نص كلمة وزير الداخلية خلال الاحتفال بعيد الشرطة الـ68
ألقى اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، اليوم الخميس، كلمة خلال فعاليات احتفالية عيد الشرطة الـ68، الذى أقيم بأكاديمية الشرطة بحضور رئيس الجمهورية وكبار رجال الدولة وأسر الشهداء رحب خلالها بالحضور وإلى نص الكلمة.
بسم الله الرحمن الرحيم "هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين" صدق الله العظيم
السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية: السادة الحضور:
نتقدم بأصدق معانى الترحيب وكل التقدير لتشريفكم احتفالنا بعيد الشرطة والذى يوافق الذكرى الثامنة والستين لمعركة الإسماعيلية المجيدة تلك الذكرى الغالية فى سجل الوطنية المصرية والتى رسخت فيها بطولات رجال الشرطة قيم التضحية والفداء والاستبسال دفاعًا عن تراب هذا الوطن وكانت وبحق ملحمة كفاح ونضال ستظل على مر العصور شاهدة على نبل البطولة وشرف الصمود..
واليوم نستقبل هذه الذكرى الوطنية الخالدة وقد أثبتت الأحداث رشد رؤيتكم سيادة الرئيس حيث مضت المتغيرات العالمية والإقليمية المحيطة فى تسارع محموم وعصفت باستقرار أوطان كانت مستقرة وضاعت بسببها سيادة دول.
الجمع الكريم: لقد تضاعفت مخاطر الإرهاب وتنامت شراسته بعد أن أصبح أداة صريحة لإدارة الصراعات وتنفيذ المخططات والمؤامرات وفى مواجهة كل هذه المخاطر كان الوضع الأمنى المتميز لمصر ولا يزال تجسيدًا لموقف دولة وقرار قيادتها وإرادة شعبها وكان حصادًا لتضحيات رجال الشرطة الأوفياء وهم على قدر كبير من الوعى بمسئوليتهم فى انتهاج المزيد من سبل التطوير والتحديث فى ظل معطيات متغيرة يدركون أن آفة الإرهاب لم تنتهى وأن الأمر يتطلب استمرار اليقظة والجهد لمحاصرة وتطويق أية محاولات يائسة لزعزعة الأمن أو المساس بمكتسبات الشعب المصرى العظيم.
وانطلاقا من هنا ارتكزت الإستراتيجية الأمنية المعاصرة على ثوابت جوهرية يأتى فى مقدمتها نجاح الضربات الأمنية الاستباقية فى تفكيك الخلايا الإرهابية ودحرها ورصد وإحباط تحركات عناصرها ومواجهة مخططاتهم للإخلال بالأمن والتى لا تقف عند الأعمال التخريبية فحسب بل تمتد لتشمل حروب الجيل الرابع والخامس من استقطاب للشباب بالأفكار والأخبار المغلوطة وترويج الشائعات والدعوة لاستخدام العنف.
وستظل السياسة الأمنية تعمل بقوة لتحقيق المزيد من الكفاءة فى الأداء وتطوير الإجراءات الوقائية والإحترازية لدحض المحاولات الخبيثة والمستمرة لجماعة الإخوان الإرهابية والتى تدير حركات التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها للنيل من استقرار الدولة المصرية فى ظل عوامل متداخلة لمناخ إقليمى يسوده الإضطراب والعنف ويتيح للإرهاب فرص الدفع بظلاله السوداء.
السادة الحضور: ووسط كل هذه التحديات استطاعت الجهود الأمنية تحقيق المواجهة الحاسمة لكافة صور الجريمة الجنائية وأنماطها من خلال انتهاج الأساليب العلمية المتطورة واستخدام التقنيات الحديثة فى مجال كشف الجرائم وجمع المعلومات والأدلة الجنائية وتطويعها لدعم خبرات ومهارات رجال الشرطة من منطلق أن مسار التطوير والتحديث لم يعد فقط سبيلًا لتحقيق الأهداف بل هو بمثابة ركيزة أساسية لمواجهة كافة الجرائم والأنماط المستحدثة منها وكان حصاد ذلك فرض الأمن فى الشارع المصرى وتحقيق انخفاضا فى معدلات الجريمة وارتفاعا فى نسب تفكيك وضبط البؤر الإجرامية والتشكيلات العصابية بصورة متميزة الأمر الذى جعل مصر تتبوأ مرتبة متقدمة بين الدول الأكثر أمنًا واستقرارًا على مستوى العالم.
كما حرصت الوزارة فى سبيل تحقيق نقلة نوعية فى كفاءة الأداء الأمنى على التوسع فى استخدام تطبيقات علوم الحاسب الآلي وتقنيات شبكات المعلومات والاتصالات بهدف استكمال وتدقيق قاعدة البيانات والمعلومات بالتنسيق مع وزارات الدولة المعنية توافقًا مع توجه الدولة نحو التحول الرقمى فى كافة المجالات فضلًا عن اتخاذ إجراءات الربط والتكامل مع النيابة العامة والمحاكم المختصة.
وتمضى جهود رجال الشرطة فى الارتقاء بمستوى الخدمات الأمنية التى تتصل بسير الحياة اليومية للمواطنين واعتبار ذلك محورًا أساسيًا فى سياسات الوزارة وهو ما تترجمه الخدمات الأمنية التى تم ميكنتها وإتاحتها للمواطنين سواء عبر المواقع الرسمية للوزارة وتطبيق الهواتف المحمولة أو بالمواقع التى تقدم هذه الخدمات ويجرى حاليًا استكمال تلك الجهود بما يحقق التيسير فى أداء الخدمة الأمنية وتحقيق الجودة والإتقان فى معدلات تقديمها.
وانطلاقا من دور مصر المحورى على المستويين الإقليمى والدولى استقبلت المعاهد الشرطية العديد من الكوادر الأمنية من الدول العربية والأفريقية للتدريب على مختلف المجالات الأمنية فضلًا عن تنظيم الدورات التدريبية التخصصية فى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية وقيادة الوحدات الشرطية المشاركة ببعثات حفظ السلام بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
إن ما حققته وزارة الداخلية من نجاحات رصدتها الأرقام والدلائل والإحصائيات كانت وبحق تتويجًا لجهود مضنية حرصت فيها الوزارة على الارتقاء بمعدلات الأداء ومواصلة تطوير كفاءة العنصر البشرى من خلال انتهاج منظومة تدريبية متميزة وتعاون وتنسيق مع قواتنا المسلحة فى مواجهة الإرهاب البغيض وحماية الجبهة الداخلية.
الجمع الكريم: فى تلك المناسبة الوطنية التى يحفظها التاريخ للشرطة المصرية أبعث برسالة تقدير وعرفان لكل رجال الشرطة على امتداد مواقع العمل الأمنى فى كافة إرجاء البلاد وهم يواصلون الجهد والعطاء والتضحية لأداء رسالتهم العظيمة فى الحفاظ على أمن واستقرار الوطن.. كما أتوجه بتحية تقدير إلى قواتنا المسلحة الباسلة التى تجسد فى تلاحمها مع وزارة الداخلية أصدق علاقات التكامل والترابط الوثيق بين الأمن بجناحيه الداخلى والخارجى.
وكل الوفاء والتوقير لشهدائنا الأبرار فى معارك النضال الوطنى وفى ملاحم العمل الأمنى داعين المولى عز وجل أن يكون أداؤنا وجهدنا متصلًا بعطائهم وتضحياتهم الغالية.
السيد رئيس الجمهورية: لقد كان تكليف سيادتكم بأن يكون أمن مصر فى قلب العمل الوطنى وفى مقدمة أولوياته وانطلقت الخطط الأمنية فى تنفيذ ذلك بكل دقة وإتقان ليظهر وجه مصر الحضارى وصورتها الحقيقية للعالم بأسره كمنارة تجتمع فيها الشعوب عبر مؤتمرات ومنتديات إقليمية ودولية لمناقشة طموحات ورؤى تحقيق التنمية والأمن والسلام.
ولسوف يسطر التاريخ لكم سيادة الرئيس.. قيادتكم للوطن فى مرحلة من أدق مراحل التحديات الكبرى والمصيرية والتى أعليتم فيها السيادة الوطنية فوق كل اعتبار ومواجهة المخاطر الجسام بكل عزم وإصرار أثبتم أن مصر شامخة بأبنائها قوية بمبادئها لا تنال منها مؤامرات الغادرين مهما بلغت وأحقاد الطامعين مهما تعاظمت حفظ الله مصرنا الحبيبة بكم وحفظكم سيادة الرئيس لمصر قائدًا راعيًا للتنمية والاستقرار سندًا للحق والعدل.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.