رئيس التحرير
عصام كامل

الدكتور حسن كمال الخبير الاقتصادي ": أتوقع ارتفاع الدولار إلى 8 جنيهات في حال عدم حصول مصر على قرض الصندوق

فيتو

  • سعر الدولار لن يستقر إلا بالاستقرار السياسى فى مصر .
  • جزء كبير من ارتفاع سعر الدولار يرجع للشائعات.
  • انتظروا زيادة رهيبة لأسعار السلع فى رمضان.
  • طرح المركزى لعطاءات للبنوك المحلية ليس حلا جذريا لمنع السوق السوداء.
  • إذا لم يتم وقف استيراد سلع معينة قبل رمضان سنفاجأ بارتفاع لا مثيل له فى سعر الدولار.
  • 30 يونيو الجارى معركة فاصلة وستؤثر على سعر العملة الأجنبية .

مع الارتفاع المستمر لسعر الدولار والعلاقة الطردية التى باتت راسخة فى الأذهان بين حكم الإخوان وامتلاكهم لـ7%من شركات الصرافة وتلك الزيادة المفرطة فى سعر العملة الأجنبية كان لا بد لنا أن نستعرض الوضع الاقتصادى ونوسع الرؤية لرصد وضع الدولار خلال المرحلة القادمة.
د. حسن كمال، الخبير الاقتصادى، أكد أن العلاقة الطردية التى شهدها سعر الدولار منذ بداية تولى الإخوان السلطة هى علاقة سياسية بحتة وليست اقتصادية لأن مصر كانت من أكثر الدول فى العالم التى تحصل على مساعدات اقتصادية دولية.
وبعد قيام الثورة انقسمت الدول إلى قسمين: دول رافضة لتك الثورة التى حدثت وغيرت معها الكثير من العلاقات مع مصر، ودول رافضة للإخوان وحكمهم، وفى الحالتين كان لهذا أثر سلبى على ما تحصل عليه مصر من مساعدات.
وحول وضع الدولار فى مصر كان هذا الحوار: 

◄ جرت العادة أنه مع زيادة سعر الدولار فى مصر لا تستطيع أية إجراءات اقتصادية أو مالية خفض سعره مرة أخرى ما السبب فى رأيك؟
- السبب فى ذلك هو سوء التصرف الحكومى تجاه الموقف، ففى تلك الحالة لا بد أن يكون هناك اقتصاد قوى وهو ما يعنى أن تقوم الحكومة بزيادة السعر عن طريق ضخ الدولار بالسوق فتبدأ السوق تهدأ نسبيا، ثانيا تحقيق الاستقرار السياسى لزيادة نسبة الاستثمارات، وبالتالى يمكن ضخ دولارات أكثر فى السوق المصرية.

◄ متى يستقر سعر الدولار ويتوقف صعوده المتواصل منذ نحو عام تقريبا؟
- لن يستقر سعر الدولار إلا بالاستقرار السياسى وعندما يحدث سوف يسعى رجال الأعمال والمستثمرون الدوليون للاستثمار فى مصر، وسيحتاجون بالتالى للعملة المصرية أو الجنيه المصرى، وبالتالى تتوقف الزيادة المفرطة للدولار لأن الناس ستبيع الدولار لشراء الجنيه، الحل الآخر هو أن نجعل عائداتنا بالجنيه المصرى كأن يتم دفع عائدات قناة السويس لمصر بالجنيه، وليس بالدولار بمعنى أن تدفع الدول الأوربية بالمصرى، إلا أن هذا سيحتاج لبورصة عالمية واتفاقيات دولية ولن نستطيع الوصول إلى هذا بالسرعة المطلوبة وبالتالى يصبح هذا الحل من الحلول طويلة الأمد.

◄ رئيس الوزراء الحالى ليس شخصية اقتصادية، ما علاقة ذلك بارتفاع سعر الدولار؟
- ليس بالضرورى أن يكون رئيس الوزراء اقتصاديا، فهناك العديد من رؤساء وزراء الدول الأوربية ليسوا اقتصاديين على سبيل المثال جيمس كاميرون فى إنجلترا وورولاند بفرنسا وحتى الرئيس الأمريكى أوباما ليس اقتصاديا، المشكلة لدينا أن رئيس الوزراء المصرى أفقد الناس الثقة بقراراته غير المسئولة، والتى أعاقت خطوات الحكومة نحو التطور الاقتصادى.

◄ نسمع بين الحين والآخر عن تراجع سعر الدولار ثم نفاجأ بأن هذا الحديث ليس سوى دعاية يروجها النظام دون أن يكون لها وجود على أرض الواقع.. ما رأيك؟

- جزء كبير من ارتفاع سعر الدولار يرجع للشائعات، فأحيانا تروج الحكومات إشاعة مضادة لكى تهدئ الطلب عليه وهو أسلوب معروف منذ قديم الأزل. 

◄ إجراء طرح المركزى لعطاءات للبنوك المحلية بين الحين والآخر هل تراه حلا لمنع تلاعب السوق السوداء بأسعار الدولار؟
- هو بالفعل حل، ولكنه ليس حلا جذريا فهو يقلل من صعود سعر الدولار والتلاعب إلى حد ما لذا يمكن اعتباره وسيلة من الوسائل وليس حلا. 

◄ مع تزايد إقبال المستوردين على استيراد السلع من الخارج بمناسبة شهر رمضان هل تتوقع حدوث زيادة كبيرة فى سعر الدولار خلال تلك الأيام المقبلة؟

- بالطبع سيحدث إقبال أكثر على الدولار وكانت الحكومة قد أكدت من قبل أنه سيتم وقف استيراد سلع معينة للحد من سعر الدولار خلال رمضان المقبل ومن هذه السلع الياميش المستورد وفوانيس رمضان التى نستوردها من الصين، وإذا لم تنفذ الحكومة وعودها سنفاجأ بارتفاع لا مثيل له فى سعر الدولار. 

◄ هل تؤيد مطلب صندوق النقد الدولى بتحرير سعر الجنيه؟
الجنيه من المفترض أن يتم تحريره منذ عهد النظام السابق وبالتحديد فى بداية الألفية الجديدة وتم وقتها بالفعل تعويم الجنيه، ولكن أحيانا ما تتدخل الحكومات بشكل غير مباشر بغرض إنقاذه كما فعل المجلس العسكرى بحيث كان يضخ مليار دولار شهريا بحجة إنقاذ الجنيه، ولكنة أثر بشكل سلبى وقضى على الاحتياطى النقدى. 

◄ فى تقرير لمؤسسة (إيكونوميست انتليجنتس يونت البريطانية أن الجنيه يواصل تراجعه، وأن سعر الدولار سيصل بنهاية العام الحالى وبداية العام القادم إلى 7.24 مشيرا إلى أن استقرار الوضع السياسى وتحسن الأداء الاقتصادى الكلى من شأنه أن يدعم العملة المحلية خلال الفترة من 2015 وحتى2017 ما مدى صحة ذلك؟

- أتوقع ذلك وبشدة لأن الاستقرار والاستثمار سيعملان على إيجاد حالة من الهدوء السياسى والاستقرار الاقتصادى وبالتالى سيهبط سعر الدولار. 

◄ هل تنجح مساعى الحكومة فى مصر فى الوصول بالاحتياطى النقدى إلى 16 مليار دولار بنهاية يونيو المقبل بعدما وصل إلى 4.13 مليار دولار بنهاية مارس الماضى؟

- هذا الاحتمال وارد وبشدة ولكن بشرط أن يمر يوم 30 يونيو الجارى بأمان لأنه من المتوقع أن تحدث تداعيات شديدة للموقف السياسى بحلول هذا اليوم. 

◄ كيف يؤثر ارتفاع سعر الدولار على المواطن البسيط؟
- نظرا لكوننا دولة غير منتجة تقوم باستيراد معظم السلع الأساسية من الخارج مثل القمح والبنزين والقطن وغيرها، سيظل المواطن البسيط يشعر بالغلاء فى حالة ارتفاع سعر الدولار ولن نتخلص من تلك الأزمة إلا بقيامنا بإنتاج احتياجاتنا وتوفيرها داخليا.

◄ وكيف تحافظ الحكومة على قيمة الجنيه؟
- باستتباب الأمن وتحقيق الاستقرار السياسى وضخ دولارات فى السوق وعمل التشريعات اللازمة لطمأنة المستثمرين لوضع استثماراتهم فى مصر .

◄ فى حالة رفض صندوق النقد الدولى قرض مصر، هل نتوقع تخطى الدولار حاجز الـ8 جنيهات فى السوق السوداء؟
- بالطبع لأنه فى تلك الحالة، وأقصد بها رفض صندوق النقد منح مصر القرض، سيهرب المستثمرون باستثماراتهم إلى دول أخرى نظرا للسمعة السيئة التى ستوصم بها مصر، وسيؤثر ذلك على الاقتصاد ويؤثر بالسلب على أوضاع الناس، وبالتالى سيهرولون لشراء الدولار، وبالتالى سيزداد سعره، أما إذا وافق الصندوق على إقراضنا سيستقر الجنيه نسبيا وفى المقابل يهبط سعر الدولار.

◄ هل يمكن للدولة أن تستفيد من ارتفاع سعر الدولار؟
- نعم، هناك بعض الدول مثل اليابان والصين ترخص من عملتها لكى تكون ميزتها التنافسية عالية بمعنى أنها تدخل فى منافسة مع أكثر من دولة فى صناعات متعددة، فلو استطعنا النجاح فى صناعات معينة ونافسنا بعض الدول بها يمكننا التغلب على الوضع رغم ارتفاع سع الدولار. 

◄ لماذا يتربع الدولار الأمريكى على عرش العملات الدولية لما يزيد عن نصف قرن؟
- لأن أمريكا دولة عظمى واقتصادها أعلى اقتصاد فى العالم ولأنها دولة لديها نفوذ سياسى ضخم فتظهر هيمنتها على سوق المال. 

سيرة ذاتية 
- د. حسن كمال خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1995 .
- حاصل على الدكتوراه فى إدارة الأعمال من نفس الجامعة. 
- عمل مستشارا لإدارة الأعمال والتسويق لمدة عامين. 
- تقلد منصب مدير القروض الشخصية بأحد البنوك الكبرى. 
- حاليا يشغل منصب المدير العام لإحدى شركات التسويق والإعلام.
الجريدة الرسمية