المفتي يستقبل وفد "واعظات ليبيا".. ويحذر من خطر الأفكار المتطرفة
استقبل فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، ظهر اليوم الإثنين، وفد الواعظات الليبيات، وذلك بعد انتهاء فترة تدريبهن في الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، وتطلعهن إلى التعرف على تجربة دار الإفتاء في مواجهة التطرف والإرهاب وفوضى الفتاوي.
وأكد مفتي الجمهورية خلال اللقاء على عمق العلاقات المصرية-الليبية، وأهمية التعاون الدائم بين البلدين على كافة الأصعدة والمجالات، كما استعرض جهود إدارات الدار ومراكزها البحثية ومنهجيتها في إصدار الفتاوي، مشيرًا إلى أهمية توعية الناس بخطر الأفكار المتطرفة وضرورة نشر المنهج الوسطي في ليبيا، مبديًا استعداد الدار الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم الشرعي والعلمي والتعاون مع الجمهورية العربية الليبية الشقيقة في مجال الإفتاء وتدريب المفتين على مهارات الإفتاء.
مفتي الجمهورية يدين تفجير باكستان: الجماعات الإرهابية متعطشة للدماء
وأضاف فضيلة المفتي خلال لقائه بوفد الواعظات، أن المفتي يجب أن يكون قادرًا على قراءة النصوص الشرعية وفهمها وأن يكون قادرًا على إدراك الواقع وتنزيل النصوص عليه، وأن الشرائع السماوية كلها جاءت لحفظ المقاصد الشرعية ومراعاتها وإشاعتها حتى نتمكن من تصحيح صورة الإسلام، ومعالجة المستجدات والنوازل التي تتجدد في حركة الناس ويقتضيها الواقع على ساحة المجتمع، ولكون المقاصد ترسم ملامح النظام العام وتمثل حقوق الإنسان، وتكشف عن أهداف الشرع العليا وسمات الحضارة بما يجلب المصالح الحقيقية للخلق عامة، مشددًا على أهمية الرجوع لأهل الاختصاص في القضايا التي تحتاج إلى متخصصين عند تعرض المفتي لها مثل المسائل الاقتصادية والطبية.
كما تناول حديث فضيلته دور دار الإفتاء في مواجهة التطرف وإنشاءها مرصدًا خاصًّا لعلاج تلك الظاهرة تحت اسم "مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة" ويهدف إلى الوقوف على أسباب كافة الظواهر المتطرفة والشاذة ومد الباحثين فيها بالدراسات والأًرقام اللازمة، لافتًا إلى قيام المرصد بإصدار أكتر من 500 تقرير بحثي بالإضافة لإصدارات وكتب مطبوعة حول التطرف والإرهاب الفكري، كما تحدث عن إنشاء الدار الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عام 2015، لتصبح أول مؤسسة دينية عالمية تجمع تحت مظلتها كافة هيئات ودور الإفتاء في العالم وتتبنى الإسهام في تجديد الخطاب الديني ومعالجة فوضى الفتاوى في أرجاء العالم الإسلامي، كما تضع نصب أعينها تنفيذ استراتيجية واضحة على المسارات المتنوعة في الداخل والخارج، حيث يمثل حضور أمانة الإفتاء الآن واجب الوقت والفريضة الأولى على علماء الأمة ومؤسساتها الوسطية، سعيًا لرسم سياسات متعلقة بمعالجة فوضى الفتاوى والتصدي لموجات العنف والتطرف.
من جانبه أبدى وفد الواعظات الليبيات سعادته بمجهودات دار الإفتاء المصرية في مواجهة التطرف والإرهاب ومحاربة فوضى الفتاوى وإظهار صحيح الدين، كما أبدى الوفد تطلعه للاستفادة من تجربة وخبرات دار الإفتاء في مواجهة التطرف والإرهاب الذى يعيث في بلادهن فسادًا، وتطلعهن إلى التعاون مع دار الإفتاء المصرية.