رئيس التحرير
عصام كامل

مصابو السرطان باليمن يشكون تدني مستوى العلاج وارتفاع تكاليفه

مصابو السرطان
مصابو السرطان

ينفق محمد الإبي (45 عامًا) ما لا يقل عن ربع مليون ريال يمني (1150 دولارا أمريكيا) شهريًا لعلاج والده المصاب بالسرطان الدماغي.

ويشكو محمد من ارتفاع أسعار العلاج من السرطان في اليمن، حيث يقول لمراسل الأناضول "إن أسعار العلاج من هذا المرض خاصة الكيماوي منه مرتفعة ويحدث أحيانًا أن تنعدم من السوق فيعيش المريض في حالة سيئة".


وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد الحالات التي تصاب بالسرطان في اليمن تصل إلى 22 ألف حالة جديدة سنويًا، 40% منهم يتمكنون من الشفاء، في حين 60% يلقون حتفهم، بما يقدر بـ 12 ألف شخص يموتون سنويًا، في ظل عدم وجود مراكز متعددة لعلاج هؤلاء المرضى، حيث يوجد مركز يتيم هو المركز الوطني للأورام، تم إنشاؤه عام 2005م، ويعاني من نقص كبير في أجهزة العلاج الكيماوي.

ويضطر المرضى إزاء هذا النقص في الأجهزة الانتظار لأشهر من أجل الحصول على جلسة للعلاج الكيماوي، غالبيتهم ممن ليس لديهم القدرة على توفير تكاليف علاج السرطان؛ وذلك للارتفاع الكبير في تكلفة العلاج وتدني مستوى دخل الفرد اليمني.

ويبلغ متوسط الإنفاق الشهري لمريض السرطان في اليمن نحو 100 ألف ريال يمني (350 دولارا أمريكيا) في حين تبلغ متوسط التكلفة الإجمالية لمعالجة مريض السرطان الواحد 350 ألف ريال (1750 دولارا أمريكيا).

وبحسب منيف محمد صالح، نائب مدير المركز الوطني للأورام في صنعاء، فإن المركز يواجه مشكلة كبيرة في تشخيص المرض والكشف المبكر ومعالجته، مشيرا إلى أن إمكانياته منذ الافتتاح وحتى الآن لم يتم رفعها أو تأهيل المقر بشكل جديد.

ولفت صالح إلى أن المعتمد لديهم 200 حالة شهريًا، بينما تصل حالات المرضى التي يستقبلها المركز شهريا في بعض الأحيان 400 حالة، وهو ما يضاعف من مستوى الوفيات في صفوف المرضى.

وانطلقت الجمعة الماضية في صنعاء الحملة الوطنية لدعم مرضى السرطان للعام 2013، والتي تنظمها المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، وتقدم خدماتها لأكثر من 10 آلاف مريض سنويًا، وتستمر الحملة حتى نهاية شهر رمضان المقبل، وتشمل معظم المحافظات اليمنية.

وعن الحملة، قال هائل سعيد رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبد الواسع لمراسل الأناضول "إنها تأتي هذا العام بنكهة الأمل والتفاؤل، حيث يشارك فيها كوكبة من المتعافين من المرض، وتتزامن مع الذكرى العاشرة لتدشين المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان".

من جهته، قال رجل الأعمال اليمني وعضو مجلس أمناء المؤسسة حسن الكبوس "إن هدف الحملة هو حشد الجهود الرسمية والشعبية لدعم مرضى السرطان ماديًا ومعنويًا، ولفت أنظار المجتمع إلى هذه الشريحة التي تحتاج إلى إسهامنا جميعًا، بمختلف مواقعنا وتخصصاتنا".

وبحسب أطباء "فإن ظهور أعراض المرض تأتي متأخرة، ويرتبط ظهورها بمعدل النمو الذي وصل إليه المرض، وهو ما يعقد الأمر أكثر".

وأرجع الأطباء ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في اليمن، إلى التدخين وتعاطي القات الذي يحتوي على مبيدات حشرية وعدم وجود رقابة حكومية في دخول هذه المبيدات التي تستخدم أيضًا في رش الخضروات من أجل النمو السريع.

وأشار أمين عام المؤسسة مالك على صبار إلى أن المرض إذا تم اكتشافه وتشخيصه في مرحلة مبكرة، تكون فرص علاجه مرتفعة، وتعطي الأدوية والعقاقير نتائج إيجابية وجيدة، وتقل نسبة الوفيات إلى نحو 40%، وتقل تكاليف العلاج إلى نحو 70%.

الجريدة الرسمية