برنامج عمل مكثف للسيسي في لندن.. الملف الاقتصادي يتصدر المباحثات
يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الإثنين، فى قمة "إفريقيا - بريطانيا للاستثمار" بالعاصمة البريطانية لندن، وذلك تلبية لدعوة رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون.
ومن المقرر، أن تبدأ فعاليات المؤتمر بالجلسة الافتتاحية بمشاركة رئيس الوزراء البريطانى والقادة الأفارقة يعقبها عدد من الجلسات الخاصة بموضوعات التمويل المستدام والبنية التحتية بمشاركة عدد من الرؤساء الأفارقة ورؤساء المؤسسات والهيئات الدولية الاقتصادية وممثلين من الحكومة البريطانية.
ويتم مناقشة فرص الاستثمار المشتركة وتبادل الخبرات وخطط تحفيز الشراكة فى مجال الاستثمار فى الفترة المقبلة.
ويعقب ذلك جلسة أخرى تحت عنوان "التجارة والاستثمار" لمناقشة اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية بمشاركة رؤساء الدول الإفريقية ورجال أعمال، وتتم مناقشة الاتفاقيات متعددة الأطراف وكيفية زيادة فرص التجارة والاستثمار عن طريق توسيع عملية الاندماج والتكامل الإقليمى فى كل أنحاء القارة.
وجلسة أخرى بعنوان "فرص النمو الإفريقى"، بمشاركة رؤساء الدول الأفارقة لاستعراض خطط الإصلاح والفرص التى يتم توفيرها لزيادة معدلات النمو، ويقوم عدد من رجال الأعمال ومن ممثلى الشركات متعددة الأطراف بمناقشة أفضل الطرق لجذب المزيد من الاستثمارات وتنمية الشراكة المتبادلة بين الطرفين، وسيقوم المشاركون بالإجابة عن أسئلة من الحضور.
ويناقش رؤساء الدول الإفريقية، طموحاتهم حول استخدام الطاقة النظيفة، بما فى ذلك الشراكات والسياسات التى ستساعدهم فى تنفيذ ذلك، كما يستعرضون آراءهم وخططهم للتحول إلى الطاقة النظيفة والجديدة.
ومن المقرر أن يتم على هامش القمة إقامة معرض لعدد من الشركات البريطانية والإفريقية فى العديد من المجالات خصوصا تكنولوجيا الإنسان الآلى والأقمار الصناعية والطاقة الجديدة والمتجددة ومواد البناء المستدامة.
ويشارك فى المعرض عدد من الهيئات والوكالات الخاصة بالاستثمار من الجانبين البريطانى والإفريقى، لبحث إمكانية عقد اتفاقيات تعاون وشراكة بين الطرفين فى ضوء عقد تلك القمة.
والقمة عبارة عن منصة تهدف إلى تسريع تدفقات الاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادي والازدهار المشترك بين الدول الإفريقية، ومن المقرر أن يركز الرئيس السيسي خلالها على مختلف الموضوعات التي تهم الدول الإفريقية، لا سيما فيما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج الدول النامية في الاقتصاد العالمي، على خلفية ما يوفره من فرص ومزايا تساهم في تحقيق النمو الاقتصادي.
وتملك مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي رؤية متكاملة للقارة الأفريقية من خلال إطلاق فرص الاستثمار التي تقدمها القارة الأفريقية في مختلف القطاعات، كما تعتبر مصر أن التكامل والتعاون الاقتصادي بين الدول الأفريقية عنصر حيوي لتحقيق أجندة التنمية الأفريقية 2063.
وتتمتع مصر بمقومات معلومة للجميع وفرص سانحة ودعم سياسي من قادة الدول الإفريقية وعلاقات قوية واتفاقيات تجارية واستثمارية وتجمعات اقتصادية قوية داخل القارة الإفريقية، ما يدعو المؤسسات الدولية والمستثمرين من أرجاء العالم لكي يساهموا في تنفيذ مشروعات مشتركة ويستفيدوا من قوة سكانية شابة وموارد متاحة وموقع جعل أفريقيا قلب العالم ونقطة الوصل بين قاراته.
وأكد الرئيس السيسي من قبل أن التنمية المستدامة تشكل ضرورة لشعوب إفريقيا، وستتحقق بمزيد من التعاون وحشد الجهود وتعزيز التجارة والاستثمار وتشجيع القطاع الخاص بالقارة، دون إغفال أهمية توافر إرادة سياسية صادقة تدعم وتساند كافة جهود الإصلاح وتستفيد من الإمكانات والمميزات التنافسية التي تمتلكها الدول الإفريقية وتؤهلها لأن تنمو بشكل مستدام، ولعل أهم هذه المزايا أنها قارة شابة يشكل الشباب النسبة الأكبر من سكانها، وهو ما يدعو إلى مواصلة الاستثمار في العنصر البشري "صحة وتعليم وبناء الكوادر والمهارات".
كما دعا الرئيس السيسي كافة شركاء إفريقيا للاستفادة من فرص الاستثمار الكبرى الموجودة في القارة، بالإضافة إلى تمويل مشروعات الربط القاري، لا سيما في مجالات الطرق والسكك الحديدية والربط الكهربائي والملاحي وتنمية الموانئ.
لقد عملت مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي مع أشقائها من الدول الإفريقية على ترجمة البرامج الإصلاحية إلى خطوات تنفيذية تحولها إلى واقع ملموس، حيث أنجزت إفريقيا في هذا الإطار خطوة تاريخية مهمة على طريق الاندماج الاقتصادي القاري تمثلت في دخول اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية حيز النفاذ، وإطلاق أدواتها التنفيذية خلال قمة الاتحاد الإفريقي الاستثنائية بالنيجر يوم 7 يوليو 2019.
وشهدت أيضا القارة إقرار خطوات استكمال تحرير التجارة والخدمات والانتهاء من قواعد المنافسة، وفض المنازعات وحماية الملكية الفكرية كركائز أساسية في فتح وضبط الأسواق؛ لتشجيع كافة المستثمرين من مختلف الدول للاستثمار في إفريقيا بهدف تحقيق المنفعة المشتركة.
لقد حرص الرئيس السيسي خلال رئاسته للاتحاد الإفريقي على دفع أطر التعاون الإفريقي إلى مجالات أوسع خاصة فيما يتعلق باتخاذ خطوات ملموسة لتنفيذ مشروعات ضخمة تساهم في ربط إفريقيا، بما يسهم في خلق بيئة مواتية وجاذبة الاستثمارات من شتى دول العالم، كما كانت توجيهات الرئيس للحكومة واضحة باتخاذ ما يلزم من إجراءات لتفعيل التعاون الاقتصادي بين مصر ودول القارة الإفريقية تجارة واستثمارا.
وأكد بيان السفارة البريطانية أن رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون سيجتمع مع الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل مناقشة التعاون الاقتصادي والسياسي المتنامي بين البلدين، وسيلتقي الرئيس خلال زيارته كذلك صاحب السمو الملكي دوق كامبريدج .