القبطان أحمد خليفة عبد العزيز يكتب: لماذا السلامة والصحة المهنية؟
تتميز السلامة والصحة المهنية بكونها ذلك المجال من العلوم الذي يتناول كيفية الحفاظ على الإنسان في العمل من الإصابة نتيجة الحوادث أو الأمراض الناتجة عن بيئة العمل.
وتسعى لتحقيق ذلك من خلال العمل على توفير بيئات عمل آمنة و خالية من كل ما يمكنه أن يتسبب في تلك الإصابات أو الحوادث من خلال اتباع قواعد وأساسيات دراسات ذلك العلم واتباع المقاييس والمعايير الدولية عند إنشاء أى مبنى سواء هذا المبنى إدارى أو تصنيعى أو إنشائى وتوفير سبل السلامة لهذا المنشأ وتوفير البيئة الصالحة للعاملين بهذا المنشأ وأيضا توفير المعدات والالات المناسبه لطبيعه العمل وكيفيه الحفاظ على المعايير الخاصة لكل معدة
وتساهم السلامة والصحة المهنية ليس فقط في حماية الأفراد العاملين بل تساهم كذلك حماية المنشآت والمعدات وغيرها من أسباب المخاطر التي تسبب الخسائر الفادحة لأصحاب الأعمال.
كما تساهم السلامة والصحة المهنية في تشجيع العاملين على العمل و تحفيزهم من خلال معرفتهم بأنهم يعملون ضمن بيئة عمل محكمة و مصممة بطريقة فنية قياسية.
وتؤثر تلك الروح الإيجابية في زيادة الرغبة في العمل لديهم بالإضافة لغرس روح الانتماء لمكان العمل الذي تتوفر لهم من خلاله سبل الحماية والسلامة فلا أحد يرغب بالعمل في بيئة عمل خطرة وتهتم أغلب المؤسسات في الوقت الراهن بتطبيق المعايير الفنية في بيئات العمل المختلفة، وذلك وفقا لنظرية مضمونها أنه كلما توفرت بيئة العمل الآمنة والخالية من المخاطر تقل معدلات الإصابة و فقدان العمال والذي يمثل خسارة اقتصادية للمؤسسات ينتج عنها بالإضافة لخسارة العامل المدرب يضاف إليها كذلك تكلفة تدريب و توظيف عامل جديد مع ما يستغرقه ذلك من وقت للتدريب و الاختبار وكل ذلك تتحمله الشركة كجزء من الخسارة و التي يضاف إليها تعويضات الحوادث التي تضطر الشركات لسدادها للعامل المتضرر.
وبالرغم من اتباع المقاييس الفنية إلا أن الحذر لا يمنع من وقوع القدر، ولكي تنخفض نسب وقوع المخاطر ويمكن التحكم بها عند وقوعها في حال وجود منظومة متكاملة من الوقاية والحماية مطبقة ومنفذة بالفعل في بيئة العمل.
ومن بين أهم الإجراءات الواجب اتباعها عند وقوع حوادث هو إجراء بحث وتحليل للحوادث للوقوف على مسبباتها والعمل على اتخاذ التدابير الوقائية منها في المستقبل فلكل حادث سبب و نتيجة و شخص يكون مسؤول عن وقوع تلك المشكلة.
ويساعد التحقيق في تحديد كافة تلك الجوانب الثلاثة، وعادة ما يقوم مسؤول الصحة والسلامة المهنية في المؤسسة بمعاينة الحادث، وتقوم العديد من المؤسسات الكبيرة في الوقت الراهن بتعيين إدارة كاملة للتفتيش والرقابة الدائمة على تنفيذ معايير السلامة في بيئة العمل.
هذا بالإضافة للجهات الحكومية التي تهدف و تراقب تنفيذ تلك الإجراءات و تقوم بعمل حملات دورية للتفتيش و كشف المخالفات حال وجودها و تقوم بفرض غرامات وتوقيع عقوبات أحيانا على المؤسسات حال وجود أي من تلك المخالفات وبما يحدده القانون في تلك الحالة تعتبر السلامة من الضروريات التي لا غنى عنها في بيئة العمل.