رئيس التحرير
عصام كامل

القبض على عزيز عيد بسبب زواجه من "بطاطا"

فاطمة رشدى
فاطمة رشدى

سطع نجمها وهى لم تتجاوز الخامسة عشرة وبدأت  حياتها الفنية فى كورس الغناء فى فرقة الموسيقار سيد درويش عام 1921 وأشهر ماغنت له (طلعت ياما احلى نورها شمس الشموسة)،  التقت بعد ذلك فاطمة رشدى بالمؤلف المسرحى عزيز عيد فى أحد ملاهى روض الفرج حيث كانت تغنى مع شقيقتاها رتيبة وإنصاف رشدى اسكتشات غنائية، ثم كان اللقاء فى قهوة الفن ملتقى الفنانين ليعلن عزيز عيد تبنيه لها فنيا.

وقدم سيد درويش فاطمة رشدى إلى الفنان نجيب الريحانى ليسند لها دورا ثانويا فى مسرحيته (كشكش بيه عمدة كفر البلاص "  بدأ عزيز عيد تعليمها القراءة والكتابة وفن الأداء والتمثيل وبدأ تقديمها كنجمة مسرحية، حتى أن الكاتب محمد التابعى أطلق عليها اسم "سارة برنار الشرق" ، وتزوجها عزيز عيد وهى فى الخامسة عشر وكان مسيحيا فأسلم من أجلها وكان يناديها باسمى "بطاطا "، زبدة "، إلا أن غيرة زملائها أدت الى ابلاغ النيابة وقبض على عزيز عيد بتهمة الزواج من قاصر، وتدخلت بعض الشخصيات الكبرى لإنهاء الامر والإفراج عنه .

وتعرفت فاطمة رشدى على رجل مال من أصل يهودى صاحب أحد البنوك الامريكية كان يحب عزيزة أمير من قبل ، وعرض عليها إنشاء فرقة باسمها، إلا ان عزيز عيد لم يقبل ودب الخلاف فهجرت مسرح رمسيس ومسرحيات عزيز عيد وتم الطلاق ، وكتب الصحفى مصطفى امين فى مجلة الفن يقول (إنها احبت في عزيز الرجل الأب وليس العاشق ) .

وقدمت أولى تجاربها السينمائية مع بدر لاما عام 1928 فى فيلم "فاجعة فوق الهرم " وفشل فشلا ذريعا وهاجمتها الصحافة . قامت بتأليف وإنتاج واخراج وتمثيل فيلم "الزواج " مع محمود المليجى فى أول دور له فى السينما ونجح نجاحا كبيرا.

وتم عرضه بسينما الكوزموجراف ، كما أصدرت جريدة سينمائية لنشر أخبار الفن والفنانين وفى هذا تقول فاطمة رشدى سبقت ستديو مصر فى خدمة السينما.

اكتشفها المخرج الايطالى الفيزى نورفانيللى فقدم لها فيلمان الهارب وثمن السعادة . تعرفت على المخرج كمال سليم فقدم لها فيلم العزيمة من إنتاج شركة مصر للتمثيل والسينما الذى يمتلكها طلعت حرب بسبب تحمسه لها وتقاضت عنه 160 جنيها، ثم تزوجت من كمال سليم .

وعادت إلى المسرح بتكوين فرقة مسرحية باسمها وفيها اكتشفت المطرب الملحن محمد فوزى الذى جاء من طنطا من أجل التلحين والغناء وكان يلقى المونولوجات أيضا، وقدمت مسرحيات غادة الكاميليا ، النسر الصغير ، القناع الازرق ، الذباب ، العواصف ، قصر الشوق ، زقاق المدق، وفى الستينات اعتزلت فاطمة رشدى الأضواء وأصابها المرض وكانت من سكان مدينة السويس ولم تتمكن من متابعة الأطباء لها لبعدها عن العاصمة.

أشرف زكي: خالد النبوي يعالج على نفقته الخاصة | فيديو

وحضرت الى القاهرة وسكنت فندقا شعبيا فقيرا فى حى الظاهر ، وتدهورت أحوالها المادية بسبب المرض ، فأرسل الفنان فريد شوقى طلبا إلى السادات يطلب معاشا وشقة فى القاهرة لفاطمة رشدى ، وتم تخصيص معاش استثنائى وشقة لها فى عمارات شامبليون إلا أن القدر كان سباقا فماتت بعد شهرين من تسلم الشقة وحيدة فقيرة مريضة.

الجريدة الرسمية