كيف يمكن أن يكون الإسلام خاتم الأديان وكونه دين جميع الأنبياء
عقيدة واحدة من البشر أرادها الله من البشر من لدن آدم عليه السلام إلى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ومجمل تلك العقيدة هو لا إله إلا الله، وأن هذا الإله العظيم هو الخالق وأرسل إليهم الرسل منهم، فينبغى على الناس حينئذ أن تصدق الرسل وتتبعهم، وأن يؤمنوا بما يخبرونه من أمر الله تعالى.
يقول الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق: قال تعالى :"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ "الانبياء 25 ،
وقال تعالى :"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ" إبراهيم 4 ، وأخبر سبحانه أن توحيد الإله بالعبادة هو أساس رسالة جميع الرسل قال تعالى “اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ" المؤمنون 32 .
وعلى هذا الأمر بعبادة الله وحده هو أساس عقيدة الإسلام، ويصح أن يكون هو دين جميع الأنبياء من ناحية العقيدة، قال سبحانه وتعالى: "إن الدين عند الله الإسلام " آل عمران 19، وقال تعالى: "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه" آل عمران 85
هنا أراد الله أن يكون الدين الإسلامي هو الدين الخاتم شريعة، كما كان هو الدين الوحيد عقيدة، بالإضافة إلى اشتراك الدين الإسلامي في أصول العبادات والأوامر والنواهي مع جميع الشرائع السابقة له، فكل الكبائر التي حرمها الله في الأديان السابقة حرمها في الإسلام، كالكذب وقتل النفس والزنا وغيرها.
وكذلك أصول الشرائع والعبادات التي أمر بها في الأديان السابقة كالصلاة والزكاة أمر بها في الإسلام، أما الذي يختلف هو تفاصيل هذه الصلوات ومقادير تلك الزكاة تبعا لاختلاف الناس.
وعليه فإن الإسلام هو الدين الذي اجتمعت فيه عقيدة الإسلام و شريعته وأصول جميع الشرائع السابقة، ولذلك خاطب الله هذه الأمة بأنه أكمل لها الدين وأتم عليها النعمة ورضي لها الإسلام دينا، مما يدل على أن دين الإسلام هو دين هذه الأمة كما أنه هو دين الأنبياء والرسل أجمعين عليهم الصلاة والسلام.
"لقاء الأديان السماوية" معرض مؤقت بمتحف الإسكندرية القومي | صور
قال تعالى في سورة الشورى " شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ" . وقال سبحانه (وأمرت أن أكون من المسلمين) يونس 72.