حكم رش الملح لإبطال الحسد والسحر
تعد مسألة السحر والحسد والإصابة بهما أحد أبرز الموضوعات التي تثير تساؤلات العديد من أطياف المجتمع، خاصة في المناطق الريفية والصعيد ومن الأسئلة التي تثار في هذا الشأن هو "حكم رش الملح لإبطال الحسد والسحر"؟.
ومن جانبه قال الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء: إن التعامل مع السحر برش الماء والملح في البيت، وغيرها من الأمور المجربة ليست حرامًا، ولكن القرآن أولى بإبطال السحر وطرد الشيطان.
وأوضح "عويضة" في فتوى له، أنه دائمًا ما يغفل المسلم عن ذكر الله وتلاوة القرآن في تلك الحوادث والظروف، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأشياء مثل رش الماء والملح ونحو ذلك، تسمى بالمجربة، وهناك كتب تحت عنوان المجربات، التي جربها العلماء، ووجدوها ناجحة ونافعة.
وأضاف أن هذه المُجربات هي عبارة عن إلهامات من الله سبحانه وتعالى، ولكنها ليست بديلًا عما لدينا من سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم - من قراءة المعوذتين، والبقرة وآل عمران واللتين ما تقرآن في بيت إلا وأذهب الله سبحانه وتعالى الشيطان منه، فضلًا عن آية الكرسي.
ونصح "مدير الفتوى"، بتشغيل هذه السور على الكمبيوتر بصورة دائمة في البيت، فلا يشترط قراءتها، منوهًا بأن كل هذا مطردة للشيطان، فعلى المسلم الاستعانة بكتاب الله و ذكر الله سبحانه وتعالى، أما عن الملح ونحو ذلك فهي أشياء مجربة وليست حرامًا ولا شرك ولكن عليه بقراءة القرآن وتكرار آية الكرسي دائمًا في البيت.
حكم إلقاء السلام عند دخول البيت ولا يوجد أحد به؟
روشتة شرعية للوقاية من السحر
ومن جانبه قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: إن الشخص الذي تم عمل سحر له، عليه ألا يجزع ولا يحزن ولا ييأس، وأن يكون على يقين بأنه لن يضره شيء إلا بإذن الله تعالى.
وأوضح "شلبي" في إجابته عن سؤال: "ما طريقة إبطال السحر والحسد عمومًا؟"، أن عليه أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى، فهو القائل في كتابه العزيز: «وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ» الآية 102 من سورة البقرة.
وأكد أنه على الإنسان أن يكون على يقين بأنه لن يضره أحد إلا بإذن الله تعالى وأنه جل وعلا له حكمة، فأقصى ما يمكن للإنس والجن أن يفعلوه هو تحقيق إرادة الله سبحانه وتعالى، فالأمور كلها بيد الله عز وجل، لذا عليه أن يلجأ إلى الله جل في علاه بالدعاء والأذكار وصلاة ركعتين في الليل بنية قضاء الحاجة، وليدعو فيهما الله تعالى بأن يبعد عنه الشيطان والنفوس الأمارة بالسوء، وحينها لن يضرك السحر في شيء، كما أن الرقية الشرعية مهمة جدًا في مثل هذه الحالات، وهذا لا يتطلب إحضار أحدهم للقيام بالرقية، ولكن يمكن الذهاب لمكتبة تبيع الكتب الدينية أو تحميل الرقية من الإنترنت وقراءتها مرتين يوميًا في الصباح والمساء.