فاشلون بتقدير امتياز
عندما يكون الفشل مهنة فلا داعي للحديث عن مبرراته.. فالمؤسسة الفاشلة مثل رئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء لا يمكن أن ترى نفسها فاشلة خاصة إذا كانت تنتمي إلى جماعة لا عهد ووعد لها ولا تنظر إلا لنفسها فقط.. فعندما يتأكد بما لا يدع مجالا للشك من خلال أحكام قضائية نهائية أن هذه المؤسسات تدير البلاد إلى حافة الهواية ويخرج علينا مسئولوها ليؤكدوا بتصريحاتهم ومبرراتهم بأنهم فاشلون بدرجة امتياز.. هنا يمكن القول بأننا نعيش في زمن كل شيء فيه مقلوب.. فالتميز في الفشل لم يقتصر على القيادة السياسية الحاكمة ولكن وصل إلى كل القطاعات..
ففي قطاع الرياضة وجدنا رئيس اللجنة الأوليمبية يتحول إلى مدافع عن الأندية، رغم أنه منتخب من الاتحادات الرياضية.. ووجدنا وزير الرياضة يصدر لائحة جديدة للأندية عشوائية لا أحد يعلم ما هدفها وأسباب توقيتها.. ووجدنا عددا من الأندية الفاشلة المعرضة للهبوط تعقد اجتماعات لكي تلجأ إلى الاتحاد الدولي لإلغاء الهبوط، بل والأغرب من ذلك هو تأييد عدد من أعضاء اتحاد الكرة لهؤلاء الفشلة.
فأعضاء اتحاد الكرة الفاشلون يحاولون إمساك العصا من المنتصف دائما.. فهم يعلنون في وسائل الإعلام رفضهم لإلغاء الهبوط وفي نفس الوقت يساندون سرا الأندية فى الشكوى للفيفا.. إذًن.. نحن أمام فاشلين بدرجة امتياز..!!.
> شقيقي الأصغر الذي، كان وربما مازال، ينتمي إلى الإخوان أرسل لزوجتي رسالة على الموبايل يقول فيها: "الحقوا بيعوا شقتكم اللي على البحر في الوراق علشان هتبقى بعد كده على الصحراوي بسبب سد النهضة".. هذه النكتة ربما تصبح حقيقة لو أن من يقودون البلد استهانوا بالأزمة المائية التي يمكن أن تحدث في حالة عدم التعامل مع سد النهضة الإثيوبي.. فأكثر ما يؤلمني في هذا الموضوع هو أن تنظر لنا إثيوبيا بهذه النظرة التي بها استهانة خاصة وأنها أعلنت عن تحويل مجرى النهر الأزرق بعد 24 ساعة فقط من عودة الرئيس المصري من أديس أبابا.
> لو كنت رئيسا للجمهورية، لا قدر الله، ووجدت كل هذه الاتهامات الأخلاقية وكل هذه الاعتراضات القاسية والمؤلمة من الجميع لأحد الوزراء عقب تعيينه ولم آمر بالتحقيق فيها للتأكد منها فسأكون رئيسا إما مغيبا أو القرار ليس بيدي.. وفي كلتا الحالتين فأنا لا أصلح لقيادة نفسي..!! إذًا.. نحن أمام فاشلين بدرجة امتياز..!! .>
نقلا عن جريدة فيتو الأسبوعية