محسن محمد يكتب: حبس الحمامصى 19 شهرا بسبب الكتاب الأسود
حول ذكرياته مع الكاتب الصحفى جلال الدين الحمامصى ـــ رحل 20 يناير 1988 ـــ كتب الصحفى محسن محمد مقالا فى مجلة البوليس عام 1957 قال فيه:
أول الأزمات التى تعرض لها صديقنا العزيز الصحفى جلال الحمامصى كانت عندما انتخب عضوا فى البرلمان وقام النائب أحمد قاسم جودة بالطعن فى عضويته واتهامه بعدم بلوغ الثلاثين عاما شرط الترشح للعضوية، وفى جلسة برئاسة أحمد أبو الفتوح وكيل المجلس تم فصل العضو أحمد قاسم جودة بسبب ادعائه عام 1942.
الأزمة الثانية حين دخل الصحفى جلال الدين الحمامصى السجن لمدة 19 شهرا بسبب إصداره "الكتاب الأسود" الذى وضعه مكرم عبيد ويضم مستندات تدين رئيس الوزراء ورئيس الوفد مصطفى النحاس باشا، كأول وثيقة لفضح الفساد واستغلال النفوذ.
وبسبب هذا الكتاب أسقطت عضوية مكرم عبيد فى مجلس النواب، فعهد عبيد الى الحمامصى بطبع الكتاب باعتباره أمينا لصندوق حزب الكتلة خاصة وان الحكومة منعت طبع أى كتاب إلا بإذنها وتوعدت المخالفة.
فى سرية تامة طبع الحمامصى الكتاب الأسود حتى صدر عام 1942، فأصدر الحاكم العسكرى أمرا باعتقال الحمامصى وأودع معتقل الزيتون 19 شهرا بدون محاكمة.
وبسبب هذا الكتاب أسقطت عضوية مكرم باشا عبيد من مجلس النواب بسبب تكذيب مصطفى النحاس له وتكتل أعضاء الوفد لإسقاطه.
وأثناء وجود الحمامصى بالسجن عرف أن أحد أقارب فؤاد سراج الدين وزير الداخلية يقوم بتهريب المخدرات عبر الحدود، وبعد خروجه بدأ يكتب فى هذه القضية فى جريدة "آخر لحظة" عام 1950 مطالبا باستقالة وزير الداخلية فؤاد سراج الدين الذى يشغل فى نفس الوقت منصب سكرتير عام حزب الوفد وهدد سراج الدين بالويل والحبس وأثبت الحمامصى عن طريق خفر مصلحة السواحل قيام صهر فؤاد سراج الدين بتهريب المخدرات.
وشهد اللواء محمد صفوت مدير مكافحة المخدرات ــ وقتئذ- فى المحكمة أن شقيق زوجة وزير الداخلية له ملف فى مكتب مكافحة المخدرات.
اقرأ أيضا
32 عاما على رحيل جلال الحمامصي أستاذ الأجيال الصحفية
وقبض ثانية على الحمامصى وافرج عنه بكفالة وقدمت القضية الى محكمة الجنايات حتى قامت الثورة وصدر العفو عن المتهمين فى قضايا الصحافة وشطبت هذه القضية ونجا وزير الداخلية من ازمة وزارية كبرى.