قصة فتاة الشيخ زايد العارية.. خدمة في البيوت ومحاولة انتحار وملابس داخلية وراء المأساة
ما زالت فتاة الشيخ زايد التي ألقت بنفسها من الطابق الرابع بإحدى البنايات بالمدينة الراقية ترقد في المستشفى التخصصي، الأوجاع في الروح والشرخ العميق لم يصب الأطراف فقط، وإنما امتد إلى الكرامة، تلعن الذل والمسكنة والفقر الذي دفع أبوها إلى إجبارها على العمل خادمة في المنازل، فعاشت طفولة قاسية لم تهنأ فيها بفرشة ناعمة، ولم تأكل فيها لقمة شهية إلا على موائد الذئاب البشرية الذين يترصدون جسدها من أجل افتراس لحمها الرخيص.
تنظيف بيوت الشباب العرب
اعتادت أن تذهب إلى بيوت الشباب العرب للخدمة وتنظيف الشقق، بعد أن أتى بها أبوها من بلدهم الصغيرة بالفلاحين إلى القاهرة عندما ضربه الفقر وأنهكه الجوع وأسرته.
كانت الفتاة جميلة وعندما يجتمع الفقر والجمال في امرأة تصبح ملعونة وتعيش حياة تعيسة، لا تسلم فيها من العيون التي تلتهم جسدها وتريد أن تنهش شرفها بأنياب الشهوة المستعرة، وكلما ذهبت لتنظيف شقة أحدهم أو غسل ملابس لشاب مغترب، طاردتها الأيادي العابثة في محاولة للكشف عن سر عفتها، ما جعل الفتاة تصاب بحالة من الهلع والخوف دفعتها في إحدى المرات إلى محاولة الانتحار والتخلص من حياتها، بعد أن أصبحت إنسانة محطمة باليأس.
اليوم المشئوم.
كان يوم مشئوم من طلعته، عندما استيقظت من نومها شعرت بالجوع يصفق بكفيه على جدران معدتها فيصيبها بالالتهاب، نزلت تبحث عن أي أحد تغسل له ملابسه أو تنظف له شقته، حتى قادها حظها الأسود إلى شابين يحملان جنسية إحدى الدول العربية، استدرجاها وفي قلبهما مرض طمعا في جسدها الفائر وجمالها الطاغي، وعندما صعدا بها إلى شقتهما، واستعدا للقاء المحموم والظفر بفريستهما، شعرت الفتاة بأيديهما تمتد إلى صدرها وأيقونة فتنتها، فلم تدر بنفسها في بادئ الأمر واستسلمت إلى نداء الطبيعة، حتى جردها الشابان من ملابسها.. تفيق من حالتها النفسية عندما رأت جسدها عريا.
وبينما هي كذلك، وعندما بدت لها سوءتها، طفقت تستر نفسها بيد وتدفع باليد الأخرى الذئبين اللذين يستعدان لنهشها وكأن مرضها النفسي ونوبات الهلع التي كانت تنتابها فتدفعها إلى الانتحار قد زالت وشفيت، ولم تعد تملك في معركة الحياة شيئا سوى الدفاع عن شرفها وصون عرضها.
لم يكن شرف الفتاة أهون عليها من الفقر، فما زالت تملك فطرة سوية وتربية فيها من الدين ما يمنعها من أن تزل قدمها إلى وحل الرذيلة، فتوسلت إلى الشابين أن يتركاها في حال سبيلها، لكنهما رفضا وأصرا على مواقعتها بالإكراه، فارتفع الصوت ونشب الشجار وتعالت الصيحات، ولأنهما معروفان لدى السكان بسلوكهما الفاحش، فقد ضج الناس منهما وقاموا بطرق باب الشقة عليهما بقسوة، وهنا ظنت الفتاة أنها الشرطة قد جاءت لإلقاء القبض عليها، ففكرت في قدرها المشؤم، هل يجتمع الفقر والفضيحة على إنسانة مثلي لم يحك الطعام جوفها منذ يوم وليلة؟ الموت أرحم الف مرة.
أم طفلة مدينة نصر المقتولة على يد والدها تطالب بإعدامه
لم تجد أمامها سوى شرفة الشباك ملجأ وعاصما من الفضيحة، فأسرعت بالقفز من الطابق الرابع وهي عارية من ملابسها، وفي أجزاء من الثانية تفصل بين السماء والأرض بينما جسدها يترنح في الهواء، لعلها تمنت الموت وألا تعود إلى هذه الحياة مرة أخرى، لكي لا تذوق المهانة والمذلة، لكن الموت كان أقسى من أن يستجيب لها، واكتفى بتكسير عظامها وإصابتها بشبه ارتجاج في المخ، فيما فر الذئبان هاربين، وتركاها غارقة في دمائها.
وتمكنت مباحث قسم شرطة ثان الشيخ زايد، برئاسة الرائد أحمد ممدوح، من ضبط الشابين، واستجوب رجال المباحث، والدة الفتاة، التي أكدت أن ابنتها تعاني من حالة نفسية سيئة بسبب خدمتها في البيوت، وإجبارها على ترك الدراسة، وأثبتت التحريات أن الشابين أسرعا بالفرار بسيارة ملاكي ملكهما، وكان بصحبتهما فتاة أخرى، وقالت لهم: هاتسيبوا البنت غرقانة في دمها؟، فأجاباها: أيوه بسرعة قبل ما البوليس يجي.
ولأن القانون لا يأخذ الرجال بالرذيلة، فقد أخلت النيابة سبيل الشابين وتحفظت على الضحية التي ما زالت راقدة في المستشفى تحاول أن تلملم كسرة نفسها وتضمد جروح قلبها.