32 عاما على رحيل جلال الحمامصي أستاذ الأجيال الصحفية
مدرسة صحفية متفردة بالغة الرقى مهنيا وأخلاقيا عنوانها الرئيسى هو المثالية التى ينشدها طوال تاريخه فى بلاط صاحبة الجلالة.
وإذا كان أحمد لطفى السيد أستاذ الجيل لنخبة من المثقفين والكتاب فإن الصحفى جلال الدين الحمامصى ـــ رحل فى مثل هذا اليوم 20 يناير عام 1988 وبدون مبالغة يعد استاذا لجيل من الصحفيين والكتاب يمثلون الآن ركيزة العمل الصحفى والإعلامى فى مؤسسات صحفية ليست فى مصر وحدها بل فى العالم العربى. حيث تتلمذ على يديه خريجى الصحافة من الدفعات الأولى لكلية الإعلام جامعة القاهرة.
ولد الكاتب الصحفى جلال الدين الحمامصى عام 1913 لأسرة ثرية فى دمياط، وعمل بالصحافة منذ كان طالبا بالمدارس الثانوية عام 1929 بجريدة كوكب الشرق ثم دار الهلال وجريدة المصرى عام 1936.
درس الهندسة بجامعة فؤاد الأول واجتمع فى تخصصه بصديق عمره الصحفى على أمين الذى درس الهندسة فى بريطانيا، فطبق الحمامصى ما تعلمه من الهندسة فى تنظيم صفحات الصحف المصرية فكان أول من وضع نظام الأعمدة الثمانية مثلما كان فى صحف العالم.
وبدأ حياته الصحفية ناقدا رياضيا وعمل فى مجلة روز اليوسف وآخر ساعة ثم تولى رئاسة تحرير جريدة الزمان عام 1947، وانتقل مع موسى صبرى وعلى حمدى الجمال إلى دار أخبار اليوم فكان أحد رؤساء تحريرها عام 1952.
أوكل إليه جمال عبدالناصر تأسيس وكالة أنباء الشرق الأوسط عام 1959 فتولى رئاسة تحريرها.
انتخب نائبا فى البرلمان عام 1942 وبسبب تأييده لمكرم عبيد ضد الوفد وخلافه مع النحاس فصل من المجلس.
منع من الكتابة طيلة 14 سنة ثم عاد إليها من جديد رئيسا لتحرير جريدة الأخبار 1974 ليكتب عموده الشهير دخان فى الهواء الذى ناقش فيه كل قضايا الوطن وهمومه.
وأصدر الحمامصى كتبا بعد وفاة عبد الناصر منها حوار وراء الأسوار الذى طعن فيه فى ذمة الراحل جمال عبد الناصر متهمة باختلاس عشرة ملايين جنيه، والقربة المقطوعة، وأسوار خلف الحوار، ومن القاتل وكلها كتبا سببت جدلا واسعا فى الأوساط الصحفية والسياسية.
وحول مشواره الصحفى كتب الحمامصى يقول:
بدأت الاحتراف الصحفى فى مجلة روز اليوسف فى الفترة التى تولى فيها الأستاذ التابعى تحريرها ورغم أنى كنت ما زلت طالبا فقد مثلت المجلة عام 1936 فى احتفال لندن بتوقيع معاهدة 1936 وكانت أول مهمة عمل لى بالخارج.
اقرأ أيضا:
سعد الدين وهبة يروي كواليس فيلم "مراتي مدير عام”
وللحق أقول ولا جدال عندى أن الأستاذ إحسان عبد القدوس سار على منوال والدته فى إعطاء الفرصة للشباب حتى بعد تنظيم الصحافة عام 1960 ظلت روز اليوسف أرضا منتجة للشباب، وكل كتاب روز اليوسف أمثال الشرقاوى وصلاح حافظ رغم اختلافى معهم فى الاتجاه إلا أنهم كانوا وطنيين حتى إن الشرقاوى الوطنى اليسارى وقت كان مسئولا فى روز اليوسف لم يضطهد من اختلفوا معه فى الرأى.