120 عملا فنيا و100 جنيه معاش استثنائى لـ"مدبولى" باب الحديد
أسلوبه فى التمثيل من العلامات البارزة فى السينما المصرية ، هو عجوز المسرح العربى وصاحب الصوت المعبر المتميز ، هو مدبولى فى "باب الحديد "وحارس القبور فى سكة السلامة والشيخ الفاشل المنافق، والشيخ الطيب فى "حسن ونعيمة ".. إنه الفنان حسن البارودى ، وحول حياته واعماله الفنية يتحدث ابنه اشرف فى حديث قديم نشرته مجلة نص الدنيا عام 2000 فقال :
هو من مواليد21 يناير عام 1894 ،تعلم فى مدرسة الامريكان والده كان يعمل مترجما ، كان يهوى المسرح ويصطحبه والده اليه يوم الاجازة فكان يحب تقليد الممثلين . حين كان عمره 24 عاما لم يقبل يوسف وهبى تعيينه ممثلا فى الفرقة لكنه عينه فى وظيفة ملقن الفرقة فكان مكانه تحت كمبوشة التلقين يلقن الممثلين ، وكان حزينا من الوظيفة لدرجة انه كان يصف نفسه بالطائر المحبوس بعيدا عن حبيبته خشبة المسرح ، وحين تغيب الفنان استيفان روستى عن مسرحية غادة الكاميليا حل محله ونجح لحفظه الدور واصبح احد نجوم فرقة رمسيس .
انفصل عن فرقة رمسيس وانضم الى فرقة عزيز عيد ثم كون فرقة مع الفنانة نجمة ابراهيم والمنوم المغناطيسى د. سعيد عبده .ثم انتقل بعدها الى المسرح القومى . كان المسرح يجرى فى دمه فهو فنان مسرحى فى المقام الاول حتى انه وهو على فراش الموت كان يهذى بالفاظ مسرحية مثل اغلقوا الستار ، ارفعوا الستار .
من الشخصيات التى اثرت فى حسن البارودى الزعيم سعد زغلول الذى قال عنه : صوتك مؤثر ومقنع ولهذا صمم والدى على الاستمرار فى مجال التمثيل ، وكذلك المخرج زكى طليمات من اكثر المسرحيين تاثيرا عليه ، اما على المستوى الشخصى فقد كانت له صداقة قوية مع الفنان حسين رياض وكان له مكانة خاصة فى قلبه وبكاه بشدة حين رحل ، وكذلك الفنان عبد الوارث عسر اما الكاتب سعد الدين وهبة فقد كان من اقرب الاصدقاء الى والدى وكان يثق فيه ثقة مطلقة لدرجة ان 90% من مسرحياته على المسرح القومى شارك فى تمثيلها حسن البارودى .
استعان به مخرجين السينما فى عدة ادوار متميزة فبرع فى دور البخيل فى فيلم "درب المهابيل " ورئيس عصابة نشل من الاطفال فى جعلونى مجرما ، كما كانت آخر افلامه دوره فى فيلم العصفور مع يوسف شاهين ،كماقام بالتمثيل فى فيلمين اجنبيين احدهما بعنوان القاهرة وهو فيلم انجليزى وفيلم “الخرطوم “ وفيلم بعنوان “ثلاث قصص مصرية .
ومنحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام العلوم والفنون من الطبقة الاولى عام 1963 عن جملة اعماله المسرحية والسينمائية والتليفزيونية التى وصلت الى 120 عملا . كما حصل على وسام الاستحقاق من تونس
70 عملا فنيا في معرض "ألوان خطية" بمركز طلعت حرب الثقافي
كانت صدمة ابى الكبرى حين احيل الى المعاش ثم حاولوا تكريمه فطلب من المسئولين ان يكون تكريمه بتركه فى العمل بدلا من احالته الى المعاش وكان يرفض تماما مبدأ الدولة تكريم الفنان بعد ان يموت ، والجميل ان الرئيس الساداتخصص له معاشا استثنائيا قدره 100جنيه ليضمن له حياة كريمة ليرحل فى يناير عام 1974 .