيش فى ظلام دامس لوجدت من يخرج علينا ليخطب فينا ويقول: لقد جف النيل والظلام الذى نعيش فيه الآن بسبب الفلول الكفرة وجبهة الخراب لأن الله غير راض عنهم وغير راض عنا لأننا لم نقتلهم ونطردهم من البلاد. فيرد واحد من الناس ويقول ياشيخنا ياأميرنا وهل تبقى منهم أحد فيقول الشيخ نعم يوجد بيننا فلول جلابيبهم قصيرة ويطلقون اللحى مثلنا حتى لانعرفهم .. اقتلوهم حيثما وجدتموهم . فيتقاتل الناس فيما بينهم حتى لايتبقى غير هولاء المشايخ الذى ينعمون فى رغد العيش ثم يتقاتل المشايخ فيما بينهم أيضًا وسيصفهم التاريخ بأنهم هم أعداء الإسلام.

يالها من مهزلة يتقدم الناس بأفكارهم كلما مرت السنين ونحن نتمسك بكل ما أوتينا من قوة بالجهل ونسميه تدينًا ويتبعونه الناس عن جهل منهم والأزهر أمام أعينهم ولايرونه .

انفتح غطاء البالوعة وطفح منها كل العفن حتى كدنا أن نغرق فيها وتلوث الهواء وأصبحت أُنوفنا غير قادرة على استنشاق هذا الهواء الملوث الذى ضاقت به صدورنا فهل سنعتاد عليه أو سنموت خنقاً منه أم سينزل الله فرج قريب .

لقد فهم الشعب الحر الثائر الحق الذى لم ولن يرضى بالمهانة وأن يُباع فى سوق النخاسة ولذلك لن تكون30/ 6 هى النهاية بل البداية لوطن لن يستكين إلا بعد أن يسترد حقوقه المنهوبة .

الجريدة الرسمية