رئيس التحرير
عصام كامل

عسكريون يحللون احتمالية سعي الولايات المتحدة لإحلال القوات المسلحة بالإخوان...سويلم: الإدارة الأمريكية نادمة على دعم الجماعة...مسلم: تعتمد على الجيش أكثر من الرئاسة...جنيدي: أمريكا مستعدة لقبول الجيش

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

على الرغم من الاعتراضات الأمريكية بسبب قضية التمويل الأجنبي والتي تبعها تهديدات أمريكية بإيقاف المعونات الاقتصادية والعسكرية الممنوحة لمصر فقد كشفت مذكرة وقع عليها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن مطالبته الكونجرس بالتصديق على مساعدات عسكرية أمريكية بقيمة مليار و300 مليون دولار باعتبار أن ذلك من شأنه خدمة المصلحة الوطنية للولايات المتحدة على الرغم من إخفاق القاهرة في الوفاء بمعايير الديمقراطية.

كما كشفت المذكرة أن القيادة العسكرية المصرية تعتبر من صانعي الرأي الرئيسيين في البلاد بما أثار الشكوك حول رغبة الإدارة الأمريكية في استبدال جماعة الإخوان المسلمين بالقوات المسلحة إذا تفاقمت الأمور.
وحول ذلك فقد أكد الخبير الإستراتيجي اللواء حسام سويلم أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تلغي مساعدتها العسكرية لمصر والبالغة 1.3 مليار دولار خاصة وأن هذا المبلغ متفق عليه وفقا لاتفاقية كامب ديفيد وذلك على الرغم من التهديدات بإيقاف هذه المساعدات بسبب قضية التمويل الأجنبي.
وأضاف أن الكونجرس يستخدم المساعدات كورقة للضغط على مصر عند وجود أي مشكلة ولكن الإدارة الأمريكية ملتزمة بالمعاهدة ولا يمكنها المساس بها خاصة وأنها تدرك جيدا أن القوات المسلحة شريك أساسي في صناعة القرار مشيرا إلى أن المؤسسة العسكرية اتخذت العديد من المواقف السياسية غير المباشرة في الفترة الأخيرة منها موقفها في بورسعيد وسيناء وإصرارها على عدم إقامة أي استثمارات في منطقة قناة السويس إلا بعد موافقة الجيش.

وعن تفكير الولايات المتحدة في احلال القوات المسلحة كبديل لحكم جماعة الإخوان المسلمين قال سويلم إن الإدارة الأمريكية تدرس الخطأ الذي وقعت فيه سابقا حينما صدقت تقارير السفير باترسون بشأن أن الجماعة لديها قاعدة شعبية ويمكنها تحقيق الأهداف الأمريكية في المنطقة مضيفا أن هذا الندم الأمريكي كان السبب في أن تقوم أمريكا بإعادة سياساتها في مصر كما أنها قد تحتاج إلى تدخل الجيش في الحكم بشكل مباشر إذا ما تفاقمت الأمور حتي لا تندلع حرب أهلية.
في حين قال اللواء علاء عز الدين مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا أن الحديث عن قطع المساعدات الأمريكية العسكرية عن مصر هو أمر لن يحدث خاصة وأن الجانب الأمريكي هو الأحرص على استمرار هذه المساعدات.
وقد أوضح أن استمرار المساعدات العسكرية تعني أن يحصل الجيش على الأسلحة والذخيرة من الولايات المتحدة وتستمر سياسة التسليج والذخائر امريكية بما يعني التزام مصر بحالة السلام مع إسرائيل والتي تعبر الهدف الرئيسي للأمريكان.
وتابع عز الدين مؤكدا أن الولايات المتحدة تعتقد أن القوات المسلحة شريك أساسي في صناعة القرار السياسي في مصر وهذا الأمر معروف في جميع جيوش العالمين بما ينفي افتراضية التفكير الأمريكي في إحلال المؤسسة العسكرية بدلا من جماعة الإخوان خاصة وأن القادة العسكريين أكدوا مرارا على عدم رغبة القوات المسلحة في المشاركة في السياسة والاكتفاء بدورها في صد الأعداء من الخارج.
أما اللواء قدري سعيد رئيس وحدة الدراسات الأمنية بمركز الأهرام فقد قال إن الولايات المتحدة أعطت لمصر الكثير من المساعدات سواء اقتصادية أو عسكرية مشيرًا إلى أن الإدارة الامريكية لا يمكنها أن تقطع المساعدات الاقتصادية خاصة وانها تدرك جيدا مدي سوء الاوضاع الاقتصادية حاليا ومؤكدا أيضا أن الولايات المتحدة كانت دائما ما تساعد الاقتصاد المصري بشكل غير مباشر عن طريق الدول التي ترتبط معها بعلاقات جيدة كاليابان ودول الاتحاد الأوربي.
وأضاف أن فكرة احلال القوات المسلحة بدلا من جماعة الإخوان المسلمون غير واردة على بال الإدارة الامريكية خاصة وان المؤسسو العسكريةف أي مكان لها دور محدد لا يدخل فيه الأمور السياسية.
وتابع سعيد مؤكدا أن الإدارة الامريكية تنظر إلى القوات المسلحة على اعتبار أنها مؤسسة عريقة ولها تاريخ طويل منذ العصر الفرعوني كما تنظر اليها في إطار القدرة على استخدام السلاح والعلاقات الجيدة التي نجح الجيش في تكوينها مع دول الغرب.
كما أكد الخبير الإستراتيجي اللواء طلعت مسلم أن فكرة التهديد بإلغاء المساعدات العسكرية تهدف في الأساس إلى الضغط على مصر من أجل قبول أمور معينة مشيرا بالقول إلى أنه "إذا أردت الولايات المتحدة أن تقطع المعونات العسكرية فلتقطعها ولكن وقتها لن تكون العلاقات بين البلدين خاصة وأنما ستكون عادية".
وأضاف أن الولايات المتحدة أصبحت على يقين من تدهور شعبية الإخوان المسلمين خاصة وأن هناك دراسة قدرت هذا التدهور بما هو نسبته 85% في حين أن القوات المسلحة لا تزال تتمتع بشعبية كبيرة بين المصريين ولهذا كان حرص وزير الدفاع الأمريكي على لقاء الفريق السيسي أكثر من حرصه على لقاء الرئيس مرسي.

وتابع مسلم مؤكدا أن الإدارة الامريكية تعتبر القوات المسلحة صانع أساسي في اتخاذ القرار السياسي المصري بل انها تعتمد الآن على المؤسسة العسكرية اكتر من اعتمادها على المؤسسة الرئاسية
وقال اللواء عاصم جنيدي مدير مركز معلومات مجلس الشعب السابق وأمين عام حزب المحافظين أن الولايات المتحدة غير قادرة على الغاء المساعدات العسكرية لمصر لأن هذه المساعدات هي جزء من اتفاقية كامب ديفيد ولا تملك الإدارة الامريكية الا الاستمرار في تنفيذها.
وحول تقييم الإدارة الامريكية للاوضاع في مصر قال "إذا كانت أمريكا عاقلة فيجب أن تفكر أن القوات المسلحة هي بديل الإخوان إذا ما تفاقمت الأوضاع ولكن ما يدور تحت الأرض هو أمر غير معروف" كما أكد أن الإدارة الأمريكية تيقنت أن جماعة الإخوان ليست هي البديل الصحيح للنظام السابق.
كما تابع جنيدي مؤكدا أنه في ظل تمزق الجبهة المدنية –وخاصة بعدما وقع عمرو موسي في فخ لقاء خيرت الشاطر- فمن المؤكد أن الإدارة الامريكية لديها الاستعداد الآن على تقبل تدخل الجيش في الحياة السياسية مشيرا إلى اعتقاده بأن شخصا ما سيظهر في وقت ما وسيحوز على تأييد الولايات المتحدة كما حدث مع الجلبي في العراق حيث قال "ننتظر الجلبي المدعوم امريكيا في مصر".
الجريدة الرسمية